قديما كتب يوسف إدريس قصة بعنوان النداهة، وصور فيها القاهرة المدينة بتلك النداهة التى تجذب ضحيتها ليذوب فيها معذولا عن عالمه الذى طالما نشأ وتبلورت ذاته فيه، فرأينا بطل القصة مسحورا بذاك العالم الجديد مأخوذا اليه من كل من حوله شغوفا به ومأسورا .
وفى الحقيقة لكل منا نداهته لكل منا شغفه الخاص لشىء ما يحبه يذهب إليه بين الفنيه والأخرى ليتنفس به ويحصل منه على طاقته، فتكون له الوقود الذى به يبدأ من جديد ليصبح اكثر قوة وثباتا متحملا معاناته ضغوطه ومسؤلياته .
ما أردت الإشارة اليه حقيقة هو أن ألقى الضوء على تلك النقطة داخلنا، وأن نجعلها دافعا ايجابيا لما هو أفضل وليس العكس، ليتحقق بذلك الإنجاز التميز والإبداع فى الحياة، نرى من كان شغفه رياضة ما ، القراءة ، مطالعة مواقع التواصل الاجتماعى ، او ربما أن يجلس وحده متأملا وهناك من تعلق قلبه بالقرآن ولابد له من جلسة يومية مع مصحفه مستمتعا بها، ولنا فى رسولنا الكريم اسوة حسنة فى هذا الشأن حيث جعلت قرة عينه فى الصلاة وكان يقوم للصلاة حتى تورمت قدماه .
وهذا صحابى يبكى محدثا القرآن قائلا(شغلنى عنك الجهاد)
تلك المحبة والشغف والاهتمام لشىء ما داخلنا
اذا ما قضينا معه الكثير الكثير من الوقت لن نمل بل لا نشعر بمرور الوقت معه فليبحث كل منا وليفتش داخله عن ذلك الشىء الذى أرجو أن يكون عظيما ذا قيمة مثمرة ونافعة (وهنا نضعه فى منطقة قرة العين ) وألا يكون بمثابة نداهة تلهيه وتسحره ليضيع معها الى ماهو تافه او ضار ولنسمها (منطقه النداهة) .
وهنا لابد لنا من وقفة وتنظيم الوقت لتأخذ نفسك ممن حولك أحيانا وأحيانا أخرى وجب علينا الانخراط مع المحيطين فلهم علينا واجبات واهتمام لتأخذ نفسا عميقا وكأنها خلاياك تتجدد لتبدأ من جديد وقد أصبحت أقوى .
وفى هذا الشأن تحضرنى تجارب كثيرة ناجحة فهذا ترك لزوجته الفرصة والمجال لممارسة هذا الحق فيما تحب وتهتم لتخرج من تلك التجربه وقد أصبحت أجمل وأكثر إشراقا، ثم يسعد هو بأن رجعت مثل السابق من عهدها بل أفضل.
وهذا اكتشف فى ابنائه التميز فى مجال ما فدعمهم ليبدعوا ويصبحوا اكثر تميزا .
وهذا استغل حبه وشغفه بشىء ما بأن يجعله مكافأة له اذا ما اتم بعض المهام والاعمال. فأنجز فيها ليحصل على ما يحب .
وهذا أثقل موهبته بالعلم ففاز بأداء فريضة يغفل أغلبنا عنها ألا وهى طلب العلم ففى الحديث
(طلب العلم فريضة لكل مسلم ) ولم تحدد بوقت .
وهذا ظل عاكفا عل مصحفه حتى أتم حفظه وأتقنه ففاز الفوز الأعظم بأن اصطفاه الله ليصبح من اهله وخاصته .
وهذا لقبه غيره بفاشل لكنه فتش فى ذاته فوجد ما تميز به عن غيره وأثقله
وأمثله كثيرة لأدباء ، مفكرين ، رياضيين ، وعلماء
أبدعوا فكانوا لبلادهم فخرا
فتعالوا معا فلنكتشف انفسنا .
عدد الردود 0
بواسطة:
مدحت السيد
مقال رائع
ما شاء الله موضوع رائع وأسلوب راقي