كلمة "نادى" والتى دائما ما يرتبط سماعها بالآذان "بالشباب" ولكن عندما تكون هذه الكلمة تطلق على "نادى للمسنين" فهى فى هذا الوقت تحتاج إلى وقفة، وخاصة أن هذا النادى والذى يضم فى عضويته من بلغ سن الستين فما فوق، فى محاولة لاستعادة الشباب من جديد وروح العمل، وحب الحياة، فى العديد من المجالات، تحت شعار "شباب فى سن الستين".
لم يرضوا بأن تكون باقى سنين عمرهم بين أربعة أركان كما وصفوها، ولكنهم خرجوا للنور من جديد فى مشاركات مختلفة لاستعادة شبابهم وإعادة تفتح الوردة التى أغلقت، والشباب الذى انكمش بين سنوات العمر، ليكون لهم دور جديد فى "نادى المسنين بأشمون" بمحافظة المنوفية، والمتواجد بمدينة أشمون.
يقول عبدالمقصود عبدالله موسى صاحب ال82 عاما، رئيس مجلس إدارة نادى المسنين بأشمون، ومدير عام سابق ببنك التنمية والائتمان الزراعى بأشمون، أن جمعية رعاية المسنين بشبين الكوم، بدأت فى أنشاء نادى للمسنين فى مارس 2003، وكانت البداية فى شقة بالإيجار بمدينة أشمون، بجوار مجلس المدينة واستمر هذا لمدة 6 سنوات، وكانت الانشطة عبارة عن رحلات وأنشطة مختلفة سنويا، إلى أن تم الانتقال إلى المكان الجديد فى فى عام 2009 بعد التجهيزات التى استمرت عامان، ومنذ هذا التاريخ ونحن مستمرين، فى العمل.
وأضاف موسى، أن النادى بهذا تم إنشاؤه منذ أكثر من 15 عاما، ويقوم على أربعة أنشطة رئيسية وتشمل نشاط ترفيهيى من خلال تنظيم الرحلات فى الصيف ومشاتى فى الشتاء، ونشاط دينى من خلال تنظيم مقرأة بالنادى من المغرب حتى العشاء يتم فيها قراءة جزئين من القرآن، ونشاط صحى يتم به زيارة طبيب يجرى الكشف والفحوصات الطبية كل أسبوع مجانا، ونشاط اجتماعى من خلال اقامة المناسبات المختلفة فى الأفراح وعمل زيارات للمرضى فى حالة من الود الاجتماعى الكبير، بالإضافة إلى العديد من المناسبات.
وأشار موسى إلى أنه هناك نشاط كبير نقوم به شهريا، وذلك من خلال عمل حفل عيد ميلاد شهريا لكل من يتزامن ميلاده مع الشهر المتواجد فيه الاحتفال، ويتم تنظيم عيد ميلاد وشراء هدايا، بالإضافة إلى تنظيم رحلات شهرية، وهناك رحلة إلى الاقصر وأسوان قائمة الآن، ونعد لتنظيم رحلة إلى مرسى مطروح، بتكلفة تصل إلى 1675 جنية للعضو المشترك، و1775 للعضو المرافق له، ويتم الانتقال من خلال سيارات مكيفة وفنادق متميزة، على أن يكون البرنامج للرحلة مقسم على 6 أيام علاوة على تواجد سيارة للنقل الداخلى للشواطئ.
وأوضح موسى، أن النادى كان به 78 عضوا مشتركا وأصبح العدد الآن 45 مشتركا، بعد حالات الوفاة التى لحقت بعدد من الأعضاء، لافتا إلى أن النادى يستقبل طلبات العضوية والتى تستلزم أن يكون العضو المتقدم للاشتراك فى الرجال من سنه 60 عاما فما فوق والنساء من سن 55 عاما فما فوق، وذلك عن طريق ملء استمارة العضوية والتى يرفق معها صورة البطاقة و2 صورة شخصية، ودفع رسوم 180 جنيها بتكلفة 100 جنيه رسم اشتراك مدى الحياة، و80 جنيه سنويا من شهر يناير حتى ديسمبر كرسوم تجديد الاشتراك.
وأكد موسى، أنه تم العمل على التطوير للمبنى بالطابق الثانى بتكلفة وصلت إلى 300 ألف جنيه، عن طريق المساعدات، لافتا إلى أنه جاء تفويض من الجمعية العامة ببناء الطابق الثالث والرابع حتى يكون إقامة للمسنين بسعة 20 حجرة بالمبنى، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتم عمل الطابق الثالث والرابع دار للمسنين بالنادى بتكلفة تصل إلى مليون و550 ألف جنية، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تطوير الطابق الثانى وننتظر التبرعات حتى نتمكن من تجهيزه علاوة على التكلفة لبناء الطابقين الثالث والرابع.
وأضاف محمد كامل عطوان عضو مجلس إدارة بالنادى، أنهم من خلال النادى يتم عمل العديد من الأنشطة والتى تساعد على خلق حالة من الألفة والحياة من جديد والبعد عن الوحدة وتحقيق حالة من الرضا بين جميع المسنين، لافتا إلى أنه يتم الاتصال بزملائهم الذين يقوموا بالصلاة معهم ويتم توجيه دعوات للمشاركة معهم فى النادى لمعرفة النشاط الذى يقام به ما به من دافع لحب الحياة، مشيرا إلى عقد العديد من الاجتماعات اليومية بالنادى والتى تسر الجميع دائما.
من جانبها قالت ماجدة السيد عبدالوهاب خضر، أحد المشتركات فى النادى، أنها تتواجد بشكل دورى بالنادى من خلال العديد من الخدمات والتعاون الشديد، لافتة إلى أنها مصابة بجلطة وتواجدها فى النادى ساعدها بشكل كبير فى التخلص منها، مناشدة بأن يتم تفعيل الأمر دائما فى جميع المراكز، وألا تكون الصورة المأخوذة عن النادى أنه للعواجيز وإنما هو نادى للمسنين من أجل الحياة.
وأضاف سامى محمد محمد دراز، مهندس زراعى ومدير عام سابق بالشهر العقارى، أنه يعشق العمل والتواجد بالنادى والذى ساعده بشكل كبير فى القضاء على وقت الفراغ والمودة التى شعر بها بعد خروجه على المعاش، مؤكدا أنه يقوم بجميع الأعمال الزراعية داخل النادى والتى تشتمل العمل على زراعة العديد من الشتلات المختلفة والتى تتنوع بين الاشجار المعمرة والأشجار السنوية بالإضافة إلى بعض الخضار والفواكه، والتى يجد معها متعه حقيقة فى الحياة.
من جانبه قال بلال جرن أحد شباب المدينة أنه يتمنى أن يتم تفعيل هذا النموذج بكل المراكز لحماية المسنين ورعايتهم، وخاصة أنه هناك العديد من المسنين الذين لا يجدون أى رعاية أو حفاظ على حياتهم بعد بلوغهم سن الستين فما فوق، مؤكدا أنه هناك مجموعات شبابية تسعى للنهوض بهذا الصرح المتميز للوصول به إلى النور واستكماله لحماية المسنين.