منذ انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" للتحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية والتى كانت إحدى أهدافها قطع أذرع طهران فى اليمن، وقطع الإمداد الإيرانى للمليشيا الحوثية المتمردة فى اليمن، واصلت طهران صب الزيت على النار وبدلا من أن تعيد النظر فى استراتيجيتها فى اليمن، امعنت على استفزاز الخليج، بل وحرض مقربون من الدوائر السياسية لصنع القرار المليشيا اليمنية لاستهداف الخليج لا سيما السعودية، ويؤرخ هذا التقرير لتاريخ التحريض الإيرانى ودعمه للحوثى.
- مارس 2015 إيران رفضت "عاصفة الحزم" لقطع أذرعتها فى صنعاء
فى الوقت الذى قال فيه التحالف العربى أن عملية «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية، جائت لترد على تطاول إيران على الحدود السعودية- وسجّلت في اليمن موقفاً خليجياً، استشعرت إيران بالخوف على مصالحها فى اليمن، بما فيها قطع خطوط الإمدادا عن المتمردين الحوثيين، وفى مارس 2015، عبرت إيران عن إدانتها للغارات التي نفذتها السعودية ليلا في اليمن ضد مواقع للحوثيين ودعت إلى الوقف الفورى للهجوم الذى رأت أنه يتناقض مع مبادئ القانون الدولى.
وأدانت الخارجية الإيرانية العملية العسكرية ووصفتها بأنها "خطوة خطيرة" مشيرة إلى أن "العدوان العسكرى السعودى" يتناقض مع القانون الدولى وينتهك "المسؤوليات الدولية والسيادة الوطنية".
وأعلنت المتحدثة السابقة باسم الخارجية الإيرانية أن هذا العمل العسكري يمكن أن "يزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة والقضاء على فرص التوصل إلى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن".
يناير 2016 الحرس الثورى حرض المتمردين الحوثيين فى اليمن على ضرب مناطق حيوية بالخليج
فى يناير 2016، حرض الحرس الثورى الحوثيين لضرب مناطق حيوية فى الرياض، عبر فيلما انتجه يحاكى استهداف متمردي اليمن لأبار بترول وقواعد ومطارات فى الرياض، انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعى، وكتب على الفيلم أنه تم إنتاجه من قبل نشطاء إيرانيين وجماعة إيرانية تطلق على نفسها فريق فاطمة الزهراء، وقال النشطاء فى بداية الفيلم الذى يقارب الـ5 دقائق أنه تم انتاجه ردا على آل سعود، وكتبوا فى بداية الفيلم أن "انتقام العالم الاسلامى سيخرج من سواعد اليمنيين".وأشار إلى أن الاقتصاد السعودى مرتبط بشكل كبير بالبترول، وحرض الحوثيين على استهداف مناطق حيوية مثل بئر غوار السعودى الذى هو أكبر الحقول النفطية ويوفر نصف ثروة السعوديين، ويقول الفيلم لليمنيين "لو تم استهدافه بصواريخ القوات الشعبية فى اليمن سوف يؤدى إلى شلل فى الاقتصاد السعودى" على حد تعبيرهم.
واستعرض ما أسماه بالصواريخ الباليستية للقوات الشعبية باليمن والتى تبعد 85 كيلو متر عن السعودية على حد وصف الفيلم ويعرض الفيلم المكان جغرافيا الدقيق لبثر الغوار السعودى، وحرض الفيلم الحوثيين على ضرب العاصمة الرياض، ويعرض لقطاط لإستهدافها بالصواريخ الباليستية وتدميرها، كما يحرض الفيلم على استهداف "قاعدة الملك خالد" الجوية والدفاع الجوى الملكى ويعرض لقطات لضربها بالصواريخ الباليستية، ثم استهداف درع الدفاع الصاروخى للمملكة "درع السلام السعودى".
- يناير 2016 اعترف قائد الحرس الثورى بوجود 200 ألف مقاتل في 5 دول من بينها اليمن
ورغم تصريحات المسئولين الإيرانيين التى كانت تنفى على الدوام تدخل إيران المباشر فى اليمن، إلا أن فى يناير العام نفسه خرج اعتراف رسمي إيراني إلى النور لأول مرة، حيث كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري فى 14 يناير 2016، عن وجود ما يقرب من 200 ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني موجودين في 5 دول هي سوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والتي تعيش جميعها اضطرابات وحروب دائرة على مدار سنوات. وأكد جعفرى جاهزية نحو 200 ألف مقاتل في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، معتبرًا أن التحولات في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة «إيجابية».
- نوفمبر 2017 اعترف قائد الحرس الثورى للمرة الأولى بالدعم المعنوى والإستشارى للحوثيين
وفى تكرار للاعترافات، وللمرة ثانية قدم قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى اعترافا هاما يعد الأول من نوعه من أعلى قيادات مؤسسة الحرس الثورى، بتقديم دعم مباشر لجماعة أنصار الله المسلحة فى اليمن، حيث قال خلال مؤتمر صحفى عقده نوفمبر الماضى، "إن مساعدة إيران لليمن بحمل طابعا استشاريا ومعنويا بشكل أساسى، وأنها ستستمر فى المستقبل". وقال جعفرى "السيادة فى اليمن اليوم فى يد جماعة أنصار الله، ومساعدات إيران لهم فى حدود الدعم الاستشارى والمعنوى الذى يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تألوا جهداً فى تقديم هذا العون".
- نوفمبر وديسمبر 2017 حرضت صحيفة "كيهان" الناطقة بلسان خامنئى الحوثيين لاستهداف دبى والسعودية
فى مواصلة منها على التحريض، حثت صحيفة "كيهان" المتشددة الميليشيا الإرهابية فى اليمن وفى مقدمتها الحوثيين على استهداف "دبى"، حتى لا تكون مكانا آمنا للمستثمرين الغربيين.، وشجعت الصحيفة الإيرانية، التى يترأس تحريرها نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية المتشدد، "حسين شريعتمدارى" تهديدات ميليشيا الحوثيين للملكة العربية السعودية، قائلة "أن تهديدات متحدث جماعة أنصار الله الذراع العسكرى المسلح للحوثيين فى اليمن تظهر بوضوح أن الأوضاع قد تغيرت ومن الآن فصاعدا، لن تكون المملكة وحدها أمام مرمى صواريخ اليمن بل دبى وحتى أبو ظبى، وحتى إن لم يتم استهداف هذه البلدان، فلن تكون كسابق عهدها مناطق آمنة للمستثمرين الغربيين".
وفى ديسمبر الجارى واصلت صحيفة "كيهان" تحريضها للمتمردين الحوثيين فى اليمن لاستهداف المملكة العربية السعودية، وبعد مزاعم استهداف المتمردين المواليين لإيران فى اليمن الإمارات بصاروخ كروز، أعادت الصحيفة الإيرانية، التى يترأس تحريرها نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية المتشدد، حسين شريعتمدارى، نشر مانشيت تحريضى نشرته فى نوفمبر الماضى لتحريض الحوثيين لضرب دبى.
تحريض كيهان
شريعتمداري العقل المدبر لعمليات الحوثى ضد الخليج
وفى 4 ديسمبر الجارى، من جانبه دعا مدير تحرير الصحيفة المتشدد شريعتمدارى اليمنيين إلى إطلاق المزيد من الصواريخ على الإمارات، لخلق توازن عسكرى بين اليمن من جانب والتحالف الذى تقودة السعودية من جانب آخر، بعد صاروخ الحوثيين المزعوم على دبى.وقال فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثورى، "رأيتم كيف أطلق الحوثيين صاروخ على دبى" مشيرا إلى المانشيت التحريضى الذى نشرته صحيفته نوفمبر الماضى والذى دعا لاستهداف دبى، وتم معاقبة الصحيفة بمنع الإصدار لمدة يومين، قائلا "لم نفهم حتى الآن لماذا تم إيقاف صحيفتنا"، وقال ساخرا "ربما يقوم المدعى العام الذى أوقف صحيفتنا بإيقاف أنصار الله".
ولم تقف التصريحات التحريضية لشريعتمدارى المقرب من خامنئى عند هذا الحد بل رسم للميليشيا الحوثية خطة استهداف البلدان المشاركة فى التحالف العربى، وحرض على استهداف المملكة العربية السعودية، واعتبر شريعتمدارى فى كلمة له فى جامعة شهيرد رجائى بالعاصمة طهران، أن طريق مواجهة التحالف العربى فى اليمن هو استهداف ناقلات النفط العربية فى خليج عدن.