أضحى اليمن بين شقى الرحى بين قوات عبد الله صالح وميليشيا الحوثيين، ففى تطور متلاحق بالملف اليمنى و بعد ساعات من هجومها على مقر تليفزيون صنعاء، حاصرت عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثيين منزل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح فى قرية الدجاج شمال شرقى العاصمة صنعاء، ووزير الداخلية، وفى المقابل اقتربت قوات حزب المؤتمر الشعبى التابعة للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، من القصر الجمهورى بالعاصمة اليمنية صنعاء، فيما دارت معارك أخرى فى شمال صنعاء بين ميليشيات الحوثى وقوات الحرس الجمهورى والحرس الخاص، نتج عنها مئات القتلى.
المشهد اليمنى
وتعليقا على المشهد الحالى فى اليمن، قال المستشار بليغ المخلافى الملحق الإعلامى بالسفارة اليمنية بالقاهرة ، إنه بعد إطلاق صاروخ على الرياض بات من المؤكد أن تستخدم جماعة الحوثى قد تستخدم نفس الطريقة باتجاه دول أخرى، وهذه التهديدات تؤكد وقوف إيران بقوة خلف الحوثيين ودعمهم بأكبر قوة عسكرية بهدف تهديد الأمن القومى القومى العربى.
المخلافى
أضاف المخلافى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، نتوقع أن تشهد الـ72 ساعة المقبلة مزيدًا من التطور الذى يكشف لنا كثيرًا من الغموض حول مستقبل الملف اليمنى، ونرى أن المعارك بين صالح والحوثيين لن تطول ما يعنى اقتراب الحل السياسى للأزمة اليمنية، وبمجرد أن يحسم الصراع بين الطرفين سيجلس الطرف الآخر على مائدة التفاوض السياسى مع الدولة الشرعية.
وتابع بالقول: "لا نستطيع أن نحسم اليوم لمن ستكون الغلبة، فرغم أن الحوثى لديه الكثير من المتعصبين من القبائل، والذين يتخوفون من المستقبل إذا ما تفوق عليهم صالح، إلى جانب الدعم العسكرى الكبير من إيران للحوثيين إلا أن هذا لا يعنى هزيمتهم لصالح الذى مازال يمتلك كثيرا من عناصر القومية على الأرض أهمها أحزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يرأسه صالح، وهو الأكبر فى اليمن، ورأينا كيف دعا أنصار الحزب إلى الخروج فى العاصمة صنعاء للتنديد بـ"إجرام مليشيات الحوثيين"، حيث يمتلك صالح قاعدة شعبية، بالإضافة إلى الغضب الشعبى باليمن تجاه الحوثيين نتيجة انتهاكاته الصارخة على مدى ثلاث أعوام تتوج هذه الأيام بالاعتداءات على المساجد وتهديد أمن المدنيين فدارت اشتباكات عنيفة فى مناطق الحصبة وأحياء بيت بوس وشارع الخمسين وجولة دار سلم والحثيلى ومنزلى المشرقى وجليدان فى مديرية خمر بعمران، وراح ضحيتها يمنيون ، كل هذا يدفع الأمور باتجاه موقف عبد الله صالح، فالآن يوجد بصنعاء ما يطلق عليه توازن الضعف وليس توازن القوى بين الحوثيين وصالح، وعلى الصعيد العسكرى نرى أوراق عسكرية مليشياتية مع كلا الطرفين، سوف تتصارع لفترة قصيرة، ولكن تؤثر بالتأكيد على مؤسسات الدولة والمدنيين الأبرياء الذين راحوا ضحايا هذا الصراع.
واستطرد المخلافى قائلًا: "هذا المشهد يثبت أيضا حرص الدولة الشرعية على حياة مواطنيها بعد ان آثرت تجنيبهم الصراع وتصر على ترك المعارك والعودة للحل السياسى"، مشيرًا إلى البيان الذى أصدرته الحكومة اليمنية الذى تضمن دعوتها لفتح صفحة جديدة مع كل الأطراف السياسية على أساس المرجعيات الثلاث المتفق عليها والمدعومة وطنيا وإقليميا ودولياً لتشكيل تحالف وطنى واسع، يتجاوز كل خلافات الماضى ويؤسس لمرحلة جديدة، ويوحد الجميع فى مواجهة مليشيا الحوثى الانقلابية، التى تعد ذراعًا للمشروع الإيرانى الفارسى فى اليمن، والتى باتت تهدد كيان الجمهورية اليمنية، وتسعى بشتى الطرق لاستنساخ نموذج ولاية الفقيه الإيرانى، ورهن قرار اليمن وسيادتها لملالى الشر والضلال فى قم وطهران، كما تدعو كافة أبناء الشعب اليمنى فى العاصمة صنعاء وباقى المحافظات إلى جعلها انتفاضة شعبية مجتمعية عارمة تلفظ تلك المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران".
نيران الصراع تحرق اليمن
وعلى سياق متصل، دعت قيادات فى حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يرأسه على عبد الله صالح، اليمنيين وأنصار الحزب إلى الخروج صباح اليوم فى العاصمة صنعاء للتنديد بما وصفته بـ"إجرام مليشيات الحوثيين، فيما أعرب المبعوث الأممى الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأحداث فى العاصمة اليمنية صنعاء، داعيًا جميع الأطراف إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات بشكل عاجل، وقال ولد الشيخ أحمد، إنه "حدث تصعيد حاد للأوضاع فى صنعاء ومحافظات أخرى خلال الساعات الـ24 الماضية"، معربًا عن بالغ قلقه إزاء تأثير هذه الأحداث على المدنيين من السكان، وأضاف: "نحث جميع الأطراف على احترام التزاماتها وفقا للقانون الدولى الإنسانى، وندعوهم إلى الجلوس بشكل عاجل على طاولة المفاوضات والانخراط فى عملية السلام، ونؤكد على موقفنا أن الدعم السياسى هو الطريق الوحيد للخروج من النزاع اليمنى الطويل".
عبد ربه
يأتى هذا فى ظل استمرار المواجهات العنيفة فى اليمن بين ميليشيات الحوثيين من جهة وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح من جهة أخرى، والتى طالت المناطق الحيوية فى المدينة بما فى ذلك الحى السياسى.
اليمن
عبدالله صالح يدعو لصفحة جديدة
ومن جانبه، دعا الرئيس السابق عبد الله صالح إلى وقف متبادل لإطلاق النار تمهيدًا للحوار، وقال "يجب إنهاء كافة الميليشيات العاملة على الأرض اليمنية"، وأشاد بدور الكويت فى الأزمة اليمنية ، فى مقابلة مع صحيفة "الرأى" الكويتية، مؤكدًا إن زمن الميليشيات انتهى، ولا تعايش بعد اليوم بين الدولة والدويلة، مشدداً على أن الفضاء الطبيعي لليمن هو الفضاء الخليجي، وأكد صالح أن حزبه تحمل الكثير من الحوثيين، مشيرًا إلى أنهم فضلوا سلوك طريق التفاهم، وأضاف أنهم خاضوا مواجهة عسكرية مع الحوثيين حماية للدولة ومؤسساتها، لافتًا إلى أن الحوثيين سبب رئيسى من أسباب معاناة اليمن خارجيًا وداخليًا عبر انتقامهم من الثورة والجمهورية والوحدة، على حد وصفه.
صالح
وشدد صالح على فتح صفحة جديدة مع دول الجوار والمتحالفين معها، مؤكدًا أنه مهما حصلت تباينات مع دول الخليج فلا بد من الاتفاق والتعاون، كما أشاد بدور دولة الكويت التى بذلت الكثير لإنهاء الأزمة.
يأتى هذا فى ظل استمرار المواجهات العنيفة فى اليمن بين ميليشيات الحوثيين من جهة، وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح من جهة أخرى، والتى طالت المناطق الحيوية فى المدينة بما فى ذلك الحى السياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة