ملحمة بطولية سطرها رجال الأمن والأهالى فى التصدى للعناصر الإرهابية التى حاولت اقتحام كنيسة "مارمينا" بمنطقة حلوان بجنوب القاهرة، استغرقت ما يقرب من نصف ساعة، نزفت خلالها دماء المسلمين والأقباط معاً دفاعاً عن المنشآت الدينية، وترسيخاً للوحدة الوطنية، وانتهت بإصابة أحد أخطر تلك العناصر والقبض عليه، وسجلت تلك الحادثة 10 مشاهد، لخصت بطولات الأهالى والأمن فى مواجهة خسة الإرهابيين.
تضامن الأهالى مع الأمن
المشهد الأول..والذى أكد على خسة العناصر الإرهابية، هو استهدافهم قوات الأمن بشكل مباغت، ودون مواجهة مباشرة، بعد تسللهم إلى موقع الكنيسة من أحد الشوارع الجانبية، وإطلاقهم النيران بكثافة تجاه الكشك الأمنى، الذى يتخذه رجال الأمن موقع لتأمين الكنيسة، مما أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة آخر ومجند.
الشهيد رضا عبد الرحمن
المشهد الثانى..الذى أكد جرم العناصر الإرهابية وعدم قدرتهم على المواجهة المباشرة هو استهدافهم مدنيين عزل، لا يقدرون على المواجهة، حيث قتل العناصر الإرهابية وديع قمص وديع وهو رجل مسن يبلغ من العمر 60 عاماً أمام متجره "العجايبى"، دون أن يملك الحد الأدنى من القدرة عن الدفاع عن نفسه، خاصة وهو مصاب بعجز فى القدم.
العنصر الإرهابى مهاجم الكنيسة
المشهد الثالث.. الذى أكد إصرار الإرهابيين على استهداف المدانيين العزل، قتلهم 3 سيدات وإصابة أثنين آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 75 عاماً، فضلاً عن قتلهم وجيه إسحاق وهو رجل مسن تجاوز عمره الـ90 عاماً، دون أدنى رحمة، وحينما بدأ الأهالى فى التوافد وقوات الأمن تحتشد من أجل المواجهة المباشرة، لاذ اثنان بالفرار، وتم محاصر الأخير.
توافد المواطنين على المستشفيات للتبرع بالدماء
المشهد الرابع.. سطره محمد السيد مندوب الشرطة من قوة قسم حلوان، والذى تصدى بمعاونة زميله الرقيب رضا عبد الرحمن، أثناء خدمتهما على تأمين الكنيسة، إلى محاولة الإرهابيين لاقتحام الكنيسة، وتبادلا معهما إطلاق النيران حتى استشهد الرقيب رضا عبد الرحمن، إلا أن البطل محمد السيد استمر فى مواجهة الإرهاببين، وبعد نفاد طلقات سلاحه أسرع بحمل سلاح زميله الشهيد، واستمر فى مواجهة أحد الإرهابيين، رغم تلقيه إصابات بالغة بأعيرة نارية.
دماء عم وديع شاهدة على غدر الإرهاب
وفى مقابل المشاهد التى سطرها العناصر الإرهابية، كان للأهالى وقوات الأمن بطولات ملحمية، جسدها المشهد الخامس، والذى ظهر فيه الشيخ الشاب ابن الـ24 عاماً طه رفعت، إمام مسجد الدسوقى، الذى استطاع إيقاظ المشاعر الدينية والوطنية، بهتافات فى مايكروفون مسجده المجاور لكنيسة مارمينا التى استهدفها الإرهاب بحلوان:"احموا الكنيسة زى ما بتحموا الجامع، أغيثوا إخوانكم المسيحيين من الإرهاب.. الإرهاب يستهدف الكنيسة".
عم صلاح اثناء هجومه ع الإرهابى
وجاء المشهد السادس ليؤكد على تلك البطولات، واستجابة المواطنين لتلك النداءات، والذى ظهر فيه المواطنون يعتلون أسطح العقارات المحيطة بالكنيسة، وقرروا الاصطفاف معاً من أجل مواجهة العنصر الإرهابى المسلح، وبدأوا فى رشقه بالحجارة فى محاولة من جانبهم للسيطرة عليه، بعد إغلاق أجهزة الأمن الشوارع المؤدية إلى مكان الكنيسة.
مأمور قسم حلوان اثناء التعامل مع العنصر الإرهابى
المشهد السابع، والذى يبدوا فى الوهلة الأولى مشهداً طبيعياً بل قد يدفع البعض لاستنكاره، إلا أنه يمثل عنصر هاماً جداً فى القضية، وهو الذى ظهر فيه بعض المواطنين الذين طلوا من شرفات منازلهم لمتابعة عملية السيطرة على العنصر الإرهاب، والتقطت عدسات كاميراتهم وهواتفهم المحمولة تلك المشاهد،ـ لتسجل ما دار خلال الثلاثين دقيقة، ولتقدم دلائل إدانة دامغة ضد العناصر الإرهابية، وتكشف ما دار فى واقعة الكنيسة بشكل احترافى.
نقل المصابين الى المستشفيات
قوات الأمن سطرت دوراً بطولياً هى الأخرى فى السيطرة على العناصر الإرهابية التى حاولت اقتحام كنيسة "مارمينا"، وكان من بينهم العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة حلوان، والذى سطر المشهد الثامن، بعدما توجه على الفور هو والقوة الأمنية إلى موقع الاشتباكات، وظل يبادل العنصر الإرهابى إطلاق النيران، إلى أن تمكن من قنصه، وبعدها هجم عليه الأهالى.
المشهد التاسع، وهو أحد أكثر المشاهد التى تؤكد على صلابة الشعب المصرى، وتضامنه، وهو الذى ظهر فيه عم صلاح الموجى، وهو ينقض على العنصر الإرهابى عقب سقوطه على الأرض اثر إصابته بطلق نارى، ونزع من بين يديه خزنة السلاح وضربته على دماغه حتى فقد الوعى، إلى أن تجمع الأهالى وتم السيطرة عليه.
لم تتوقف المشاهد عن السيطرة على العنصر الإرهابى ومطاردة العناصر الإرهابية الهاربة، وجاء المشهد العاشر ليؤكد ما سبق، حينما تجمع الأهالى وتولوا نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث، فى سبيل إنقاذ حياتهم، وآخرين هرولوا إلى تلك المستشفات للتبرع بالدماء للمصابين، بعدها خلقوا سياج بشرى محيط بالكنيسة لحمايتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة