افتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أول أمس، معرضًا تحت عنوان "إبداع فنانى دير المدينة" بالمتحف المصرى بالتحرير، ليؤكد أن المتحف المصرى يحتوى على العديد من القطع الأثرية المهمة، وأن أعمال نقل لبعض القطع للمتحف الكبير والحضارة لن يؤثر على المتحف على الإطلاق بقوله "المتحف المصرى لن يموت"، وفى هذا التقرير تعريف بالمعرض ومحتوياته.
متحف إبداع فنانى دير المدينة ينظمه وزارة الآثار والمعهد الفرنسى للآثار الشرقية بالقاهرة، وجامعة بول، ويتميز دير المدينة بغنى وتنوع وآثاره وبالقطع الأثرية التى وجدت به وهو موقع أثرى له طابع خاص، وهو يضم قرية وجبانات خاصة بعمال وفنانين قاموا بحفر وتزيين مقابر الفراعنة خلال الدولة الحديثة "حوالى 1539 ـ 1077 ق.م".
يقام المعرض للاحتفال بقرن من الأعمال الأثرية "1917/2017" التى قام بها المعهد الفرنسى للآثار الشرقية بدير المدينة، المعرض يضم قطعًا أثرية اكتشفت خلال الحفائر والمحفوظة بالمتحف المصرى، وكذلك وثائق من أرشيف المعهد الفرنسى للآثار الشرقية "وهى سجلات الحفريات وصور"، عامة الزوار والباحثين يمكن أن يروا بعض القطع الأثرية المحفوظة بالمخازن، بالإضافة إلى القطع الأثرية المجمعة بالمعرض وهى عادة معروضة فى قاعات مختلفة.
ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول يدعو لاكتشاف جوانب متعددة من حياة الرجال الذين بنوا المقابر الملكية: مثل الأنشطة اليومية، أوقات الفراغ والاهتمام بالأدب، التمرين على ممارسة مهنتهم وعلاقتهم بالسلطة، أصبحت الحياة اليومية للعمال ولأسرهم مألوفة لدينا من خلال اكتشاف قريتهم بواسطة حفائر برنار بريار فى عام 1934 / 1935، لقد قام الأثرى بعمل خرائط دقيقة لمنازل القرية كما رسم عناصرهم المعمارية ودون النصوص الهيروغيليفية الموجودة بها، جودة الأثاث الجنائزة تعكس براعة العمال، فدقة نحت تمثال سندجم الصغير الملون تبين مهارة النحاتين بدير المدينة.
فى أوقات فراغهم كان العمال يمارسون الرسم بحرية على الأستراكا "وهى قطع من الحجر الجيرى أو كسر من الفخار"، بعض من هذه الرسوم يمثل أعمالاً فنية حقيقية لنقد المجتمع مثل القطة التى تأخذ دور حارس الأوز أو القرد الذى يقوم بتقليد سلوك كاتب المخزن المزدوج وهو منشأة ملكية.
أما القسم الثانى من المعرض يقدم الحياة الدينية والجنائزية، بالإضافة إلى آمون وأفراد أسرته الثلاثة الكثير من المعبودات كانت تقام لها الشعائر فى دير المدينة مثل بتاح ومرت ـ سجر، وقد كرمت أيضًا بعض المعبودات التى من مدن أخرى بدير المدينة مثل خنوم وساتت وعنقت والذين كانت عبادتهم فى الفنتين وكذلك معبودات من بلاد أخرى، بالإضافة إلى ذلك فقد أولى سكان القرية أهمية خاصة لعبادة الأسلاف الملكية وغير الملكية، فتألية الملك امنحتب الأول ووالدته أحمس ـ نفرتارى كان ذو أهمية بالغة بدير المدينة، هناك عتب من معبد رمسيس الثانى بدير المدينة يظهر به أمنحتب الأول وأمنحتب الثانى وهما يكرسان الشعائر أمام تمثالين لآمون على شكل أبو الهول، من المحتمل أن رمسيس الثانى بدير المدينة يظهر به أمنحتب الأول وأمنحتب الثانى وهما يكرسان الشعائر أمام تمثالين لآمون على شكل أبو الهول، من المحتمل أن رمسيس الثانى قام بتشييد هذا العتب لتكريم الملوك المتوفين.
تمت معرفة الممارسات الدينية من خلال المناظر المصورة على جدران المقابر ومن خلال الأثاث الجنائزى الغنى الذى تم اكتشافه بمقبرتى خع وسندخم ومن خلال بعض مقابر الجبناة الشرقية بدير المدينة، ففى مقابر هذه الجبانة الأخيرة عثر برنار بريار على قطع أثرية ذات جودة عالية وهى تمثل الأثاث الجنائزى للمتوفيين وكذلك الكثير من التوابيت التى ترجع إلى عصر الأسرة الثامنة عشر، ومن بينها يمكن أن نتأمل تابوت السيدة نوب وهو محفوظ عادة بمخازن المتحف المصرى، هذا التابوت ربما ينتمى إلى التوابيت التى انتجت بشكل مسلسل وكان يكفى إضافة اسم المتوفى إليها.
القسم الثالث من المعرض يوضح الحفائر والأبحاث الفرنسية بدير المدينة، هذا القسم يضم وثائق من أرشيف المعهد الفرنسى للآثار الشرقية والتى توضح تطور الحفائر والأعمال الحالية للحفاظ على الموقع، وفى النهاية يتم عرض فيلمين، يمكن إحياء يوميات حفائر دير المدينة من خلال الفيلم الذى صوره برنار بريار بنفسه ومقاسه 9,5 مم، أما الفيلم الثانى فهو يوضح مساهمة التقنية الحديثة فى الحفاظ على الموقع من خلال عمل نموذج رقمى ثلاثى الأبعاد.
مسار المعرض يعرف الزائر تاريخ وآثار هذا الموقع المتميز الذى لم يتوقف خلال قرن عن آثاره اهتمام الباحثين وإعجاب الزائرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة