جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمنطقة القناة اليوم السبت، لترصد عددا مهما من الأوضاع السياسية والاقتصادية القائمة، وتؤكد كثيرا من النقاط الحيوية فى مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، كاشفة عن نظرة الدولة المصرية لها وترتيبها لأولوياتها بشأنها، وذلك بحسب ما أوضحه المحللون.
تضمن خطاب الرئيس اليوم عددا من النقاط والرسائل المهمة، أبرزها كفاءة القائمين على مشروعات التنمية وقوة الإرادة المصرية التى تنجز أعمالا ضخمة فى أوقات قياسية، وأثر صلابة الشعب المصرى وتحمله للإجراءات الاقتصادية فى تسريع وتيرة التنمية والإنجاز بتوفير مزيد من الموارد للموازنة العامة بما يسمح بإنجاز مزيد من المشروعات، وأيضا تأكيد أن الدولة المصرية لا تقدم وعودا فى الهواء وإنما تنجز بشكل فعلى ومع الحديث عن مدينة الإسماعيلية "شرق" فإننا أمام واقع ولسنا أمام مجرد حلم أو خطة مستقبلية، كما أكد الرئيس أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن قواتها المسلحة مستعدة للدفاع عنها بكل قوة، وأنها ترفض التخلى عن شبر واحد من أرضها، وأن المؤامرات الداخلية والخارجية تستهدف تفتيت وحدة المصريين التى تمثل أبرز نقاط قوتهم.
كما تضمنت كلمة الرئيس تكليفا للحكومة بإنجاز خطة تنموية وعمرانية تتكلف 100 مليار جنيه، مشددا على أن الرهان على شباب مصر وسواعدهم الذين أنجزوا كل المشروعات الأخيرة، ومنها اللأنفاق، التى أشار الرئيس بشكل واضح إلى الانتهاء من 4 منها خلال الجدول الزمنى المعدّ سلفا، وفى وقت قياسى للغاية لا يتجاوز 18 شهرا، بينما كان ستستهلك فى الوضع الطبيعى 12 عاما، مؤكدا أن الفضل فى هذا لا يجب أن يكون لسيادته أو حتى للحكومة، ولكن للشعب المصرى الذى حقق هذا الإنجاز، مشيرا إلى أن عملية الحفر تمت بأيد مصرية وبمشاركة 4 شركات مصرية، عبر خبراء ومهندسين وعلماء مصريين، مقارنا الأنفاق الأربعة ووقت تنفيذها بنفق الشهيد أحمد حمدى.
الإجراءات الاقتصادية الصعبة تخرج مصر من فخ الموارد المالية المحدودة
فى قراءتهم للزيارة وبرنامجها وكلمة الرئيس خلالها، أشار المحللون إلى أن ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى يؤكد بشكل واضح أهمية الإجراءات الاقتصادية الجديدة التى اتخذتها الدولة المصرية والحكومة مؤخرا، وحملت قدرا من الصعوبة بالنسبة لكثيرين من المصريين، ولكنها فى الوقت نفسه حققت وفرا كبيرا فى الموازنة العامة للدولة، ما مكّنها من التحرك والنجاة من فخ لطالما علقت به، جرّاء عدم توفر الموارد المالية أو كفايتها، إذ وجهت الدولة كل ما تحقق من وفر فى الموازنة العامة للمشروعات القومية بشكل مباشر، مع وضع خطة واضحة وأجندة متكاملة من المشروعات والأولويات التى تمكّن الاقتصاد المصرى من التحرك للأمام، وتجاوز كثير من العقبات والصعوبات التى واجهتها مصر خلال السنوات الأخيرة، للنمو والسير باتجاه المستقبل بعدما بقيت كثيرا فى مكانها رغم زيادة احتياجات شعبها.
وأكد المحللون أيضا أن الرئيس السيسى أشار فى كلمته اليوم، إلى أن الدولة لا تعطى وعودا فى الهواء، بل تؤكد أنها نفذت ما وعدت به بالفعل، مستشهدين فى هذه القراءة بإشارة الرئيس إلى مدينة الإسماعيلية شرق، وهى امتداد جديد لمدينة الإسماعيلية التاريخية، وتمثل هذه المدينة الجديدة نقلة حضرية وتنموية كبيرة، والآن هى قائمة بالفعل بمبانيها ومدارسها وقسم الشرطة والمستشفيات والكنائس والمساجد، وليست مجرد أحلام أو وعود فى الهواء بإنشاء مدينة جديدة.
خطة تنموية ومخطط عمرانى جديد بـ100 مليار جنيه خلال 3 سنوات
وعن خطط التنمية الجديدة وبرامجها وميزانياتها، أشاد الخبراء والمحللون بالخبر الجيد الذى حملته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الاحتفال بمشروعات القناة، وهو ما تمثل فى تكليفه لوزارة الإسكان بعمل تخطيط عمرانى جديد ومتكامل، سيتكلف 100 مليار جنيه، وذلك فى فترة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، وبهذا نكون أمام مشروع قومى جديد ضخم فى الطريق، ما يؤكد عزم الدولة على التنفيذ والإنجاز والتحرك للأمام بخطوات واسعة ومؤثرة، وهو ما تجلى بشكل واضح فى نهاية كلمة الرئيس، حينما قال بتحدّ ولهجة واضحة: "يا هنعمرها.. يا هنعمرها"، واضعا التنمية هدفا واحدا لا يقبل المناورة ولا الاحتمالات ولا القسمة على اثنين.
وأشار المحللون ومتابعو خطاب السيسى اليوم، إلى أن الرئيس فى حديثه عن التخطيط العمرانى المتكامل لم ينس الإشارة من جديد لضرورة تحمل الإجراءات الاقتصادية الصعبة، لأنها جانب من جوانب التضحيات للدفاع عن قوة مصر، "فإذا أردنا مصر قوية، لا يجب أن يكون اقتصادها ضعيفا ويواجه مشكلات بين حين وآخر، بل يجب أن يكون اقتصادا قويا وصامدا وقادرا على تلبية احتياجات أبنائه".
الرئيس السيسى: كل ما نتحمل هنطلع لقدام أكتر ومفيش نجاح من غير تعب
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا وصريحا فى كلمته اليوم، حينما قال: "كل ما هنستحمل أكتر كل ما هنطلع قدّام أكتر، اوعوا تفتكروا النجاح من غير تعب"، وهو مبدأ إنسانى عام فى الحياة، فمن جد وجد، ومن زرع واجتهد حصد ثمرة زراعته واجتهاده فى النهاية، وهو ما دفع محللى خطاب الرئيس لتأكيد أن كلمته اليوم كانت دليلا عمليا قويا على خطة الدولة وعزمها الجاد على تحقيق التنمية، وما يرتبط بها من محاور وموضوعات حيوية بالغة الأهمية، ومنها استئصال الإرهاب من جذوره، وتأكد ها بقوله "إن القوات المسلحة ستصد بكل عنف الإرهاب الموجود فى سيناء"، مطمئنا المصريين بالقول: "مفيش أى تهديد خارجى تخافوا منه، أنا ما بخافش غير منكم يا مصريين، طول ما انتم كده ولا حدّ بفضل الله هيقدر عليكم، وإحنا نتحدّى الدنيا كلها، لأننا مش الشر ولا متآمرين".
الرسالة القوية التى أطلقها الرئيس فى ثنايا كلمته عن تضافر جهود التنمية ومواجهة الإرهاب، اعتبرها المتابعون والمحللون إشارة واضحة إلى أن الدولة المصرية ماضية فى عزمها على عدم الرضوخ للإرهاب، وتأكيدا فى الوقت نفسه لأن السبيل الوحيد لمواجهة أى تهديدات خارجية قد تصادفها الدولة المصرية هو الوحدة والوقوف صفا واحدا، وعدم الانتباه لمحاولات تفتيت وحدة صف الشعب المصرى.
مصر لا تتآمر على أحد.. وهدف كل المتآمرين تفتيت وحدة الشعب المصرى
وعن طبيعة رسم مصر لعلاقاتها الخارجية، أشاد المحللون بشكل واضح بإصرار الرئيس السيسى على تأكيد أن مصر لا تتآمر على أحد، وهو ما يأتى فى إطار حرص الرئيس الدائم على تأكيد أن ما تواجهه مصر إرهاب مدعوم من بعض الدول الخارجية، ولكننا لا نرد عليه بالطريقة نفسها، وهذا التآمر بات واضحا للجميع، فى إشارة إلى أن الهدف الرئيسى لكل المتآمرين فى الداخل والخارج هو تفتيت وحدة الشعب المصرى.
وشدد الرئيس السيسى فى كلمته على سيادة الدولة المصرية على كل أراضيها، وعدم قبولها بأى شكل من الأشكال التنازل عن شبر عنها، وإصرار القوات المسلحة على التصدى لأى عدوان على تلك الأراضى، وأننا كدولة مصرية ندافع عن حقنا فى الحياة والوجود، وعن أرضنا، ولكننا لا نعتدى على أحد ولا نتآمر على أحد، وفى هذا الإطار أشاد المحللون بصراحة وقوة الرئيس حينما أكد استعداد المصريين جميعا للتضحية والفداء، بداية منه هو شخصيا، وكانت هذه الرسالة بالغة الوضوح بقوله: "والله العظيم محدّش يمسّك يا مصر طول ما إحنا عايشين، بس إحنا دايما نبقى مع بعض"
وعن أبرز ما حملته كلمة الرئيس فيما يخص الجبهة الداخلية وطبيعة العلاقات والروابط بين أبناء المجتمع المصرى والقيادة السياسية، قال المحللون إن الرئيس كان واضح للغاية فى تأكيد ثقته فى الشعب المصرى وانحيازاته وولائه لوطنه ومصالحه، حينما أكد ثقته فى المصريين وأهمية أن يثقوا فى أنفسهم، قائلا: "المشروع ده اتعمل بيكم، واللى عمله شباب مصر"، ثم عاد من جديد ليؤكد وحدة المصريين، وضرورة أن يكون "قلبهم على بلدهم"؛ بحسب تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة