سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 ديسمبر 1978.. وفاة الرئيس الجزائرى «بومدين».. طالب الأزهر ورجل «الشيكات المدفوعة» لموسكو من أجل مصر

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 ديسمبر 1978.. وفاة الرئيس الجزائرى «بومدين».. طالب الأزهر ورجل «الشيكات المدفوعة» لموسكو من أجل مصر بومدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ازداد الوضع الصحى للرئيس الجزائرى هوارى بومدين حرجا، فاستدعت الحكومة أطباء من، فرنسا، أمريكا، ألمانيا، اليابان، السويد، يوغسلافيا، الصين، لبنان، تونس، بالإضافة إلى طاقم من كبار الأطباء السوفييت عاد معه من موسكو حين سافر إليها فى سبتمبر عام 1978 للكشف عليه، حسبما يؤكد الكاتب الجزائرى خالد عمر بن ققة فى حلقاته «القصة الكاملة للغز وفاة الرئيس بومدين- الشروق الجزائرية-22 يوليو 2008»، مضيفا: «بعد مداولات ومتابعة انتهى الأطباء، ومنهم الطبيب السويدى الشهير «والدنستروم» إلى أن بومدين مصاب بالمرض الذى يحمل اسم هذا الطبيب، وأنه فى مرحلته الأخيرة، والموت قادم لا محالة، ودخل فى غيبوبة حتى فارق الحياة يوم 27 ديسمبر «مثل هذا اليوم» عام 1978، عن عمر يناهز الـ46 عاما وأربعة أشهر و24 يوما «مواليد 23 أغسطس 1932»، وربما تكون وفاته المبكرة سببا فى اعتقاد البعض بأن موته لم يكن طبيعيا وإنما تم اغتياله بطريقة ما، ويعد «بن ققة» ممن أثاروا هذا الأمر مبكرا فى كتابه «اغتيال بومدين- الوهم والحقيقة». 
 
 هو «محمد بوخريه محمد إبراهيم» ابن فلاح بسيط، ختم القرآن الكريم سنة 1948، وأصبح يدرس لأبناء قريته اللغة العربية والقرآن، واستدعاه الاحتلال الفرنسى للتجنيد، لكنه فر إلى تونس، ومنها إلى ليبيا، ثم إلى مصر، حيث التحق بالأزهر الشريف، وتفوق فى دراسته، وفى القاهرة قسم وقته بين الدراسة والتدريب العسكرى، وأصبح ضمن قيادات الثورة الجزائرية التى بدأت كفاحها المسلح بمساعدة مصر فى الأول من نوفمبر 1954، وفى عام 1957 اشتهر باسمه العسكرى «هوارى بومدين»، وبعد استقلال الجزائر 1962 أصبح وزيرا للدفاع، ثم انقلب على أول رئيس جزائرى وقائد ثورتها أحمد بن بيلا، يوم 19 يوليو 1965 وأصبح رئيسا حتى وفاته «راجع: عبد الناصر وثورة الجزائر- فتحى الديب» عن «دار المستقبل العربى- القاهرة».  
 
عاش مخلصا لعروبته وللقضية الفلسطينية، وقصته فى حربى 5 يونيو 1967 و6 أكتوبر 1973 نموذجا فريدا، فحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «الانفجار»، فإنه سافر إلى الاتحاد السوفيتى يوم 12 يونيو 1967 بطلب من عبد الناصر، وحسب محضر الاجتماع مع السوفييت، قال: «أنا لم أجئ كى أتناول الغداء أو العشاء، وإنما لأفهم»، فرد عليه سكرتير الحزب الشيوعى «بريجنيف»: «نفضل أن نسمع منك أولا»، فسأل بومدين: «ما هى حدود الوفاق بينكم وبين الأمريكيين؟ إننا نراه وفاقا من جانب واحد، أنتم تتصرفون بأقصى درجات الضعف، وهم يتصرفون بأقصى درجات القوة»، فقاطعه رئيس الوزراء السوفيتى «كوسيجين»: «نحن لا نتصرف بضعف»، فرد بومدين: «بل تتصرفون بمنتهى الضعف، وإذا كنتم تتصورون أننى جئت إلى هنا لكى أجاملكم فلن أفعل ذلك، والحقيقة أننا لسنا وحدنا الذين هزمنا، وإنما أنتم هزمتم معنا بل قبلنا، وإذا كنتم لا ترون أن ميزان القوى العالمية تحول لصالح الناحية الأخرى فهذه مصيبة، وإذا كنتم ترون ذلك ولا تفعلون شيئا فهذه مصيبة أكبر، لقد تركتم ما حدث يحدث دون رد فعل منكم إلا بالبيانات والمقالات».
 
رد «كوسيجين»: «هل تريدنا أن ندخل حربا نووية؟ وهل تقدرون ما هو معناها واحتمالاتها؟»، فعلق بومدين: «هذا كلام ينبغى أن تفكروا فيه قبل الأحداث وليس بأثر رجعى بعدها»، وتدخل «بريجنيف» مناديا «بومدين» بالرفيق: «إن الاتحاد السوفيتى لم يكتف بالبيانات والمقالات، وإنما قدم لأصدقائه العرب ما يحتاجون إليه من السلاح، لكنهم لم يحسنوا استعماله»، فقد «بومدين» أعصابه قائلا: «ليكن، نحن لا نحسن غير أن نسوق الجمال ولا نعرف كيف نقود الطائرات الحديثة، فتعالوا أنتم وأرونا ما تستطيعون عمله»، معلوماتى تؤكد أن السلاح الإسرائيلى كان متفوقا»، فرد كوسيجين: «حاولنا أن نستجيب لطلباتكم وقدمناها بأسعار مريحة، بل إنكم لم تسددوا حتى ربع تكاليف ما حصلتم عليه».
 
غضب بومدين، وقال إنه كان يتخوف من مثل هذه الملاحظة، فاستعد لها بأن طلب من وزير المالية الجزائرى بتحويل مائة مليون دولار لصالح وزارة الدفاع السوفيتية، ثم أخرج «الصك» بالمبلغ من ملف أمامه، فاحمر وجه كوسيجين قائلا: «لست تاجر سلاح حتى تعاملنى بالشيكات»، فرد بومدين: «أنا لم أبدأ، وإنما أنت الذى تحدثت عن نصف وربع الثمن».
 
 تكهرب جو الاجتماع، فاقترح بريجنيف رفع الجلسة للاستراحة.
 
 ويذكر الفريق سعدالدين الشاذلى، رئيس أركان حرب الجيش المصرى أثناء حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته، أن الرئيس السادات اتصل ببومدين مع بداية الحرب، وسأل عما تحتاجه مصر من الرجال والسلاح، فطلب السادات مزيدا من الدبابات، لكنه اشتكى من أن السوفييت يرفضون، فطار بومدين إلى موسكو وبذل جهوده بما فى ذلك فتح حساب بنكى بالدولار، لتعجيل الروس بإرسال السلاح إلى الجيشين المصرى والسورى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة