كارثة تدق ناقوس الخطر في وجه الاطفال والكبار بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، حيث يعاني الأهالي من الغنتشار الكارثي للقمامة بمختلف أرجاء المدينة دون أن يحرك ساكناً للواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية لمساندة أبناء المحافظة المسئول عنها، رغم تقدم العشرات من الأهالي بشكاوي لمختلف الجهات المختصة لحل تلك الأزمة التي إنفجرت في وجه أبناء المدينة وتهددهم بأمراض وأوبئة محتملة ، ويبدو أن كل المحافظين المتعاقبين يعدون أهالى الغربية ولا ينتفذون شيئا من وعودهم .
وتحولت مؤخراً مدينة زفتي جراء الإهمال من محافظة الغربية في إزالتها من الشوارع والحواري إلى "مقلب قمامة مفتوح"، وذلك بعد الانتشار الكثيف للقمامة وسوء خدمات عمال النظافة وعدم رفعها من شوارع المدينة، وسط حالة من الغضب بين الأهالى الذين تقدموا بعشرات الشكاوى ضد رئيس مجلس المدينة ومحافظة الغربية.
محافظ الغربية أحمد ضيف صقر
وتنتشر بمدخل مدينة زفتي بجوار الكوبري السفلي أكوام وجبال القمامة بصورة كبيرة للغاية، حيث أصبح الجميع يصف مدخل مدينة زفتي "بعد أول مقلب قمامة يقابلك" كناية عن الإنتشار الدائم للقمامة التي لم يحركها أحد منذ فترة طويلة، والتي تتسبب في خروج الروائح الكريهة والحشرات الطائرة التي تهدد أرواح الأطفال، والكارثة الأكبر حال نشوب حريق في أي جزء من المنطقة فتخرج الأدخنة التي تلتهم القمامة علي المنازل والأطفال وكبار السن بالمدينة، كما تهدد الزراعة المميزة في زفتي التاريخية حيث أن دخان القمامة يؤدي إلي دمار المزارع الخاصة بالمدينة وعرض الأهالي قطع من الأراضي لإقامة مصنع تدوير للقمامة عليها أكثر من مرة، ورغم ذلك لم يستجيب المحافظ لهم حتي الآن.
وفي هذا الصدد طالب محمد حسنى ابن مدينة زفتى، الذى كان يمتهن عامل نظافة من قبل من مجلس المدينة بالبدء الفورى فى حملات مكثفة لرجال النظافة لإزالة تلك الأكوام من القمامة، وتدشين حملات توعية مع مديرية التربية والتعليم لإستغلال أنشطة المدارس فى التعريف بعدم إلقاء القمامة فى الشوارع والعمل على تجميل وتنظيف الشوارع مستقبلاً، موضحاً أنه كان يعمل بالنظافة طوال اليوم من قبل موظفاً بمجلس المدينة، مؤكداً أن كافة أصدقاؤه بالعمل خلال فترة وظيفته لم يتركوا المدينة تصل لهذا المستوى الكارثى من الإهمال وانتشار القمامة المكثف فى كافة أنحاء المدينة، وذلك كان سببه وجود رقابة قوية من مجلس المدينة بالمرور على العمال وأماكن وجود القمامة بالشوارع لإزالتها فى الحال.
ويضيف محمد حسني لـ"اليوم السابع"، أن القرية بأكملها والترع فيها تحولت إلى مقالب للقمامة، والسبب فى ذلك هو عدم تخصيص أماكن لإلقاء القمامة وعدم قدوم أى سيارات من المجلس لإزالتها خلال الفترة الأخيرة، فاضطر الأهالى للتخلص منها بمحيط الترع والمصارف الأمر الذى قد يؤدى إلى كارثة على صحة المواطنين والأطفال، مع انتشار الفئران والحشرات الضارة بمختلف أنحاء القرية مؤخراً، مؤكداً أن أهالى القرية قاموا بإرسال عدة شكاوى إلى مجلس مدينة زفتى لحل هذه الكارثة إلا أنه لم يتحرك لهم ساكن حتى الآن فى هذا الأمر، وتم إرسال شكاوى آخرى إلى محافظة الغربية ولكنها دون جدوى أيضاً، كما طرقوا أبواب نواب المدينة للحفاظ على أرواح المواطنين بقريتهم ولكنهم لم يتحركوا حتى الآن.
ويؤكد إسماعيل محرم صاحب محل منظفات بمدينة زفتي، أن مشكلة القمامة أصبحت من أهم المشاكل التى يعانى منها الأهالى فانتشرت القمامة فى كل أرجاء المدينة، بل وامتدت إلى المدارس والمستشفيات وجميع المصالح الحكوميه ونواصى الشوارع وأمام المنازل، فأصبح مشاهدة تلال القمامة فى هذه المدينه أمر طبيعى بخلاف الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة، مضيفاً أن رفع كل هذه الأكوام من القمامه أمر ليس بمعجزة، وبالأخص أنه يوجد معدات لرفع هذه التلال بمجلس المدينة، قائلاً: "يبدو أنه يوجد مستفيدين من هذا الوضع المؤسف الذى أصبحت عليه المدينة التى كانت فى السابق من أجمل مدن محافظة الغربية".
وأكد إسماعيل محرم لـ"اليوم السابع"، أنه سبق وتم تنظيم موتمر جماهيرى للمحافظ أحمد ضيف صقر، وقام خلاله بوعد خلاله بحل أزمة القمامة وأعلن الحصول على مبلغ 3 مليون جنية من وزارة البيئة لإقامة مصنع لتدوير القمامة والاستفادة منها لصالح المحافظة، ولكن هذا الحديث لم يظهر على أرض الواقع نهائياً، حيث أن خطر القمامة والرائحة الكريهة التى تصدر منها صباحاً ومساءاً، تهدد أطفاله وأطفال قرى المدينة بأكملها وتضر التنفس لهم بصورة كبيرة، مشدداً على أنه أرسل عدة مرات شكاوى لمجلس المدينة بضرورة رفع القمامة دون إستجابة، قائلاً: "لقد أصبح من الغرائب وجود صندوق قمامة فى شوارع المدينة بعد الإنتشار الكبير لتلال القمامة".
وأوضح إبن مدينة زفتي، أن الأمر لم يتوقف عند انتشار القمامة ولكنه تعدى ذلك ودخل مرحلة خطيرة للغاية بعد نشوب عدد من الحرائق بالقمامة بمختلف شوارع المدينة، الأمر الذى يعرض الأهالى والأطفال إلى إصابتهم بالربو وأمراض الصدر المختلفة، مناشداً رئيس مجلس الوزراء ووزارة البيئة بسرعة التدخل مع المحافظ لحل تلك الكارثة الإنسانية بالمدينة، مؤكداً علي أن مدينة زفتى تعتبر من أبرز معالم محافظة الغربية لوقوعها على ضفاف نهر النيل وتتميز بطبيعة خلابة للغاية، ولكن أزمة القمامة أدت لتحولها لقنبلة أمراض موقوتة قد تعرض حياة المواطنين للخطر، موضحاً أن الكارثة الأكبر فى تراكم القمامة بالترع الرئيسية التى تعرض عمليات زراعة الأراضى للخطر وتلوث المياة والمحاصيل، مناشداً المحافظ بضرورة التدخل الفورى لحل تلك الأزمة التى تعصف بالمدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة