محمد الدسوقى رشدى يكتب: يوسف زيدان.. المتحرش الخائب بالتاريخ.. الرجل يقدم نفسه كأنه وحيد فى مرحاض مغلق يحفظ فضائحه بعيدا عن الناس.. يسعى لإقناع المجتمع المصرى بكونه المستنير ويهاجم كل من استنار بغير فكره

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 10:00 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: يوسف زيدان.. المتحرش الخائب بالتاريخ.. الرجل يقدم نفسه كأنه وحيد فى مرحاض مغلق يحفظ فضائحه بعيدا عن الناس.. يسعى لإقناع المجتمع المصرى بكونه المستنير ويهاجم كل من استنار بغير فكره يوسف زيدان والمسجد الأقصى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد الدسوقى رشدى
 
الحلم فضيلة، من حقك أن تحلم وتسعى ولكن بشرف، ولكن بعضهم لا يملك شرف الاجتهاد أو المحاولة أو الإرادة، ينطلق مستبدلا بكل ذلك رقصات تَعرٍّ، وانحناءات مذلة، وكثير من التزوير والكذب والتلاعب المغلف ببعض من التعالى والغرور، لتقديم نفسه فى ثوب مفكر مجتهد يأتى بما لم يأتِ به الأولون.
 
يوسف زيدان هو أمير «بعضهم»،  هؤلاء المستعدون للوقوف على النواصى الدولية للتحرش بكل شىء فى سبيل افتعال ضجة تسهل لهم المرور نحو منصة جائزة عالمية أو بؤرة ضوء لا تتركهم أبدا، فى سبيل ذلك لا يمانعون فى رقصة تعرٍّ كل حين، أو التلاعب بصفحات الكثير من الكتب أحيانا أخرى، أو اصطياد بعض الروايات التاريخية من الكتب القديمة وتقديمها على طريقة الباحث الذى جاء «بالديب من ديله».
 
يفعلها يوسف زيدان بيقين الواثق فى أن المجتمع المصرى لا يقرأ، يفعلها وكأنه وحيدا فى مرحاض مغلق يحفظ فضائحه بعيدا عن الناس، بينما بات واضحا للصغير قبل الكبير أن الرجل الذى يقدم نفسه للنخبة والعامة بوصفه مفكرا وقورا وباحثا لامعا لا يملك واحدة من الصفات الثلاث، بينما يملك كل مواصفات متحرشى النواصى.
 
 
فلا يوجد مفكر عاجز عن نفى تهمة سرقة أفكاره وأدبه، ولا يوجد مفكر حقيقى يلون رأيه ونظرياته وفق مسافات بعده وقربه من السلطة، ولا يوجد مفكر حقيقى يطرح أفكاره بطريقة الردح، ولكن متحرشى النواصى يفعلونها فتلك أخلاقهم.
 
ولا يوجد شخص وقور يدعى أنه مثقف ومجتهد فى البحث والتنقيب، كلما تحدث عن مثقف أو مؤرخ آخر أهانه بألفاظ منبتها مصاطب الردح النسائى فى الحارات، من يملك العلم والحجة لا يستخدم الشتائم تلك قاعدة معروفة، لذا نتفهم الشتامين على نواصى التحرش، ونقدر جلال ورقى حديث العلماء فوق منصات العلم، وتجارب يوسف زيدان كلها تؤكد أنه أقرب للنواصى من منصات العلم. 
 
ولا يوجد باحث بحق كما يدعى يوسف زيدان عن نفسه، يخفى عن الناس رواية عن أخرى، ولكنها حالة المتحرشين فى النواصى، يبرؤون أنفسهم دوما برواية جانب واحد فقط من القصة ولا يجرؤون على سماع أو مناقشة الرواية الأخرى، لأنها قد تكشف الحقيقة أو تمنح الناس القدرة على إصدار الحكم، ويوسف زيدان واحد منهم، يتهم المجتمع بالجهل، لأنه غارق فى الإيمان برواية واحدة للتاريخ، ثم يتهم نفس المجتمع بالتخلف إن لم يغرق فى روايته هو للتاريخ، يصف نفسه بالمفكر، لأنه يبحث ويجتهد، بينما يصف كل مجتهد وباحث غيره بالجهل إذا أتى بغير ما أتى هو به.
 
يسعى يوسف زيدان لإقناع المجتمع المصرى بأنه المستنير الذى يشد بيده من مستنقع الظلام، ولكن الفكرة نفسها فكرة الاستنارة لم تخبرنا يوما أنها  من الممكن أن تسكن عقل كلما اختلف مع فرد أو شخص يسبه، أو كلما عبر عن رأيه فى شخصية تاريخية وصفها بالسفالة، المستنير لا يسب، السب لغة الفقراء، فقراء العلم والأدب.
 
خلال الفترة الماضية يقدم يوسف زيدان نفسه إلى المجتمع الدولى على طريقة الفتاة العانس التى تدفعها الأم دفعا للتزين والرقص داخل قاعة الأفراح طمعا فى جذب العريس المنتظر، هكذا يفعل يوسف زيدان يتزين بأفكار تستهدف اصطياد عريس بمواصفات معينة يدفعه دفعا نحو منصة نوبل على سبيل المثال.
 
 
يكمل زيدان بأطروحاته الأخيرة مسيرة أفكار اليهود المتلاعبين بالعقل العربى مثل إسحق حسون، وعضو معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية فى الجامعة العبرية والباحثة اليهودية «حوا لاتسروس يافه»، وجوزيف هوروفيت، والذين أسسوا جميعا لفكرة عدم قدسية الأقصى وأن المسجد الموجود بالقدس ليس هو المسجد المذكور بالقرآن والذى أسرى إليه الرسول الكريم.
 
ليس فى المسألة صدفة، حالة التطابق بين ما يطرحه الباحثون فى إسرائيل عن الرموز  التاريخية  العربية والإسلامية المتعلق بجوهر الصراع العربى الإسرائيلى، تبدو واضحة، وكأنها منهج واضح، زيدان الذى يعاير المصريين بجهلهم وغرقهم فى فخ الأسر التاريخى يبنى شهرته ومجده على أسر المصريين فى فخ تاريخى من نوع آخر، يسهم فى أكبر عملية تلاعب فى وعى الأمة العربية والإسلامية، يتصرف كما لصوص التاريخ، وليس كما أهل البحث المحترمين، يطرح الروايات مجتزءة ويفسرها وفق هواه ثم يطل علينا منتقدا للشيوخ الذين يفعلون مثله ويفسرون آيات القرآن وفق هواهم، ولكنه يصفهم بالتطرف والجهل، ويصف نفسه بالمفكر رغم أنه يأتى بنفس فعلهم. 
 
زيدان الذى يطل علينا صارخا مرتعدا من كراهية المصريين والعرب للعلم، هو نفسه زيدان الذى ينصب على كل منهج علمى محترم، حينما يلقى فى حجر الناس بجزء من رواية تاريخية أو ينفى رواية تاريخية ويصرخ فى الناس كى يصدقوه، ويهددهم بالجهل والتخلف إن لم يفعلوا، هكذا الوضع ببساطة أنت مستنير ومثقف إن آمنت بما يلقيه يوسف زيدان، ومتخلف وجاهل إن لم تفعل، ينتقد يوسف زيدان الإخوان ومبدأ السمع والطاعة، وهو يعتمده منهجا للتعامل مع عامة الناس إن لم يسمعوا ويطيعوا لما يطرحه فهم جهلاء، فى روح يوسف زيدان إخوانى يسعى لأن يكون مرشدا له قطيع من التابعين يسمعون ويطيعون.
 
فى مسألة أحمد عرابى التى طرحها بقليل من أدب لا يليق بمفكر أو عالم، نفى يوسف زيدان بشكل قاطع غير متشكك، ودون أن يقدم للناس أدلة، ودون أن يعرض على الناس منهجه العلمى والتاريخى المتبع فى إثبات عدم حدوث واقعة سراى عابدين، التى تقدم فيها عرابى لطلبات الأمة للخدوى، يبدو يوسف زيدان كما المتحرش الخائب بالتاريخ، وكما الشيوخ الذين يأمروننا بأن هذا حلال وهذا حرام ولا يسمحون لنا بسؤال تتقدمه «لماذا؟!»
 
زيدان لم يكتفِ بالتشكيك فى واقعة عرابى، ولكنه احتقر كل مؤرخ أو باحث يقول بغير كلامه، بل وتجرأ بوقاحة غير العالم فى وصف المنتقدين بالجهل، رغم أن أغلب منتقديه قدموا الأدلة على رواية مواجهة عرابى والخديوى، بينما لم يقدم هو سوى خليط من الشتائم، ولم يرد زيدان حتى هذه اللحظة على  الوثائق التى أثبتت الواقعة سواء فى كتاب «مصر للمصريين» الصادر سنة 1884 للمؤرخ سليم النقاش بعد أقل من عامين على الواقعة ذاتها، التى وردت مرة أخرى بإثبات حدوثها فى مذكرات أحمد شفيق باشا «مذكراتى فى نصف قرن الصادرة عام 1908» التى قال فيها نصا: «فنزلنا فى الميعاد المحدد للمظاهرة.. فنزل الخديوى إليهم.. وكان معه السير أوكلاند كلفن المراقب المالى، والمستر كوكسن قنصل إنجلترا فى الإسكندرية..»، حتى اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر، الذى تسلم منصبه فى مصر عام  1883، أثبت الواقعة نقلا عن «أوكلاند كولفن»، فى كتابه «مصر الحديثة» المنشور 1908، الذى قال نصا: «وخرجنا معا وجاء فى أثرنا خمسة من الضباط الوطنيين وستون باشا.. وقد كانت الساحة ممتلئة بالجنود المصطفين.. تقدم عرابى على صهوة جواده، فأمره الخديوى بالترجل... وسأله عن معنى حركته، فأجابه بأن الجيش جاء إلى الساحة باسم الشعب..».
 
 
زيدان الذى لم يملك سوى الشتائم فى أطروحاته عن صلاح الدين وعرابى وعبد الملك بن مروان وغيرهم،  يمارس الآن دورا أخطر بكثير وهو محاولة تمكين الوجود الإسرائيلى فى قلوب المصريين والعرب، بل ويزيد على ذلك بنشر فكرة المظلومية الإسرائيلية فى الأرض، وكأنها حقيقة، بل يتطاول على دماء كل شهداء مصر وكل تاريخ مصر بمحاولة دس زيفه فى كلمات منمقة عبر طرح فكرة مسمومة يؤكد عليها مرارا وتكرارا بأن إسرائيل ثقافتها الحياة والسلام ونحن ثقافتنا الحرب والموت، وكأن كل المجازر الإسرائيلية لم تمر على عينه أو قلبه.
 
زيدان مستمر فى تزييف كل شى وبأى ثمن، يطرح على قول الناس فكرة مسمومة تقول بأن القضية الفلسطينية صناعة إخوانية وناصرية تم استخدامها من أجل الشعبية والضحك على الشعوب العربية، وكأنه يهزأ ويسخر بدماء الشهداء الذين راحوا فداءً وتضحية لهذه القضية، بل ويكذب أيضا بهذا الطرح الفاجر والمفضوح، فإذا كان الإخوان والضباط الأحرار هم الذين اخترعوا القضية الفلسطينية، كيف يفسر لنا كل هذا النضال العربى قبل ظهور الإخوان والضباط الأحرار من أجل الحفاظ على فلسطين من العصابات اليهودية.
 
يكذب يوسف زيدان وهو يقول بأن إعلان قيام إسرائيل كان حرب استقلال عن الاحتلال البريطانى للأراضى الفلسطينية، وهى كذبة مسمومة، يريد من ورائها أن يقنع عقول أولادنا بأن مجموعة من العصابات الصهيونية كانت تحارب الاحتلال البريطانى لتحرير فلسطين بمباركة بريطانيا نفسها، وبالتالى يريد يوسف زيدان أن يخبرنا جميعا أن مجازر ومذابح إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى مثل دير ياسين وغيرها كانت جزءا من حركة تحرير فلسطين من احتلال بريطانيا العظمى، أى هراء هذا الذى يمكن التعامل معه على أنه طرح فكرى، نحن أمام محاولة واضحة لتلويث الوعى العربى والمصرى أكثر مما هو ملوث، ولكن هذه المرة من رجل يدعى حمل شعار الاستنارة بينما هو فى الحقيقة يحمل شعلة ينيرها باتفاق مع عصابة أخرى على قارعة الطريق لسرقة وعى الأمة العربية.
 
يوسف زيدان يمارس دوره الأخير فى خدمة الفكرة الصهيونية عن القدس وفلسطين، وإن شئنا الدقة يبدو الرجل خادما أمينا لهذا الطرح الصهيونى، نظرا لكم الروايات المغلوطة التى يتعمد إلقاءها فى عقول الناس والجرى هربا دون مناقشتها أو إثباتها، وفى هذا تبدو كلمات المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى، بشأن يوسف زيدان واقعية جدا، عاصم الدسوقى يرى أن تصريحات الدكتور يوسف زيدان، بخصوص القدس والأقصى أو حتى الشخصيات والرموز القديمة ليست صحيحة، فهو غير دارس وغير متخصص، ويحمل الدكتوراه فى الفلسفة، ويبحث عن إعجاب إسرائيلى ليقربه من جائزة نوبل، ويؤكد عاصم الدسوقى أن من يريد طرح نقاش أو أفكار حول أحداث تاريخية معينة لابد أن يتبع قواعد ثابتا، منها أن يكون دارسا وأن يكون عاملا فى البحث العلمى، لكن من يتكلم فى هذه الأموار من باب الاجتهاد فكلامه لا يوصف إلا بـ «الهبل»، ولهذا لا يؤخذ بكلامه وتصريحاته، وما يقوله يوسف زيدان مجرد من الأخلاق والعلم والدين.
 
يفتقد يوسف زيدان إلى أهم ما يريد تسويق نفسه به، العلم، وهذا ما يؤكده الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامى، الذى قال بأن تصريحات يوسف زيدان بأن المسجد الأقصى والقدس غير مقدسين، كلام غير  متخصص ولا يستند إلى أبحاث علمية من الأساس، بل ولا يستطيع أن يثبت هذه الأمور بمراجع وأدلة علمية، وتصريحات زيدان مصدرها الوحيد باحثون يهود وصهاينة هدفهم تزوير التاريخ لصالحهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة