لم يمر 100 يوم على تصريح مندوب دولة قطر فى الاجتماع العادى لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية فى سبتمبر الماضى، والذى وصف فيه دولة إيران بـ"الشريفة". وتعترف طهران بأن قطر تمول جماعات إرهابية فى المنطقة.
واعترف وزير الاستخبارات والأمن الوطنى فى إيران، محمود علوى، فى بادرة غير متوقعة، بأن قطر تدعم الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط، مؤكدا صلتها بجماعة «الإخوان» فى مصر و«داعش» فى سوريا العراق واصفا من تدعمهم الدوحة بجذور الإرهاب فى العالم الإسلامى.
وجاء الاعتراف الإيرانى بدعم قطر للإرهاب، فى وقت وصف فيه النظام القطرى إيران على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرى، سلطان بن سعد المريخى، خلال أعمال الدورة الـ 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، فى سبتمبر الماضى، بأنها "دولة شريفة".
وكان القائمون على الدبلوماسية القطرية يعتقدون أن إنحيازهم لدولة إيران ووصفهم لها بـ"الشريفة" سيثير حفيظة دول الخليج التى أعلنت بجانب مصر مقاطعتها لقطر لثبوت تورطها فى دعم الإرهاب بالمنطقة، ويرفضون تماما تدخل إيران فى شؤون دول بالمنطقة، إلا أن السفير أحمد قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين فى مصر وعميد السلك الدبلوماسى العربى وومثل المملكة فى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى سبتمبر الماضى، كان له رد قوى على تصريحات مندوب قطر بخصوص إيران قائلا: "إن قطر ستندم على علاقاتها بإيران، مذكراً بالتآمر الإيرانى على دول الخليج".
وأعاد السفير "قطان" اليوم، نشر حديثه فى الاجتماع الوزارى والذى قال فيه: "يقول مندوب قطر إن إيران دولة شريفة! والله هذه أضحوكة! إيران التى تتآمر على دول الخليج.. التى لها شبكات جاسوسية فى البحرين والكويت أصبحت دولة شريفة.. التى تحرق سفارة السعودية.. هذا هو المنهج القطرى التى دأبت عليه".
وأضاف: "هنيئاً لكم إيران وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك".
بعد هذا الاجتماع الوزارى بـ 100 تقريبا يوم، تصفع إيران وجه قطر بلطمة قوية ومدوية وغير متوقعة، ويعترف وزير الاستخبارات الإيرانية بأن قطر دولة داعمة للإرهاب فى المنطقة. وهذا دليل واضح على أن القائمون على الدبلوماسية السعودية أجدر بكثير فى فهم ومعرفة الأمور وتقديراتها عن نظرائهم القطريون. اللذين أوقعتهم سزاجة دبلوماسيتهم فى فخ لا يحسدون عليه.
وعلى الرغم من أن "قطان" سفيرا و"المريخى" وزيرا، إلا أن السفير لقن الوزير درسا لن ينساه فى الوعى السياسى والاستنتاج المبنى على إدراك نوايا النظام الإيرانى الذى لا يمانع فى الغدر بصديقه مقابل تحقيق مصلحته.ففى الأخير كلام السفير قطان هو الذى تحقق، أما حديث الوزير القطرى فقد ورط بلاده فى وأثبت أنها دولة متهورة تهدم ولا تبنى بشهادة أشقائها وأصدقائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة