بعد غياب منذ عام عام 1993 تعود الروح مرة أخرى فى متحف سوهاج عام 2015، بإعادة دراسة المقايسات الخاصة بالمتحف من قطاع المشروعات والمتاحف بوزارة الآثار، ثم تعود شركة المقاولات عام 2016 لبدء العمل للانتهاء من الأعمال الإنشائية التى تسير على قدم وساق وبمجهود جبار، بالإضافة لتوفير فتارين العرض المتحفى التى تم تصميمها وأعدادها وفقًا للمساحات المخصصة للعرض.
كما تم وفقا لسيناريو العرض المتحفى والذى تم تشكيل عمل له من المكتب الفنى بقطاع المتاحف برئاسة إلهام صلاح الدين رئيس القطاع، التى وضعت تصور قصة العرض المتحفى، التى قام بعدها فريق عمل المكتب الفنى وفريق عمل متحف سوهاج لاختيار القطع الأثرية التى تخدم فكرة العرض، وبناء عليه تم الانتهاء من اختيار القطع الأثرية والتى كانت نتاج حفائر محافظة سوهاج والتى خرجت من بطن أرضها، ومن مواقعها الأثرية المختلفة، وتلك القطع مخزونة بالمتاحف المختلفة، وأيضًا مخازن المناطق، والتى تم اختيارها بعناية، والتى تنقل قصة وتاريخ محافظة سوهاج عبر الموضوعات المختلفة.
متحف سوهاج القومى
يحتوى الدور الأول للمتحف 6 قاعات، بالإضافة لساحة كبيرة بينهما، وسيغطيها هرم ممثلا فى تمثال لرمسيس الثانى الضخم، وضلعى الهرم عبارة عن تمثالى سخمنت، وأيضًا ذلك الناقوس، وبداخلة أحد المعبودات المصرية القديمة، أما القاعات الـ6 فتمثلها الملكية حيث خرجت ملوك الأسرة والثانية من محافظة سوهاج، ويعبر عنها قطع أثرية مختلفة كتب عليها أسماء تلك الملوك، وأيضًا مدينة أخميم والتى اشتهرت عبر العصور بنسيجها لذا اهتموا باختيار قطع أثرية تمثل ذلك التاريخ صناعة النسيج عبر العصور، وأيضًا الأسرة الصعيدية بفكرها المختلف وتميزها بعادتها وتقاليدها المختلفة، وماذا عن الحياة اليومية لتلك الأسرة، من مأكل ومشرب أو ملابس أو صناعة أو غيرها، ثم التراث الشعبى لمحافظة سوهاج، والذى تم اختيار قطع أثرية تمثله عبر العصور.
متحف سوهاج القومى
أما الدور الأرضى أو البدروم فيمثله فكرة الإيمان وكيف بدأ المصرى القديم موحدا ولديه العديد من المعبودات التى تمثل تلك الأسماء للمعبود الخفى، وأيضًا الفكر الدينى للمصرى القديم فى الحياة والممات، فالحياة تمثلها الحفاظ على العدالة وحسن المعاملة واحترام الكبير والصغير وتجهيز الحياة الولى للأخرة من حسن العمل وتقوى العبادة، أما الحياة الآخرة فكيف جهز لها المصرى القديم مقبرته بداية من التحنيط بعد الموت انتظا ر للحساب وعليه الثوا ب والعقاب، ثم تنقل قصة العرض المتحفى إلى أحد المناسك المهمة، والتى تمثلت وخرجت من أرض سوهاج مدينة أبيدوس، وهى الحج إلى أبيدوس وإلى معبودة أوزوريس، ومنها تؤكد قصة العرض بأن الحج أحد المناسك التى بذلت منذ القديم، واستمرت عبر العصور وتغطيتها قطع أثرية تعبر عن ذلك فى العصر الفرعونى واليونانى والقبطى ثم تنتهى القصة بالحج إلى الأرض المقدسة ومن هنا تتضح الصورة، كيف كان المصرى متدينًا ومحافظًا على العلاقة الحميمة بينه وبين الله، بذلك تنتهى رحلة العمل لمتحف سوهاج قريبًا تمهيدًا لافتتاحه.
تابوت لسيدة بطلمى
وقالت إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف إنه تم نقل جميع الفتارين للعرض المتحفى والتى يتم تركيبها داخل القاعات بداية شهر يناير، هذا بالإضافة إلى الانتهاء من المادة العلمية للجرافيك، والذى تمت طباعته ونقله أيضا إلى متحف سوهاج، وخلال أيام قليلة وبالتحديد نهاية شهر يناير سيتم نقل جميع القطع الأثرية من أماكنها المختلفة لوضعها وتخزينها بمخزن متحف سوهاج، تمهيدًا لعرض خلال شهر فبراير، وتركيب كل وسائل العرض المتحفى ويعكف حاليًا المكتب الفنى برئاسة قطاع المتاحف لإعداد بطاقات الشرح.
معبودات
جدير بالذكر أن متحف سوهاج يتمتع بأحدث منظومة أمنية داخل القاعات والمخازن وغيرها، بالإضافة لرقة وجمال فى اختيار الألوان والأرضيات من فحوى الطبيعة المحيطة بمحافظة سوهاج، إضافة لوجوده فى أهم شارع من الشوارع الرئيسية، وفى الربع الول من عام 2018 سيفتح أبواب متحف سوهاج أخيرًا أمام جمهوره، الذى ينتظره منذ سنوات، مستقبله بالعديد من البرامج المهمة لتعليم والتثقيف وأيضًا تحقيق تلك الأدوار الأخرى التى حققتها المتاحف المصرية لعلاج البطالة والتنمية المجتمعية.