فى مبنى خدمات الكاتدرائية كان شباب كورال الأنبا رويس يتدربون على حفلهم المقبل الذى يقدم بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وقف الدكتور أفرايم إيميل قائد الكورال يشير كالمايسترو فتعلو أصوات وتضبط نغمات بإشارة من يده، وهو الذى يخدم فى مجال الألحان القبطية منذ أكثر منذ 30 سنة حين رسمته كنيسته شماسًا وكان عمره 7 سنوات.
الدكتور أفرايم هو قائد كورال الأنبا رويس والأنبا رويس هو قديس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فالمنطقة تحمل اسم القديس قبل أن تنشأ فوقها الكاتدرائية.
الكورال الذى يضم اليوم أكثر من 100 عضو بينهم طلاب ومهندسون وأطباء مثلما يشير الدكتور أفرايم تأسس عام 1978 على يد ثلاثة من الشباب سجلوا شرائط كاسيت معتمدين عبى أصوات الحنجرة البشرية، الكنيسة القبطية لا تستخدم الآلات فى العبادة والليتوروجيا وتستخدمها على استحياء فى الترانيم، فصدرت تسعة أجزاء من الترانيم التراثية على شرائط كاسيت كان الأقباط يتداولونها على نطاق واسع فى كنائسهم واجتماعاتهم قبل ظهور السى دى ثم عصر الإنترنت.
فى البروفة التى كانت تجرى استعدادًا للحفل الثانى والعشرين من ديسمبر الجارى، غلبت ترانيم عيد الميلاد على الأجواء فرنم الكورال ترنيمة بعنوان "فى مزود البقر"، وتروى قصة ميلاد المسيح فى مزود البقر ببيت لحم فتقول "فى مزود البقر كان نايم مبسوط، النونو الصغير فى التبن محطوط".
يشير الدكتور أفرايم قائد الفريق والذى يعمل طبيب أسنان أن الفريق يعتمد على قدرات الصوت البشرى والحنجرة فى الأصوات ويستخدم بعض الآلات البسيطة مثل الناقوس والدف وهى آلات تستخدم فى زفة الشمامسة وداخل صحن الكنيسة، وكلها من عائلة الآلات الإيقاعية، لافتًا إلى أن الكورال يحرص على تقديم ترانيم ذات طابع أرثوذكسى تقدم العقيدة واللحن الشرقى وتحتفى بالتراث المنقول من آباء الكنيسة الأوائل.
يؤكد قائد الكورال أن فريقه قدم أسفارًا من الكتاب المقدس فى صورة أوبريت غنائى تردد فيه كلمات الأنجيل مرنمة فى قالب فنى يعكس تعاليم الكنيسة وتاريخها وإيمانها.
العام الماضى ألغى الفريق احتفالاته بسبب حادث البطرسية مثلما يؤكد مينا مجدى أحد مدربى الفريق الذى احترف الموسيقى بعدما تعلمها فى الأوبرا، لكن الكورال حرص على الاحتفاء بذكرى زميلتهم نيفين عادل ابنة كنيسة الأنبا رويس التى استشهدت فى انفجار الكنيسة البطرسية وأنتج الفريق لها ترنيمة بعنوان "يوم الحد وقفتى عروسة" يقول فيه "طاهرة نقية أمينة قوية صامدة قصاد الكون بصلاتها مش محتاجة تقول وتبشر ربنا ظاهر جوا حياتها ."
بعد انتشار الكورال فى كنائس القاهرة والإسكندرية والمحافظات كان على موعد مع أوروبا، فقد كان الكورال ضمن بعثة المركز الثقافى القبطى للمجر وقدم الحانًا كنسية ووطنية فى دولة المجر وعلى مسارح بودابست أغسطس الماضى مثلما يشير قائد الفريق.
يحلم أعضاء فريق الأنبا رويس بنقل اللحن القبطى إلى آفاق أوسع وأن يصير وسيلة لتقريب البشر من الله عن طريق نشر قيم الخير والحب والجمال ملحنًا ومبسطًا مثلما تؤكد نيفين عادل المنسق الإعلامى للفريق.