جلس قبالتى متحفّزا وقد ضاقت عيناه وأجزم أن كراهية شديدة كانت تنبعث منهما ولا أعرف سببا لذلك . اعتدت أن أراه عند بدء الطعام، دائما أجده بمكانه وقبل الجميع، آمنت أن ذلك أمرا طبيعيا فهو بيننا منذ زمن واحد منّا .
لكن اليوم كان على غير عادته، وقد استرعى انتباهى أنه يتتبعنى بعينيه فى حركاتى وسكناتى، نظرت إليه متوجسا وسألته : مالك اليوم ؟ أراك على غير عادتك ؟
لم يردّ، وكيف لمثله أن يجيب، هكذا حادثت نفسى متهكّما .
انشغلت عنه بطعامى، نسيته لفترة ثم رفعت رأسى فوجدته لا يزال ينظر إلى شزرا حانقا، عدت لسؤاله :
مالك ؟ لما لا تأكل ؟ ألاّ يُعجبك الطعام؟
أجزم أنك تعى ما أقول جيدا، نظرتك هذه تخبرنى بشعورك الداخلي. مددت يدى نحوه فلوى عنقه بعيدا . استغرب كثيرا تصرف هذا القط، فعلمى أنه يعشق السمك، غذاء اليوم فلماذا لم يأكل ؟ ولما ينظر بحنق إلى هكذا ؟
أخرجنى من حيرتى ابنى قائلا : ساءه كثيرا أن نأكل نحن لحم السمك بينما نلقى إليه ببعض الرؤوس والذيول، فشعر بغبن وإهانة فنأى بجانبه عنّا وكره بقاءه بيننا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة