ميدان الحمام بمدينة بنى سويف يقع فى منطقة تضم مقهى ومحلات تجارية ومبانى ما زالت تحتفظ برونقها وطرازها القديم، إضافة إلى أبراج جديدة وكذلك سوق للخضر والفاكهة، وأطلق هذا الاسم على الميدان لوجود "حمام استحمام للرجال والسيدات" بالمنطقة فى أربعينيات القرن الماضى وتم هدمه فى الستينيات.
يقول المحاسب "مجدى حمد" رجل أعمال وصاحب مقهى بالميدان، على أن الميدان يقع بشارع إسلام بمدينة بنى سويف، ويتوسط المنطقة بين الكنيسة المطرانية ومسجد القاضى، ويعود إطلاق اسم الحمام على الميدان إلى وجود حمام للاستحمام خلال أربعينات القرن الماضى استأجره عثمان أمين عثمان موظف بشونة قمح، من الأوقاف وعمل معه مجموعة من رجال وسيدات المنطقة.
وأضاف "حمد" قائلا: كان الحمام موجود بالقرب من المقهى وبجواره جورة طهى قدر الفول ومحل لتلميع النحاس، والحمام عبارة عن مبنى من طابق واحد محكم الاغلاق سوى من بعض نوافذ زجاجية محاطة بالسلك لتسمح بدخول الشمس من ناحية شارع إسلام، ويضم الحمام مغاطس، أدشاش، حجرات بها اسرة من الجلد ورخام للاسترخاء عليها والاستمتاع "بالتكييس" "تدليك الجسم" وحمامات البخار، إضافة إلى أحواض استحمام الأطفال.
وتابع حمد قائلا: أعتمد الحمام فى تسخين المياه وقتها على "جورة" لطهى الفول بجانبه، إذ تمتد مواسير المياه من داخل الحمام إلى أسفل رماد الأخشاب والفحم الذى يوقد به على "قدر" الفول، لتصل الحرارة إلى المواسير لتدفئة مياه المغطس والأحواض، وشهد الحمام وقتها اقبالا من مواطنى مدينة بنى سويف وكذلك اهالى منطقة الحمام.
استطرد حمد قائلا: كان الحمام يعمل طوال أيام الأسبوع مع تخصيص يوما للسيدات وحدد مستأجر الحمام سعر الاستحمام "قرش واحد" للشخص، ويستقبل العاملون بالحمام راغبى الاستحمام لتكييسهم "تدليك أجسادهم" وإبقائهم لفترة فى المغطس وعلى طاولات الرخام، أما العرائس فلهم أسعار وعناية خاصة إذ يدفعون للحمام خمسة قروش بالإضافة إلى "بقشيش" العاملين، ويقوم العاملون باستقبالهم يوم "الحنة" واستخدام لوح خشبى خفيف فى تدليك اجسادهم " التكييس " وهم مستلقون على طاولات الرخام والاسرة الجلدية فضلا عن ابقاءهم لفترة للاستمتاع بحمامات البخار وداخل المغطس علاوة على السماح لشقيق العريس واخت العروسة بالاستحمام مجاملة من صاحب الحمام.