بعيدًا عن اهتمامات الفتيات التقليدية كانت "فدوى رويس" فتاة تونسية تعيش حياتها بين المغامرة وحبها للعمل الذى بدأت فيه وهى فى العاشرة من عمرها، تبحث عن هدف يجعل إلى حياتها قيمة، مرت السنوات وهى محبة للسفر والترحال، إلى أن أنهت دراستها وعملت مهندسة للبترول، الأمر الذى جعلها على علاقة وثيقة بالصحراء وبالتنقل وعيش حياة الرحالة فى سن مبكرة.
السلام وتعليم الأطفال قيم أرادت "فدوى" السيدة الثلاثينية نشرها حول العالم، من خلال جولة بدأت فيها مع زوجها منذ أكتوبر الماضى يجوبا خلالها العالم سيرًا على الأقدام، ليكونا بذلك أول رحالة عربية يقومان بهذه التجربة، الإعدادات البدنية وأدوات التخييم وإلكترونيات تعمل بالطاقة الشمسية كانت الأساسيات التى بدءا بها جولتهما منطلقان إلى "السنغال" نقطة البداية.
جولتهما فى السنغال
فدوى فى الإسكندرية
السنغال مالى مصر.. هذه هى الدول الثلاثة التى بدء منها "فدوى" و"محمد" رحلتهما، وحكت "فدوى" تفاصيلها لـ"اليوم السابع قائلة: مينفعش أتولد وأموت وأنا معملتش حاجة فى حياتى، وأضافت "الفكرة بالأساس هى فكرة زوجى الذى يعمل ميكانيكى بواخر، وتربطنا ببعض علاقة صداقة منذ أكثر من سنة، وسبق له أن قام بجولة حول تونس بدراجته البخارية للتوعية بمرض التوحد، وعندما عرض عليا الفكرة وافقت على الفور، وتزوجنا فى سبتمبر الماضى، وبدأنا أول خطوة فى جولتنا فى 11 أكتوبر 2017".
فدوى مع الأطفال فى السنغال
"ملناش ممول وبنصرف من جيوبنا الخاصة" هذا ما قالته "فدوى" عن مصدر تمويل الفكرة، وأضافت "تركتنا عملنا وأهلنا ووضعنا ميزانية 20 ألف دولار تشمل الأكل والشرب وتذاكر الطيران، لأن بعض البلاد يجب تخطى حدودها بالطائرة"، مشيرة إلى أنهما يعتمدان على عدة أشياء فى رحلتهما بأى بلد وهى السير فى الطرق الرئيسية ليمران على أكثر عدد من القرى، وتحديد مواعيد تناول الطعام بالنهار، وطلب الاستضافة من الناس فى المناطق المأهولة بالسكان".
فدوى ومحمد خلال رحلتهما فى مصر
"الحشرات من أبرز الصعاب فى أفريقيا والترحاب وجدناه فى مصر" هكذا قالت "فدوى" عن أبرز الصعاب التى واجهتها، مشيرة إلى أن الحشرات مثل الناموس أرهقتها كثيرًا فى أفريقيا، وهو الأمر الذى اضطرها إلى المكوث فى خيمتها طوال الليل، والنزاعات المسلحة كانت السبب لتغيير وجهتهما من مالى إلى مصر مباشرة، التى وجدا فيها كل أشكال الترحاب، وأضافت "بدأنا من الإسكندرية وسِرنا 218 كم حتى وصلنا للقاهرة وسنذهب إلى الصعيد ومن بعدها إلى السودان لاستكمال الجولة".
"الجولة ستستغرق 3 سنوات ولدينا رسالتان نريد توصيلهما للعالم" بهذه الكلمات تحدثت "فدوى" عن الجولة التى من المفترض أن تستغرق 3 سنوات، مشيرة إلى أن اختيارهما للسير على الأقدام ليقولا للعالم أن السلام موجود بكل مكان ويحققان بذلك رسالتهما الأولى "لا للإرهاب"، بالإضافة إلى تعليم الأطفال فى كل مكان وهو الرسالة الثانية التى يحملونها.
هذه هى حكاية "فدوى" و "محمد" الزوجان الرحالة اللذان رفضا أن يعيشان الجو الأسرى التقليدى، ليخلدا اسمهما بحروف من نور تحمل التسامح والسلام والتعليم.
فدوى مع مجموعة من الأطفال الأفارقة
فدوى ومحمد فى مالى
فدوى ومحمد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة