هنا على ضفاف نهر الدنوب، يرفض الألمان الرضوخ لتلك المفاهيم الواهية فى إجبار التلاميذ على التعلم حفاظا على مستقبلهم، ويرفعون شعار "العلم لمن أراد التعلم"، محطمين كل الأفكار البائسة التى تتعارك فى عقول الآباء والأمهات بدول العالم الثالث، والتى تتلخص فى عقاب التلاميذ منذ الصغر وإرغامهم على التعلم.
فبعد 6 أيام تقضيها ذهابا وإيابا بشوارع مدينة أولم، التى يعدها البعض عروس نهر الدنوب بمقاطعة بادن فورتمبيرج الألمانية، قد لا يلفت نظرك كثيرا بعد جمال المناظر الطبيعية والألوان الزاهية للمنازل، التى يكسوها الثلج تارة وتنهمر عليها مياه الأمطار تارة أخرى، إلا أن شيئا لم تعد عيناك على التقاطه بعد، أن تجد مدارس مختلفة المراحل التعليمية بدون أسوار ولا يفصلها شيئا عن "أسفلت الشوارع".
قد تأخذك الدهشة فى بداية الأمر، إلا أن هذا التعجب يأخذ طريقه للتلاشى شيئا فشيئا بعد أن تتكسر داخل جدارا تقلك كل تلك المفاهيم الفانية التى تعلمتها فى الصغر، وتدرك للحظة واحدة أن تحمل المسئولية وإدراك المجتمع الخارجى كان لابد أن يبدأ من ذلك السن الصغير، الذى يدرك فيه الطفل الألمانى قيمة العلم والتعلم مما يجعله يطالب بالمكوث فى المدرسة ويكره العودة للمنزل، لا لشئ إلا لهذه المقدرة النفسية التى توصل لها خبراء التعليم هناك فى جعل المدرسة عنصر جذب قبل أى شىء.
المدارس تستخدم الطاقة الشمسية رغم ظروف الطقس
تعمل المدارس الألمانية التى تنفتح على عالمها الخارجى ولا توجد حدود فاصلة بينها وبين الشوارع المحيطة بها إلا بعض العلامات البسيطة التى تحدد مساحة المدرسة، بالطاقة الشمسية التى تكاد تكون مجرد ديكورا يظهر فى سماء البلدة، ولا يوجد لها أثرا كبيرا فى تدفئة الجو لما تعانيه هذه الدول الغربية من انخفاضا بالغا فى درجات الحرارة، وتجد هذه المدارس تواجه العديد من التحديات الطبيعية التى وجدت فيها مثل هطول الثلوج وانهمار مياه الأمطار فى الأوقات العاصفة، وذلك بمبان مجهزة بكل التجهيزات التى تجعلها قادرة على التعامل، وتنظيم وقت الدراسة بين الابتكار والتعلم والألعاب التى تقوى الإبداع سواء كانت ألعاب داخلية أو خارجية.
خريطة على جدران المدرسة ليتعلم الأطفال حدود دولتهم
درسا آخر يعطيه الألمان لمن يريد أن يتعلم، وهو تعليق خريطة دولة ألمانيا الاتحادية على جدار المدرسة ليتعلم التلاميذ منذ الصغر حدود دولتهم مما يعمق الانتماء فى نفوسهم ويجعلهم قادرون على التثقف والأخذ والرد بما لديهم من معلومات جغرافية وحقوقية ظهرت بعض الرسومات التى تمثلها بقاض يحمل ميزانا منضبط ومتساوى الجهتين، وكذلك تلك الرسومات المشجعة على الابتكار والتفكير، والتى نستبدلها فى مدارسنا المصرية بعبارات رنانة "مدرستنا جميلة نظيفة متطورة"، وهى فى حقيقتها قد تكون على النقيض من ذلك.
رسوم تحفيزية لتشجيع الطلاب على التعلم
أقدم القائمون على المدارس هنا فى مدينة أولم الألمانية على بعض الطرق غير المباشرة فى التعليم وإكساب التلاميذ المهارات المطلوبة مما يدعم ذكائهم الفطرى وكان من بينها رسم بعض الرسوم الكرتونية التى تشير إلى التزام الصمت، وأخرى تدفع التلاميذ لتعلم الموسيقى بكافة أنواعها من خلال بعض الآلات التى رسمت على جدران هذه المدارس، شيئا آخر يسترعى الانتباه، وهو وجود عدد لا بأس به من الألعاب الرياضية بفناء المدرسة الذى لا يأخذ حيزا كبيرا من جانب الطريق ولكن التنوع والاهتمام البالغ فى هذه الأنشطة الرياضية ينعكس على رشاقة التلاميذ ومقدرتهم الجسمانية.
إكساب الطلاب ثقافة التعلم بديل الأسوار
مقارنة ظالمة قد تعقدها فى عقلك بين ما قرأت ورأيت وبين هذا النظام السائد فى مصر، ففى الوقت الذى طالب فيه البعض بتعلية أسوار تلك المدارس لمنع التلاميذ من التهرب من اليوم الدراسى، نجد المدارس الألمانية واليابانية بدون أسوار من الأصل نعم فهم وضعوا أيدهم على المشكلة ووجدوا الحل المناسب لها وهو إكساب الطلاب ثقافة التعلم وجعل المدرسة منطقة جذب لهم.
3 إجازات للطالب خلال العام الدراسى
من جانبه، أكد الدكتور هانى الناظر، مدير المركز القومى للبحوث سابقا، أن الجانب الألمانى فى هذه المدارس يوفر كل الأشياء التى تجذب الطلاب إلى المدرسة، مما يخلق مناخا مناسبا للتعلم جاذبا للتلاميذ، قائلا: "المدرسة هنا لا تحتاج إلى أسوار ولدينا خطأ كبيرا هنا فى مصر يتعلق بمدة الدراسة نفسها فهناك فى ألمانيا والدول المتقدمة تبدأ الدراسة أول سبتمبر وتنتهى أول يوليو من كل عام وهناك شهرين إجازة صيفية هما يوليو وأغسطس وهناك إجازات خلال العام الدراسى بما يعادل 3 إجازات فى ديسمبر وفبراير وآخر إبريل وهذه ميزتها تجعل الطالب باستمرار لا يشعر بالملل، أما هنا فى مصر فطول فترة الدراسة تجلب الملل على الطلاب".
وتابع: "الطالب فى مصر يمل من العام الدراسى، أما هناك فيوجد حصص مخصصة للهوايات والابتكارات والمخترع الصغير يبدأ من سنة أولى ابتدائى"، مشيرا إلى أننا قد نرى تجربة هذه المدارس فى مصر ولكن تحتاج لإرادة حقيقية من قبل وزارة التربية والتعليم.
عيوب نظام التعليم فى مصر
وقال الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر بالجامعات المصرية، أن السبب فيما وصلت إليه دولة ألمانيا من تقدم فى العملية التعليمية يتلخص فى كلمة "الثقافة" التى تجعل التلميذ يشعر بأهمية ما يقوم به وتأثيره وكذلك المعلم الذى يعلم فى المدرسة ولا يهدف للدروس الخصوصية، قائلا: "المدير هناك يتابع تطبيق نظام ويحافظ عليه ولا يهدف لأشياء أخرى كما نراها فى مصر فالقضية كلها فى مجالات التعليم والصناعة والزارعة وغيرها قضية ثقافية".
وأشار إلى أنه هنا فى مصر تجد المتفوقين فى الثانوية العامة هم طلاب مدارس حكومية ودرسوا منهجا حكوميا وعلمهم مدرسا من المدارس الحكومية ولكن من خلال الدروس الخصوصية، قائلا: "المدرسة فى مصر فاشلة وهذا لا يفهمه البعض واللى ناقص فى أضلاع العملية التعليمية هو دور المدرسة فقط".
عدد الردود 0
بواسطة:
Adam
مدارس المانيا
بالنسبة لمدارس المانيا لا يمكن مضاهاتها بمصر نهائيا ولايمكن في يوم من الايام الوصول بمدارسنا لمستوي المانيا لقد عشت وتعلمت في المانيا مدة ١٥ عاما وجدت كل التقدم في مدارس المانيا كما اننا لايجب الاستماع الي هاني الناظر لانه انسان وصولي ولم يحقق اي انجاز حينما كأن رئيس للمركز القومي للبحوث ارجوك منكم اختيار المسئول الحقيقي.
عدد الردود 0
بواسطة:
تعليق
انتوا فاهمين الموضوع غلط
السور مش لمنع الطفل من الهروب عشان بيكره المدرسة، السور لحماية الأطفال من إنهم يتوهوا أو يتخطفوا أو يبعدوا عن المدرسة فيتعرضوا لأذى وعشان كده مفيش أسوار في ثانوي عندهم، الموضوع مش موضوع حب المدرسة أو كراهيتها لكن حماية للأطفال في السن الصغيرة فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
الله ينور عليك
جبت الخلاصة "لو وجدت النية" وبما ان النية لم ولن توجد - لاننا كدولة لنا مستوى معين من التعليم والصحة والزراعة والصناعة وكل ما تتخيله ولا يحق لك ابدا ان تتخطى هذا المستوى مهما كان الثمن - واقل شيء في هذا الثمن هو حفاظ الكبار على مناصبهم اللي هي اهم عندهم مني ومنك ومن البلد كلها - فعلا من لايملك طعامه ودوائه وسلاحه - يقعد على جنب احسن له.
عدد الردود 0
بواسطة:
حزين
معظم مدارس السويد بلا أسوار منذ عام 1920 ولا يوجد مدارس خاصة إلا نادراً
التعليم في السويد من أفضل الدول وتجربة تطوير المدارس الحكومة وإدخال المدارس الحرة تجربة تستحق الدراسة والتطبيق في مصر. هناك العديد من المدارس بالسويد تدار بواسطة المصريين. لا توجد دروس خصوصية ولا مصروفات والسباحة والحرف والرسم والرياضة كلها مواد أساسية والإهتمام باللغات الإجنبية شديد لكن اللغة السويدية تأتي في المقدمة. الأحزاب الليبرالية قادت لتجربة تطوير المدارس الحكومية. هنا بالسويد نعيد إستخدام الكتب الدراسية عام بعد عام لنحافظ على البيئة. مدارس البالغين تعطي فرصة لمن لم يصبه الحظ في الحصول على شهادات ولا يوجد أمي واحد ولا إنسان بلا دخل أو مسكّن لأن المجتمع متكافل ونعلم الأولاد عدم الإنتقام والتسامح. لغة الحوار هي أساس التعامل بدون عنف
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف فتحى
عندك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكل دوله ظروفها --- وتوجد لديهم منظومه كبيره لذلك -- فإذا قلدناهم والسلام بدون وعى وبدون مراعاه لأشياء كثيره سنجد لدينا عشره أجيال بدون تعليم --- فالعلم هو اساس تقدم الشعوب -- وهل المانيا تقدمت وتطورت إلا بالعلم وهل ما هم فيه الان حدث بعد ازاله الاسوار أم قبلها ؟؟؟؟؟؟؟ ومش اى حاجه تيجى فى رغيف ناخدها ---- لازم طرق عشان امان الطلاب --عندك ؟ وناس ملتزمه بالسرعات وبالمرور استغفر الله --عندك ؟؟؟؟ وطالب يدرك انه يذهب للمدرسه من اجل مستقبله ووطنه --- عندك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
الشبراوي
منافذ الثقافة
ألمانيا تتصرف حسب ثقافتها وعاداتها وعقول أبنائها لذا فهي تنتج نظم تلائم هذه الأسس المتطورة فكرياً . ولا داعي لأن نتشتت في بلادنا ونحتار بأي الأنظمة نأخذ ؟ وأقول ولا نظام نأخذ به وإنما الصحيح أن نبتكر أنظمتنا بأنفسنا التي تتلائم مع منهاجنا وطريقتنا في التفكير والحياة ولكن الأهم هو تطوير التفكير والموضوع كله أساسه التطوير الثقافي (دور وزارة الثقافة والإعلام) . حبل واحد يجب أن يربط الثقافة والإعلام والتعليم لأن كلها منافذ التفاعل الفكري والحوار بين أبناء الوطن الواحد .
عدد الردود 0
بواسطة:
مدحت الشريف
لا اسوار تعنى ان يتحمل الطلاب المسئوليه
كانت مدرسة النقراشى الثانويه بلا اسوار فى بداية الستينيات و كانت نسبة الغياب و التزويغ بها اقل نسبه بين المدارس الثانويه .. و تعود الطلاب على تحمل مسئولية اخذ القرار و احترام المدرسه و التعليم
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا
ياسلام
فعلا نحن خير أمه أخرجت للناس
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر طاز أغا
برضه لنا الريادة في تلك
يا باشا ولا فخر، انا أبويا كان يحكيلي عن جده الله يرحمه أن جدهم الاكبر طاز أغا باشا الفللي، إنهم من كتر التزويغ والنط من فوق سور الخديوية، السور زال وبقت بلا اسوار.. الكلام دة ايام ما ألمانيا كانت لا تزال ترزح تحت حكم الخواجة بسمارك الله يرحمه.. انت بتتكلم في ايه!!!!!!!!!!