كان البيان مقتضبًا ومبهمًا، فما يحتوى عليه من معلومات لا يشفى ولا يغنى، فقط يقول البيان إن وزارة الآثار ستبدأ فى أعمال ترميم وصيانة قصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة، ومنزل السادات بحى السيدة زينب، فى إطار الحملة القومية التى دشنتها الوزارة عام 2015 لإنقاذ 100 مبنى أثرى بالقاهرة التاريخية، كما ذكر البيان إنه تم الانتهاء من عمل المقايسة التقديرية لأعمال الصيانة والترميم لكلا المبنيين، وتم الطرح والترسية على إحدى الشركات المتخصصة فى هذا المجال تحت إشراف وزارة الآثار، مضيفًا أنه من المقرر أن يتم إنجاز المشروع فى غضون سنة بتمويل ذاتى من الوزارة بتكلفة 2 مليون جنيه.
هذه هى المعلومات التى أوردها بيان وزارة الآثار فى 12 ديسمبر الحالى، وفى الحقيقة قد يمر هذا الخبر على المتابعين دون إثارة الأسئلة لولا ورود ذكر قصر الأمير طاز فى البيان، فالقاصى يعرف والدانى يعرف أن هذا القصر بحالة جيدة من الحفظ والكفاءة، وأنه لا يحتاج إلى ترميم بمعنى كلمة "ترميم" لكنه ربما يحتاج إلى صيانة فحسب، فالقصر شهد خلال هذا الشهر العديد من الفعاليات المهمة على المستوى الفنى والثقافى، وهو ما يدل على أن حالته العامة بخير حال، ولك أن تطالع بعض الأخبار المنشورة حول أنشطة هذا القصر خلال شهر واحد، فقد شهد هذا القصر إقامة صالون مصر المبدعة الذى يقدمه الكاتب محمد بهجت منذ حوالى ثلاث أسابيع كما شهد حفلاً للفنان باسم عباس فى 05 ديسمبر، كما أعلنت وزارة الثقافة فى 10 ديسمبر الحالى أن القصر سيشهد أيام السبت والأحد من كل أسبوع، استمرار ورشة الإنشاد الدينى للمنشد محمود التهامى وفى الرابعة عصرًا من أيام الأحد والاثنين والأربعاء من كل أسبوع وتستمر ورشة تعليم العزف على الآلات الموسيقية للأطفال من سن 10 حتى 18 سنة، كما تستكمل ورشة إعداد فنون الممثل وفنون المسرح والحكى والإلقاء فى الثالثة من ظهر أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، أما ورشة الفن التشكيلية فتستمر فعالياتها فى الثانية ظهرًا أيام الأحد والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع من سن 6 وحتى 20 سنة، كما تستمر ورشة كورال أطفال قصر الأمير طاز فى الرابعة مساء الأحد والاثنين والأربعاء من كل أسبوع، واليوم تقام بالقصر احتفالية للفنان فريد الأطرش بالتعاون مع جمعية محبيه، وهنا يجدر السؤال: لماذا ذكرت وزارة الآثار مسألة ترميم القصر فى حين أنه يعمل بكفاءة عالية ويستقبل الجماهير ولا يوجد ما هو جدير بـ"الترميم"؟
الدهشة من الإعلان عن ترميم قصر الأمير طاز وهو من القصور المستخدمة فنيًا وثقافيًا جعلت السؤال واجبًا عن حالة بيت السادات الذى أعلنت "الآثار" عن ترميمه فى ذات البيان، والمفاجأة كشفت عن أن البيت تم الانتهاء من ترميمه بالفعل فى 2010 فى عهد الوزير الأسبق فاروق حسنى، وهو نفس ما تم فى قصر الأمير طاز الذى أدى الإهمال به إلى وقوع إحدى حوائطه ما تسبب فى وفاة أحد الاشخاص، وبالبحث عن هذا الأثر النادر، اكتشفت وزارة الثقافة وقت أن كانت تضم الآثار إلى اختصاصاتها أن القصر يتبع وزارة التربية والتعليم، وأن هذه الوزارة تستخدم هذا البيت كمقلب لنفاياتها، حينما عاينت الوزارة هذا القصر الأثرى المهم اكتشفت أن به أكوامًا من المقاعد المدرسية القديمة والسيارات الخربة، فنقلت تبعية هذا القصر من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة وبدأت فى ترميمه بحق، حتى أصبح منارة من منارات العمل الثقافى فى مصر.
وبالبحث سؤال المسئولين اكتشف "اليوم السابع" عملية الترميم المزعومة التى تقوم بها وزارة الأثار الآن للقصر والبيت ما هى إلا أعمال صيانة عادية، وكل ما هنالك أن الوزارة ستغير بعض "الحنفيات" التالفة، وتدعم بعض الحوائط وستطلى آخر، وهو ما يؤكد أنها لن تقوم بأكثر من عملية "صيانة" وإن شئنا تفخيم ما ستقوم به الوزارة فأقصى ما يمكن أن يقال على ما ستفعله الوزارة هو "رفع كفاءة" ليس أكثر، لكنى لا أعرف ما هو السبب الذى دفع الوزارة إلى "تضخيم" ما ستفعله، مدعية أن "ترميم" فى حملة فخمة أيضًا بعنوان "الحملة القومية لإنقاذ 100 أثر" فى حين أن الوزارة تترك عشرات الآثار الأخرى التى تحتاج إلى ترميم فعلى وعمل حقيقى تحت زعم عدم وجود موارد مالية، وهنا يجب علينا أن نسأل عن المراد من هذه الحملة؟ هل هو إنقاذ الآثار التى أوشكت على الضياع بالفعل؟ أم صيانة بضعة منشآت تحت زعم الصيانة لكى يتم افتتاحها "وهميًا" والتقاط الصور التذكارية ولصق اللوحات الرخامية؟
هنا سوف تجد حوالى 100 صورة تؤكد أن ما تقوم به الوزارة الآن لا يدخل فى باب الترميم على الإطلاق، وإليك ما تعنيه كلمة "الترميم" بشكل واضح، حيث يظهر فى الصور مدى التدهور الذى كانت تعانى منه أثار مصر والتى تم إنقاذها "بالفعل" فى عهد الوزير السابق فاروق حسني، وستجد أيضًا صورًا للآثار قبل الترميم وبعده لذات الآثار التى تدعى وزارة الآثار الآن إنها ترممها.
بعد ترميم بيت السادات (1)
بعد ترميم بيت السادات (2)
بعد ترميم بيت السادات (3)
بعد ترميم بيت السادات (4)
بعد ترميم بيت السادات (5)
بعد ترميم بيت السادات (6)
بعد ترميم بيت السادات (7)
بعد ترميم بيت السادات (8)
بعد ترميم بيت السادات (9)
بعد ترميم بيت السادات (10)
بعد ترميم بيت السادات (11)
بعد ترميم بيت السادات (12)
بعد ترميم بيت السادات (13)
بعد ترميم بيت السادات (14)
بعد ترميم بيت السادات (15)
بعد ترميم بيت السادات (16)
بعد ترميم بيت السادات (17)
بعد ترميم بيت السادات (18)
بعد ترميم بيت السادات (19)
بعد ترميم بيت السادات (20)
بعد ترميم بيت السادات (21)
بعد ترميم بيت السادات (22)
بعد ترميم بيت السادات (23)
بعد ترميم بيت السادات (24)
بعد ترميم بيت السادات (25)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة