أيام تمر، وأحداث كثيرة، قصص تكتب، وأخرى يمحيها قلم الأيام، وملامح الشارع المصرى لازالت تسطر قصص جديدة كل صباح بإمضاء وجوه مصرية تزين الطبيعة المصرية بتقاسيمها، ففى جولة جديدة لكاميرا اليوم السابع على مدار أسبوع كامل، سجلت لحظات خاصة لوجوه مصرية قابلتها فى طريقها، أسرار وقصص كفاح، ودخول لكواليس عوالم مختلفة، تبعث الأمل تارة، وتسلط الضوء على لقطات لا يعلم الكثير عنها تارة أخرى.
فلنستعرض أبرز ما جاء من لقطات من الشارع المصرى على مدار الأسبوع الماضى:
فى دايرة الرحلة أيامنا ع المولى
شارع مزدحم، تملأه الأقدام والوجوه، افكار تشغل بال الكثيرون، ولكن عدسة الكاميرا اختارت ذلك الشاب وسجلت له لقطة خاصة نقلت جانب كبير من رحلة البحث عن الرزق فى الشارع المصرى، خرج باحثًا عن قفص العيش الذى يعود به، تراصت الأقفاص فوق رأسه حاملها بيديه، وذاغ بصره ربما مفكرًا فيما يشغل باله من أفكار تزحمه، ربما يكون أحد العمال فى مطعم صغير، ذهب جالبًا ما سيمكنهم من تسيير أعمال المطعم، ولكنه وسط زحام الناس سار نحو مقصده والتقطته عدسة الكاميرا من بين مئات الوشوش المتواجده فى هذا المكان.
وجه لشاب مصرى يمثل فئة كبيرة ممن فى مثل سنه، يحلمون بالكثير، فمنهم من يجتهد ويسعى باحثًا عن اللقمة الحلال من الساعات الأولى من الصباح، ومنهم من يحتار فى أى طريق يسلك، ولكن تبقى أحلام الشباب تراودهم جميعًا مهما اختلفت ظروفهم وأماكن تواجدهم.
اللى النهار يكتبه آخر النهار مشطوب
وفى لقطة فريدة من نوعها التقطت عدسة الكاميرا أثناء جولتها لحظة غروب الشمس، من الممكن أن تشاهد لوحات فنية كثيرة على مدار يومك، فهذا يرسم وذاك يلون لتكتمل اللوحة، ولكن عندما تلتقط عيناك لوحة من إبداع الخالق فإن الأمر يختلف كليًا، لقطة رائعة للغروب المصرى، ومشهد جمع بين غروب الشمس وبرج القاهرة، ودخول لشكل أسطح المنازل، دائمًا ما يثير الغروب فى نفس الكثيرين الشجن، والتفكير بشكل مختلف، ولكن كما قال الشاعر الكبير"عبد الرحمن الأبنودى" فى أحد أشعاره "وإحنا زى الشمس مسيرنا للغروب".
فدائمًا ما يرتبط مشهد الغروب فى وجدان الكثيرون بتلخيص لتفاصيل اليوم، وطبيعة الحياة، فكل شىء ولابد وأن يأتى بنهايته، فمثلما يبعث الصباح والشروق الأمل فى النفس، فلحظات الغروب هى الأخرى تعطى رسائل كل يوم لطبيعة الحياة وقانونها الأبدى.
اتفرج عالشيكا بيكا
وانتقالًا لسنوات الطفولة وشقاوتها، وعدم التفكير إلا فى الاستمتاع بأيامها التقطت عدسة الكاميرا تلك اللقطة لفتى فى عمر الزهور يستعرض مهارته فى ركوب الدراجة والسير بها على عجلة واحدة، بمجرد أن لمح الكاميرا تتجه نحوه، قام بعمل تلك الحركة "الشقية" بالسير على عجلة واحدة للدراجة، مستعرضًا مهاراته فى لعبه بالدراجة.
لقطة ترجعك لسنوات الطفولة، وعدم التفكير فى أى شئ سوى المرح والسعادة، ذلك الولد بملامحه الهادئة جذب الكاميرا لتسجيل لحظاته الخاصة أثناء حركاته بالدراجة، لتهدينا لقطة تذكرنا بتلك الأيام التى نشتاق لها جميعًا.
صافى قلبنا والرزق على الله
فى أحد شوارع القاهرة الجانبية دخلت عدسة الكاميرا لذلك المكان لتقابل ذلك المشهد فى طريقها، جلست تلك النسوة يكسبن قوت يومهن من عرق أياديهن، تراصت أمامهن أرغفة العيش البلدى التى استيقظن من الصباح الباكر لتجهيزها وبيعها فى السوق، من الممكن أن يكون أبطال المشهد عبارة عن أسرة كاملة، أم وابنها وابنتها يضعن يد بيد حتى يتمكنون من بيع العيش البلدى.
فبكمية من الدقيق، وفرن بلدى وعرق يسيل أمام حر الفرن تنتج أياديهم كل يوم ما يعينهم على كسب رزق اليوم، لم يلتفتوا للظروف، ولم ينتظروا حتى تأتيهم المساعدات، بل نهضوا من أماكنهم مقررين كسب لقمة حلال ب"العيش الحلال"، صورة أعطت رسالة واضحة للنفس الراضية والتى لا ترضى إلا بما يأتى من عرق جبينها مهما كان بسيطًا.
لو ضحكة من قلبنا هتفيض وهتكفى
وخروجًا على الطريق السريع، وسرعة السيارات بمختلف أنواعها واشكالها، سجلت عدسة الكاميرا لحظات خاصة لابتسامة ذلك الرجل الذى تراصت أمامه ماشيته فى طريقهم، فهى صورة لأحد الوجوه المصرية التى تعمل فى تربية المواشى وتجارتها، عالم خاص وعلاقة عنوانها العطاء المتبادل ينشأ بين عمال تلك المهنة وبين ما يربونه من مواشى، وعناية خاصة بتلك الأرواح، بمجرد أن رأى ذلك الشاب عدسة الكاميرا على الطريق، نظر لها وابتسم ابتسامة بسيطة بهذا الشكل.
اسرق لحظة حلوة من عمر الزمن
وخروجًا على البحر تجولت عدسة الكاميرا مغيرة اتجاهها وبحثها عن اللقطات الخاصة لتقابل تلك اللقطة، صورة لهواة الصيد الذين جلسوا ممسكين بالسنارة بهذا الشكل، اختلفت فئات عمرهم ولكن جمعهم عشقهم للصيد، ضم المشهد علاقات كثيرة تخللتها مشاهد ظهرت بشكل واضح، الأخ الكبير الذى راح يعلم أخيه الأصغر كيفية إمساك السنارة، والأب وابنه اللذان جلسا مرتديين نفس القبعة وكأن الابن يسير على نفس خطى أبيه، والشاب الذى جلس منفردًا وراح يتحدث مع شخص آخر مار عليهم.
غرباء عن بعضهم البعض، كل فى عالمه، ولكن جمعهم الصيد فتواجدوا فى هذا المكان بترتيبات القدر، اختلفت مقاصدهم، ولكن كل منهم جاء لاقتناص لحظات خاصة من عمر الزمان ممارسًا هوايته المفضلة.
الضحكة تهون أى جراح
وخير الختام وجه مصرى خالص لفتاة صغيرة فى احد المراعى المصرية، التقطت تلك الصورة لفتاة صغيرة حملت حلة كبيرة فوق رأسها، وراحت تنظر بتلك الابتسامة التى بثت الأمل فى نفس كل من رآها، بالطبع أنها تعيش حياة مختلفة عن مثيلاتها فى نفس سنها، ترعى بعض الماشية فى أحيان كثيرة، فتعرف عن هذا العالم ما لا يعرفه رجل كبير عن ذلك، لقطة خاصة اقتنصتها عدسة الكاميرا لتهدينا إياها لوجه مصرى يزود الروح بالأمل والراحة التى تفوح من تقاسيم وجهها.