كشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة "يوجوف" لصالح صحيفة "ذا تايمز" عن أن البريطانيين يؤمنون أنه لا يجب خلط الدين والسياسة، ويريدون أن يحتفظ الساسة بدينهم لأنفسهم باعتباره أمرا شخصيا.
كما يعتقد أغلبية البريطانيين بحسب الاستطلاع أن الدين يجب أن يلعب دورا أقل بروزا فى البرلمان، وألا يحصل الأساقفة على مقاعد بشكل تلقائى فى مجلس اللوردات.
ورصدت الصحيفة البريطانية تصريحات مسئولين بريطانيين تبرز أهمية الدين بالنسبة لهم، فمثلا قالت تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا إن "الدين يرشدنى فى كل ما أفعله"، فى حين أن تيم فارون، المسيحي الملتزم، واجه وابلا من الأسئلة حول ما إذا كان يعتقد أن الجنس بين المثليين خطيئة، الأمر الذى انتهى باستقالته كرئيس حزب الليبراليين الديمقراطيين.
ووجدت دراسة عن "المواقف الاجتماعية للبريطانيين" أن نسبة البريطانيين الذين يعلنون أنهم لا يؤمنون بأى دين أو أنهم "لا دينيين" بلغت هذا العام رقما قياسيا حيث وصلت إلى 53 % ممن تم سؤالهم، بينما كشف استطلاع "التايمز" انتعاشا متواضعا فى نسبة المؤمنين بالأديان خلال العام الماضى.
وناقش الاستطلاع ما يقرب من 1700 شخص عما إذا كان السياسيون "ينبغى أن يشعروا بحرية استخدام معتقداتهم الدينية لإبلاغ قراراتهم السياسية"، أو ما إذا كان ينبغى لهم "الحفاظ على وجهات نظرهم الدينية منفصلة وعدم السماح لهم بالتأثير على قراراتهم السياسية".
وردا على ذلك، قال 65 % من المجيبين إن الشخصيات السياسية ينبغى أن تحافظ على معتقداتهم الدينية بعيدة عن صنع القرار، بينما يقول 14 % فقط العكس، أما نسبة الـ 21 % المتبقية فلم تختار أى خيار أو قالت إنها لا تعرف.
وأضافت صحيفة "التايمز" البريطانية أن هذه المشاعر المتعلقة بعدم خلط السياسة بالدين حظيت بتقدير عدد من الشخصيات السياسية في السنوات الأخيرة، فمثلا أًجل تونى بلير قراره بالتحول رسميا إلى الكاثوليكية الرومانية حتى مغادرته داونينج ستريت وسط مخاوف بأنه ينظر إليه باعتباره "مجنونا" إذا تحدث علنا عن عقيدته فى الوقت الذى كان فيه رئيس الوزراء.
بينما تنحى تيم فارون عن منصبه كزعيم الليبراليين الديمقراطيين في يوليو الماضى موضحا: "أن أكون قائدا سياسيا وأن أعيش كمسيحى ملتزم، وأن أتمسك بإخلاص بتعليم الكتاب المقدس، بدا أمرا مستحيلا بالنسبة لى".
أما تيريزا ماى، فتحدثت عن أهمية عيد الفصح كمناسبة مسيحية، وقالت في رسالة عيد الميلاد هذا العام: "دعونا نفتخر بتراثنا المسيحى والثقة التي يعطينا إياها لضمان ممارسة معتقدك فى بريطانيا بحرية ودون تشكك أو خوف ".
وأوضحت "تايمز" أن الاستطلاع طرح سؤالا آخر بشأن الـ 26 مقعدا في مجلس اللوردات التى تمنح تلقائيا لأساقفة كنيسة انجلترا، حيث قال 62 % من الناس أنه لا ينبغى منح أى من رجال دين "الحق التلقائي في المقاعد". وقال 8 % فقط من الناس إن الأساقفة ينبغى أن يحتفظوا بمقاعدهم في حين قال 12 % أنه ينبغى إضافة رجال دين من ديانات أخرى للجلوس إلى جانب الأساقفة، بينما قال 18 % إنهم لا يعرفون.
وأوضحت الصحيفة أن مجلس اللوردات تلقى مقترحات كثيرة للإصلاح خلال الـ50 عاما المنصرمة، فكثيرون اقترحوا إما تخفيض أو زيادة عدد رجال الدين ليشمل رجال دين من أديان أخرى، ولكن لم يكن هناك اقتراحا من قبل بإزالة مقاعدهم بشكل صريح.
ووجد التايمز العام الماضى أن نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يؤمنون بأى دين ارتفعت من 33 % عام 2015 إلى 38 % عام 2016، وانخفضت نسبة غير المؤمنين إلى 36 % خلال العام الماضى، فى حين زاد عدد الذين يؤمنون بالله بنقطة مئوية واحدة، من 28 إلى 29 فى المائة، وعدد الأشخاص الذين لا يؤمنون الله ولكن يؤمنون "بنوع من القوة الروحية" زاد من 20 إلى 23 فى المائة.
ووجدت أيضا أن عدد الأشخاص الذين كانوا يخططون لحضور خدمة الكنيسة خلال عيد الميلاد قد زاد من 16 فى المائة إلى 20 فى المائة.