تمر اليوم الذكرى الـ 189 لإنشاء أول جريدة مصرية وهى "الوقائع المصرية" والتى صدرت عن مطبعة بولاق وذلك فى زمن محمد على باشا والى مصر 1828.
وتذكر كتب التاريخ أن افتتاحية العدد الأول التى صدرت فى 3 ديسمبر جاء فيها " تفضل مولانا العادل بإنشاء ديوان الجرنال وبإبداء رغبته السامية فى جمع التقارير والمعلومات الواردة من عماله عن المدن والأرياف، وم ثم مناقشتها ونشرها وإيصالها إلى من يهمه الأمر، كى يتمكن المسئولون من تكوين فكرة عما يفيد الناس فيتبعوه، ويضر الناس فيتحاشوه، ورغم أن ديوان الجرنال يسعى لتحقيق هذه الأهداف النبيلة فإن مولانا المعظم محمد على باشا الكبير قد صرف همته إلى توسيع نطاق المعارف بين السكان، فرأى أن الحاجة ماسة إلى إيجاد جريدة تقوم بنشر أوامر الحكومة".
وبعد هذه السنوات الطويلة التى مرت على حرفة الصناعة فى مصر وظهور كيانات ومؤسسات قادت هذه الصناعة، وظهور مدارس كتابية واختفائها نطرح سؤلا مهما: هل حققت الصحافة المصرية أهدافها التى وضعت من أجلها؟
صلاح عيسى
صلاح عيسى: تتطورنا بما يناسب زمننا
من جانبه قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، إن جريدة الوقائع المصرية حققت هدفها الأساسى التى صدرت من أجلها، وهى أن تكون مدونة ينشر بها قوانين ولوائح وأخبار الدولة، واليوم يتم النشر بشكل أوسع.
وأوضح الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أن الصحافة اليوم تشهد تطورًا ملموسًا، حيث إن جريدة الوقائع المصرية كانت تخصص قسمًا للأدب، كما كان بها قسم ناقل من العربية للتركية، واليوم نشهد الصحف تحتوى على عدة أقسام متطورة، فلا تكتفى بالخبر فقط، ولكن تعمل على تطوير القضايا.
وأشار صلاح عيسى، أن الصحافة قديما كانت تكتفى بنشر المقالات الأدبية، لكن اليوم تعمل على خلق وحل للقضايا، فينشر الخبر الناقل للحدث، ثم يتم تطويره ومتابعته، فكل عصر ولها أدواته، لافتا إلى أن إنشاء جريدة الوقائع المصرية آنذاك تدل على أن محمد على باشا حاكمًا ذكيا ، ويقتبس الأفكار التى يجدها فى الحضارات الأخرى ويطبقا فى مصر، لذا كانت الوقائع فى زمانها تعد تطورًا هائلا، والصحافة تتطور عبر الزمان وتنجح فى نقل المعلومات والأخبار إلى من يهمة الأمر.
سكينة فؤاد
سكينة فؤاد: الصحف المصرية لعبت دور تاريخى وتمكنت فى صناعة الرأى
قالت الكاتبة سكينة فؤاد، لا أحد ينكر الدور التاريخى الذى تلعبه الصحافة، والتى تحولت إلى سلطة أساسية تلعب دورا مهما فى إدارة الوطن، كما أنها تمكنت من التعبير عن الإنسان المصرى وعن الجماهير ومشاكل الجماهير سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو الإنسانية.
وأوضحت سكينة فؤاد، أن الدليل على الدور الذى تلعبه الصحافة هى خروج العديد من الصحف الخاصة المؤثرة والمهمة، إضافة إلى وجود كتاب كبار من الصحفيين تمكنوا من المشاركة فى الآراء السياسية سواء بالإيجاب أو بالسلب.
وأشارت سكينة فؤاد، إلى أن الصحافة المصرية تعد تاريخا مليئا ثريا وغنيا، لكننا نقف أمام سؤال مهم حول مستقبل الصحافة الورقية فى مصر فى ظل التطور اللتكنولوجى وظهور التقنيات الحديثة، وعلينا أن نمد الجرائد الورقية بـ أكسجين الحياة لنجعلها قادرة على الصمود.