قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الصين بدأت مبادرة خاصة بها لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى أعقاب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذى أثار ردود فعل غاضبة فى الأوساط العربية وصعّب جهود حل الأزمة، كما وضع عائقا أمام استمرار الدور الأمريكى فى عملية السلام.
ووفقا لما نشرت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، اليوم الأحد، تنطوى المبادرة الصينية الجديدة على توقيع وثيقة "غير ملزمة" من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بشأن جهود حل النزاع، داعية إلى الالتزام بحل الدولتين وتبنى أجزاء من مبادرة جامعة الدول العربية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الصينى وانج يى قوله إن "حل الدولتين هو الحل الوحيد" للصراع الفلسطينى-الإسرائيلى، وإنه "يجب أن يكون فى قلب العملية المتمخضة عن مبادرة جامعة الدول العربية"، فيما أكد الوفد الإسرائيلى الذى يزور الصين لبحث الأزمة دعمه للمبادرة الصينية، مشددا فى الوقت نفسه على أنها ليست بديلة للدور الأمريكى، الى جانب حصول المبادرة على دعم أيضا من الوفد الفلسطينى بقيادة نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى جانب أحمد المجدلانى المقرب من السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الصينى إن بلاده "قررت زيادة انخراطها فى إحراز تقدم فى العملية الدبلوماسية بين إسرائيل والفلسطينيين"، مضيفا: "رغم الصعوبات، يجب أن نحرز تقدما فى اتجاه محادثات سلام مجددة".
وكان وانج قد صرح، خلال لقاء مع شعث والمجدلانى، أمس، بأن الصين تدعم بقوة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وقال: "لا يمكن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية، لأن هذه القضية قضية أساسية فى المنطقة"، داعيا المجتمع الدولى إلى بحث القضية واتخاذ الإجراءات العملية لحلها.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى التقيا فى الصين بهدف صياغة ورقة موقف غير ملزمة يمكن الاتفاق عليها من جانب الطرفين، مضيفة أن أعضاء الوفدين رفضا عقد مؤتمر صحفى بسبب وجود بعض الخلافات، لا سيما فيما يتعلق بقضية القدس، لكن نجحت بكين بعد ضغوط فى صياغة الوثيقة.
وحول وضعية القدس، قال وانج خلال اللقاء، إن "وضع القدس يجب أن تعكس التاريخ والاتصال الخاص بين كل الأديان الثلاثة فى المدينة".