فيديو وصور.. "ملامح الزمن الجميل".. مقتنيات معرض الحرف التقليدية والفنون الشعبية بالأقصر.. لوحات ترصد "السقا وبائع العرقسوس وصانع الفخار وجلباب صعيدى نسائى".. باحث: 15 دولة عربية تناقش حماية الموروثات وتطويرها

شهد قصر ثقافة الأقصر بالعوامية، إقامة معرض للحرف التقليدية والفنون الشعبية يضم عشرات اللوحات والتحف والمقتنيات الشعبية المميزة، وذلك على هامش الملتقى السادس للفنون الشعبية، الذى افتتحه الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، ومحمد سيد بدر محافظ الأقصر، والدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "التراث الثقافى غير المادى والتعليم.. رؤية عربية"، دورة الدكتور محمد الجوهرى.

وفى هذا الصدد يقول الباحث سعد فارق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى، إن معرض الحرف التقليدية والفنون الشعبية الذى افتتحه وزير الثقافة، يضم عددا كبيرا من التحف الفنية المصنوعة من الخزف والفخار، وتم تشكيلها بأيادى نجوم الفن الشعبى من مختلف أنحاء الجمهورية والعالم العربى، بأشكال فنية وتاريخية ترصد لمسات من الواقع والماضى الجميل.

ويضيف الباحث سعد فاروق لـ"اليوم السابع"، أن المعرض يشمل بجانب التحف اليدوية المميزة عددا من الفوانيس الشهيرة بشهر رمضان الكريم والأدوات المصنوعة يدوياً ومكتوب عليها آيات من القرآن الكريم بمشاهدة مبهرة، تؤكد قوة الحرف اليدوية فى الصناعة الفنية الشعبية، وكذلك عدة لوحات مرسوم عليها التاريخ المصرى كبائع العرقسوس وصانع الفخار والسيدة المصرية الصعيدية التى ترتدى الجلباب الصعيدى التراثي، ورسومات للبيع والشراء فى القرى والحوارى القديمة ومشاهد من الحقل والمزارع المصرية التى تعيد للأذهان التاريخ المصرى المميز.

ويؤكد رئيس إقليم جنوب الصيد الثقافى، أنه يشارك فى الملتقى 15 دولة عربية هى "الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سوريا، العراق، عمان، فلسطين، لبنان، ليبيا، المغرب، وموريتانيا"، إلى جانب مصر، ويدور الملتقى حول ثلاث محاور رئيسية هى: التعليم ودوره فى صون التراث الثقافى الشعبى بشقيه المادى وغير المادى، التراث الثقافى غير المادى تعليم وتعلم ووسيلة اتصال، تعليم التراث الثقافى غير المادى ودوره فى دعم التنمية المستدامة، والحفاظ على الهوية.

وأوضح أن الملتقى يناقش مجموعة من القضايا بينها التعليم ودوره فى تنمية الوعى بالتراث الثقافى فى ذاته، وتعليم التراث فى مواجهة تأثير العولمة، والنزاعات المسلحة والحروب، كما يناقش تردى البيئة الثقافية، والقيم الجمالية والنفعية للتراث الثقافى غير المادية، وتناقل الخبرات والمعارف والمهارات، ومستقبل التراث الثقافى غير المادى ووظائفه.

أما محمد العدوى مدير فرع ثقافة الأقصر، فيؤكد أن الملتقى السادس للفنون الشعبية يشمل عدة جلسات تدعم الفنون الشعبية، تشمل  ورقة بحثية بعنوان "من أجل منظومة تربوية عربية مشتركة للتراث الثقافى اللامادى"، وتجربة التعليم المهنى فى معهد الشارقة للتراث، وكذلك دمج التراث الثقافى غير المادى فى مناهج التعليم تجربة مملكة البحرين، ودور التعليم فى تنمية الوعى بأهمية الحفاظ على التراث الثقافى غير المادى، وتدريس الفنون ودورها فى الحفاظ على هويتنا الثقافية، وآليات دمج التراث الثقافى غير المادى فى التعليم الأساسى بسلطنة عُمان، وسياسات إدماج الثراث الشعبى فى التعليم، وتدريس التراث الثقافى بين النظرية والتطبيق من منظور جغرافى، والتعليم من التلقين إلى الإبداع دور التراث الثقافى غير المادى فى العملية التعليمية، وتجربة تعليم التراث فى المملكة العربية السعودية.

ويضيف محمد العدوى لـ"اليوم السابع"، أن الشاعر حســين القباحى تحدث فى الملتقى عن التعليم ودوره فى تنمية الوعى بالتراث الثقافى فى ذاته، وتم تقديم رؤية عن التحطيب فى مصر عبر العصور، والشعر الشعبى إشكاليات صونه فى المجتمع اللبنانى، والأغنية الشعبية فى ليبيا وسيلة للتعليم والتربية، وعجين الفلاحين رصد أثنوجرافى لثلاثية الفلاح المصرى الأرض والمسكن والطعام.

ويؤكد، أن التراث الشعبى والحرف اليدوية تعتبر من أهم الصناعات المعتمدة على اليد باستخدام الأدوات البسيطة فقط، وهى أحد القطاعات الرئيسية التقليدية الحرفية، فالحرف اليدوية تساعد فى استخدام المواد بصورة بسيطة بزخارف مميزة تنتج أشكالا مبهرة وتستخدم بصورة كبيرة فى الحياة اليومية بالمنازل والمحلات وغيرها، فحركة الفنون والحرف اليدوية تساعد فى خلق أشياء مفيدية وأعمال إبداعية للمواطنين بإستخدام المواد الطبيعية والتقنيات التقليدية من الناحية العملية.

أما الشاعر حسين القباحى مدير بيت الشعر بالأقصر، فيقول إن الفنون الشعبية هى أكبر قوة للحضارات العربية والمصرية على وجه الخصوص، حيث إن الأمثلة الشعبية المصرية القديمة تؤكد تلك الأمور بالمثال الشعبى "مين فات قديمه تاه"، فتراث المجتمعات يعتبر حصيلة الثقافة والموروثات الشعبية منذ القدم وقدرتها على التواجد حتى الحاضر بتطوراته التكنولوجية والإلكترونية الحديثة، فرغم ذلك يوجد فى القرن الواحد والعشرين بعام 2017 فنون شعبية مازالت مستمرة ولم تندثر حتى الآن.

ويضيف حسين القباحى لـ"اليوم السابع"، أن مصر كما تتميز حالياً بسحر القرى والنجوع والعادات والتقاليد والموروث الشعبى المميز، كانت تضم فى الماضى الحارة المصرية التى أخرجت الشخصية المصرية التراثية ولها تاريخ وموروث ثقافى كبير وقصص وحكايات لم ولن تنتهى مثل عشق الأطفال للأراجوز والحكواتي، وحكايات "شفيقة ومتولى وأبو زيد الهلالى وعاشق المداحين والست خضرة" وغيرها من التاريخ المصرى المميز.