ضرب زلزال بقوة 5.2 درجة على مقیاس ریختر العاصمة الإيرانية طهران ومحافظة ألبرز الواقعة شمال غربها مساء الأربعاء الماضى، ومع تعدد الهزات الأرضية العنيفة فى إيران يبدو واضحا أن المفاعلات السرية التى بنتها إيران بمعزل عن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجارب النووية التى تجريها، هى التى تتسبب فى تلك الظواهر.
حول الزلزال
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، إن الهزة الأرضیة وقعت فی الساعة الحادیة عشرة و27 دقیقة مساءً بالتوقیت المحلی وكانت بعمق 7 كيلومترات من سطح الأرض.
مركز الزلزال فى محافظة ألبرز
وقالت الجهات الرسمية الإيرانية، إن مركز الهزة الأرضیة عند الحدود الإداریة بین العاصمة طهران ومحافظة ألبرز على بعد 3 كيلومترات من مدينة ملارد التابعة لطهران و7 كيلومترات من مدينة مشكین دشت التابعة لمحافظة ألبرز.
وشعر سكان طهران وسكان محافظة ألبرز إلى جانب سكان محافظات قم وكیلان وقزوین بالهزة الأرضیة، قبل أن تتوجه فرق الإغاثة والإنقاذ إلى منطقة مركز الهزة الأرضیة لتقییم الخسائر المحتملة.
خريطة توضح مواقع المفاعلات النووية المدنية والعسكرية
من جهته قال رئيس مركز الطوارئ الطبية فى محافظة ألبرز، إن الزلزال لم يُسبب أى خسائر فى الأرواح لكنه أدى الى إصابة عدد من الأشخاص، مؤكدا أن جميع المصابين بمحافظة ألبرز خضعوا للخدمات العلاجية اللازمة فى مركز الطوارئ الطبية بالمحافظة.
وأضاف رئيس مركز الطوارئ الطبية فى محافظة ألبرز مهرداد بابايى أن الزلزال الذى ضرب المحافظة لم يسبب بأى خسائر فى الأرواح؛ لافتا فى الوقت نفسه إلى إصابة عدد من الأشخاص كانوا فى حالة هلع عند خروجهم من منازلهم.
ويثار السؤال، لماذا الآن تشهد إيران كل هذا الكم من الزلازل التى يمكن القول إنها تحدث بدرجات عالية على مقياس ريختر؟ الإجابة عن هذا السؤال تقتضى تفسير العلاقة بين إيران حاليا وجيرانها وعلاقة إيران بالولايات المتحدة على سبيل التحديد.
توزيع أهم 5 مفاعلات إيرانية
فمنذ أن صعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قمة السلطة فى واشنطن، دأبت إيران على التسريع من وتيرة امتلاكها للمعارف النووية؛ ولذلك ليس من المستبعد ـ بل من المرجح بشدة ـ أن تكون إيران قد لجأت إلى بناء مفاعلات سرية جديدة فى محافظات غير تلك التى تقع فيها المفاعلات الخمسة الرئيسية التى يراقبها مفتشو الوكالة الدولية.
الزلزال الذى ضرب محافظة ألبرز هذه المرة يشى بأنها تحتضن مفاعلا سريا جديدا لأنها محافظة جبلية، وقد دأبت إيران على بناء المنشآت النووية فى مناطق أسفل منحدرات جبلية حصينة كى يستحيل ضربها عسكريا كما هو الحال فى مفاعل فوردو المبنى تحت الجبل.
وتهدف إيران من وراء ذلك إلى حماية المفاعل فى حال تم اكتشافه كما حدث فى المرات السابقة، كما تهدف إلى أن يمتص الجبل الهزات العنيفة الناتجة عن التجارب النووية التى يتم العمل عليها ليل نهار من أجل الحصول على ورقة إضافية للضغط على المجتمع الدولى.
خطورة المفاعلات
تقع إيران فى منطقة تصادم بين الصفائح الواقعة مباشرة تحت قشرة الكرة الأرضية، ومن ثم تتعرض لزلازل متكررة، ويعود تكرار الزلازل فى تلك المنطقة إلى أن الهضبة الفارسية بالكامل واقعة فوق الصفيحة العربية والصفيحة الأوروآسيوية، تلك التى تشهد تفاعلاته جيولوجية فيما بينها، بمعدل 26 ملليمترا كل سنة، تؤدى هذه التفاعلات إلى حدوث الزلازل.
خريطة توضح علاقة المفاعلات النووية الإيرانية بالزلازل
وبما أن إيران لديها أكبر عدد من المفاعلات فى الشرق الأوسط؛ فإنها تفاقم من هذه الظاهرة الجيولوجية عن طريق التجارب النووية التى تزيد من احتمالية وقوع الزلازل على نحو متكرر كما حدث فى مساء أمس الأربعاء.
ويبدو الآن أن الإدارة الإيرانية تتجاهل حقائق العلم وتعرض مواطنيها لخطر الموت كما تعرض بناها التحتية ـ المتهالكة أصلا ـ لمخاطر مماثلة من أجل توسيع نفوذها الإقليمى واكتساب مزيد من أوراق الضغط والقوة حتى تحقق حلمها المفقود وهى أن تكون سيدة منفردة على كل الشرق الأوسط.
رسمة توضيحية لكل المفاعلات النووية الإيرانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة