"ميسرة صلاح الدين" يحتفل بكتابه "100 عام على وعد بلفور"

الأحد، 03 ديسمبر 2017 01:30 ص
"ميسرة صلاح الدين" يحتفل بكتابه "100 عام على وعد بلفور" الفلسطينيون فى دول الشتات بسبب نكبة قيام إسرائيل
الإسكندرية - هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظم بيت الياسمين للنشر والتوزيع، مساء أمس حفل إطلاق كتاب 100 عاما على وعد بلفور للكاتب ميسرة صلاح الدين،  بمكتبة ألف بالإسكندرية فرع كفر عبده.

ويبحث الكتاب،  التاريخ الدينى والأدبى لبنى إسرائيل، وكيف صارت المعتقدات الدينية والأدبية هى الغذاء الروحى لليهود – رغم أنها علميا ليست حقائق مثبتة- فى مواجهة صراعهم مع الشعوب الأخرى، التى كانت فى المنطقة أو وفدت إليها. ثم كيف مضى التاريخ باضطهاد لليهود لم يكن للفلسطينيين فيه ناقة ولا جمل، حتى العصر الحديث حين رأت إنجلترا وأوروبا أن وسيلة سيطرتها على المنطقة هى زرع دولة إسرائيل. كان قيام دولة يهودية فى فلسطين بحماية بريطانية أوروبية ضامنًا، فى المستقبل، لعدم اتحاد مصر والشام فى حِلفٍ عربى مُوَحَّدٍ يسيطر على نهر النيل وشمال إفريقيا من ناحية، وقناة السويس وآسيا الصغرى من ناحية أخرى، كما حدث فى فترة حكم محمد علي، وسَبَّبَ قلقًا بالغًا للدول الاستعمارية الكبرى.

وفى الكتاب كنز العقائد اليهودية عبر التاريخ، وكنز المؤامرات العصرية على العرب، ورسائل بين السير آرثر ماكماهون مندوب الملك البريطانى فى مصر، وبين الشريف حسين حاكم مكة، مع بداية الحرب العالمية الأولى، حول مستقبل المنطقة بعد الحرب، وكيف انتهى الأمر إلى "وعد بلفور" فى الثانى من نوفمبر عام 1917، ثم كيف مشت الأمور والمؤامرات بعد ذلك لقيام دولة إسرائيل.

لقد استفاد اليهود من اضطهادهم القديم من الدول القديمة التى احتلت المنطقة، ومن اضطهادهم الحديث فى أوروبا الذى وصل إلى ذروته إبان الحكم النازى لألمانيا. والتقت رغبتهم فى إقامة وطن لهم مع رغبة الدول الاستعمارية فى إضعاف المنطقة.

الكتاب أيضا يعرض كل وجهات النظر، حتى لأولئك الذين كانوا ضد وعد بلفور من اليهود، ثم دور أمريكا فى المسألة، بعد أن خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية منهكة ومرهقة، فلقد بدأت الآلة الإعلامية الأمريكية فى مصاحبة الجيش المنتصر- جيشها وجيوش الحلفاء- فى التجول داخل ألمانيا ما بعد الحرب، لتصور الكاميرات التليفزيونية معسكرات الاعتقال النازية، وتكشف العديد من المقابر الجماعية، وأفران الحرق، وتَبُثُّها إلى العالم مع التركيز على المعتقلين اليهود بشكل خاص، على حساب كل الضحايا الآخرين.

وأصبح اليهود أكثر تصميمًا بعد الحرب على بناء وطن خاص بهم، وأصبح العالم أكثر تعاطفًا وترحيبًا بالفكرة، وتوالت الهجرات بشكل مكثف إلى فلسطين، حتى إن الرئيس الأمريكى ترومان أراد أن يُرحِّل مئة ألف من الناجين من معسكرات التعذيب النازية، التى سميت لاحقًا "الهولوكست"، إلى فلسطين. وأصبحت بريطانيا، الدولة الجريحة بعد حربين عالميتين، فى حيرةٍ من أمرها، وأصبحت تكلفة الحفاظ على فلسطين أكثر مما ينبغي، فأعلنت بريطانيا من قِبَلِ مندوبها فى الأمم المتحدة عن أنها عاجزة فى ظل الأوضاع الراهنة عن حفظ السلام فى فلسطين بين العرب واليهود، وستترك حلَّ المسالة فى أيدى الأمم المتحدة، وهو ما يعنى رغبة بريطانيا فى الانسحاب من فلسطين تحت ستار دولي، واقترح المبعوث الروسى "أندرو جرميه" تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وتم تشكيل لجنة من قبل الأمم المتحدة وإرسالها للقدس لتقصى الحقائق على أرض الواقع، وبدأ اليهود فى التواصل مع تلك اللجنة لإقناعهم بأحقيتهم فى المطالبة بأرض فلسطين، خصوصا أن مدنهم ومزارعهم ومدارسهم هى الأقرب للمدنية على الطراز الأوروبي، بينما المدن العربية بدائية وبسيطة! وغير ذلك كثير جدا من المعلومات والحقائق التى انتصرت فى النهاية لفكرة قيام إسرائيل. ناهيك بلغة الكاتب الممتعة وهو يتنقل بك من الدين إلى الأدب إلى الفولكلور إلى السياسة، بحيث فى النهاية تعبر معه تاريخ اليهود فى العالم، وتاريخ المنطقة، وتعرف كيف تم الغدر بالعرب أو كيف انهزم العرب ولماذا؟ وما دور الحقائق والأساطير فى الأمر كله.

كما يعرض الكتاب الرؤية الأدبية للكتاب وكيف كانت ترى أوروبا اليهود من خلال لكتابات الأدبية ونذكر على سبيل المثال شكسبير الذى كتب رائعته تاجر البندقية، وتشارلز ديكنز والعديد من الكتاب والأدباء الذين عكسوا رؤية الغرب لليهود.

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة