على إحدى مقاعد الانتظار بمحكمة الأسرة، جلست الحاجة "سيدة" بجوار ابنتها وحفيدتها الصغيرة، ظننت أنها جاءت لمعاونة ابنتها فى محنتها، ومع بداية أطراف الحديث علمت أنها بالفعل جاءت لهذا السبب ولكن أيضا لمتابعة خط سير دعوتها هى الأخرى ضد زوجها.
"حظى أنا وبنتى واحد" بهذا الجملة بدأت "سيدة" تروى معانتها ومعاناة ابنتها بالمحكمة منذ عدة سنوات وبدأت قائلة: كنت أود أن يكون حال ابنتى أحسن منى لكن للأسف اكتشفت حقيقة زوجها بعد عدة أشهر من زواجهما، وكأن القدر شاء أن تعيش ابنتى فى نفس قصتى المريرة".
أوضحت الحاجة سيدة، تفاصيل دعوى النفقة التى أقامتها ضد زوجها، قائلة: عندى 50 سنة متزوجة منعشرة سنين، أنجبت خلالها 7 أبناء من بينهم طفل معاق، ومنذ 10 سنوات فوجئت بزوجى يطالعنى بعقد زواجه من أخرى، شعرت بصدمة شديدة، ليست فقط من خيانته بل من رغبته فى تقسيم الوقت بينى وبين زوجته الثانية، ولم ينتظر عدة أشهر حتى قرر ترك منزلنا بالكامل والإقامة مع العروسة الجديدة".
واستطردت قائلة: انتظرت كثيرا حتى يعود إلى عقله ويعلم أن أبنائه وزوجته لهم حقوق عليه، إلا أنه رفض أى محاولات للعودة للمنزل مرة أخرى، خلال هذه الفترة اعتمدت على دخل أبنائى للإنفاق على المنزل وعلى ابنى المعاق، وتمكنت من إتمام زواج ابنتى، والتى أصبحت تعانى من نفس مصيرى بعد أن ابتلاها الله بزوج رافض الإنفاق عليها وعلى ابنتها الصغيرة".
تابعت "سيدة" تمكنت من تحريك دعوى نفقة زوجية ضد زوجى، وبالفعل حسمت لصالحى وحصلت على نفقة 400 جنيه شهريا، وعندما تهرب زوجى من تنفيذ الحكم، تم ضبطه وأصبح مخيرا بين الحبس ودفع هذه النفقة، وكانت الصدمة بعد أن قرر أن يتم حبسه شهرا حتى لا يعطينى النفقة الخاصة بى، برغم أنه كان يعمل موظف بهيئة السكة الحديد ولديه معاش جيد، ويملك عمارة كاملة، لكنه رغم ذلك رفض الإنفاق على ابنه المعاق بعد أن استحوذت الزوجة الثانية على كل ممتلكاته وحرضته ضد أبنائى".
وأوضحت أنها جاءت لمتابعة سير دعوتها وكيف تستطيع أن تحصل على نفقة لرعاية ابنها المعاق، فضلا عن دعم ابنتها فى دعوى النفقة التى حركتها مؤخرا ضد زوجها.
ومن جانبها تروى الابنة "سحر" تفاصيل معانتها قائلة: صدمت فى والدى الذى تخلى عنى وقت زواجى ويتخلى عنى الآن فى معركتى مع زوجى، فمثلما فعل بوالدتى شاء القدر أن ينتقم منه عن طريقى، وبالفعل أصبحت نسخة أخرى من والدتى أعيش مع رجل يرفض الإنفاق على ابنته وعندما اعترضت على جلوسه بدون عمل بالمنزل، قرر هجرى بالسنوات ورغم ذلك مازالت على أمل بعودته".
وأوضحت "سحر": برغم صلة القرابة بينى وبين زوجى، إلا أنه لم يحترم هذا، واضطرنى لبيع منزل بيتى حتى أنفق على ابنتى، بعد أن رفض العمل وقرر الجلوس بالمنزل وامتنع عن الإنفاق على بيته".
اختتمت الحاجة سيدة وابنتها حديثهما بأمنية وحيدة، بأن تستطيع حفيدتها أن تتزوج برجل حقيقى يصونها ولا يكرر ما فعله جدها وأبيها".
.jpg)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة