تجددت التظاهرات فى أحد أقضية محافظة السليمانية لليوم الرابع على التوالى للمطالبة بمحاربة الفساد واقالة الحكومة فى كردستان العراق وتحسين الوضع الاقتصادى فى الاقليم.
وشهدت مدن وبلدات فى كردستان العراق غالبيتها فى محافظة السليمانية، ثانى محافظات الاقليم، تظاهرات حاشدة خلال الأيام الثلاثة الماضية تخللتها مواجهات مع قوات الأمن أدت إلى مقتل خمسة اشخاص واصابة نحو 200 بجروح.
ونزل مئات الشباب والناشطين إلى الشوارع وسط انتشار أمنى كثيف فى مدينة رانية التى تبعد 130 كلم شمال غرب مدينة السليمانية ويقطنها نحو مئة ألف نسمة، حسبما افاد مراسل فرانس برس.
ويقول الخبير فى الجغرافية الفرنسى سيريلى روسل أن المدينة تعانى من التهميش ومن ظروف اقتصادية صعبة منذ فترة طويلة فيما تشهد عاصمة الإقليم إربيل ازدهارا اقتصاديا، ويعيش معظم سكان رانية من تهريب البضائع من إيران المجاورة.
ومنذ الليل نشرت قوات الامن وحدات لمكافحة الشغب ومركبات عسكرية فى جميع الأقضية التى شهدت تظاهرات بما فيها مركز مدينة السليمانية.
وشكلت الحكومة لجنة امنية من أجل ضبط الأوضاع تتكون من الشرطة وقوات الأمن (الاسايش) والبشمركة وقوات مكافحة الإرهاب.
ولا تزال القوات الأمنية تطوق بشارعى السراى ومولوى القريب من مقر الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة مسعود بارزانى، كما لا تزال قوة تطوق مقر قناة أن أر تى الذى أغلقته السلطات وقطعت بثه.
وأكد عدد كبير من سكان مدينة أربيل عاصمة الإقليم لفرانس برس أن حكومة الأقليم تستقطع من الرواتب، وشكوا من أن أسعار وقود التدفئة مع حلول فصل الشتاء ارتفعت الى 150 دولارا للبرميل (200 لتر) أى إلى ضعف ما كانت عليه قبل عامين، ولا تصل الكهرباء الا أربع ساعات فى اليوم ويعجز الناس عن تحمل تكاليف الحصول عليها من المولدات.
ومنذ بدء أعمال الشغب الاثنين، تم إحراق نحو 20 مركزا للأحزاب السياسية ومبنى بلدية، وتسبب تصاعد التظاهرات بأزمة داخل حكومة الأقليم وأعلن حزبان هما حركة التغيير والجماعة الإسلامية إنسحابهما منها.
ويعيش إقليم كردستان الذى تمتع خلال المرحلة الماضية باستقرار كبير مقارنة ببقية مناطق العراق، اوضاعا مضطربة، وخصوصا بعد الاستفتاء الذى اجراه الرئيس السابق للاقليم مسعود بارزانى فى 25 سبتمبر الماضى، وقوبل برفض المجتمع الدولى والحكومة المركزية وانتهى بفشل رغم الانتصار الكبير لانصار الـ"نعم".
ومع الفشل فى تحقيق الاستقلال وفقدان سيطرة الإقليم على غالبية المناطق المتنازع عليها مع بغداد، إختار بارزانى التنحى فى نوفمبر، ما دفع برلمان الإقليم إلى توزيع موقت للسلطات إلى حين اجراء انتخابات رئاسية لم يحدد موعدها بعد.
وغرق الإقليم فى الديون منذ انهيار أسعار النفط عام 2014. لكن الأوضاع تدهورت فى شكل أكبر بعد الاستفتاء وخصوصا بعدما إتخذت حكومة بغداد اجراءات عقابية وإستعادت السيطرة على اغلب المناطق المتنازع عليها وأبرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة