آثار وفاة الطفلة "منى" 14 عاماً، بمنزل والدها بمركز أطفيح بجنوب الجيزة، لغزاً حير الأجهزة الأمنية وجهات التحقيقات، التى شرعت فى حفظ التحقيقات فى القضية، بعدما أثبتت روايات الشهود عدم وجود شبهة جنائية حول وفاتها، وأنها ماتت نتيجة اختناقها بـ"إيشارب" أثناء نومها، ليأتى بعد ذلك تقرير الطب الشرعى، ليعيد القضية مرة أخرى لنقطة الصفر، وتتضح الرؤية أكثر فأكثر، ويثبت وجود شبهة جنائية حول الحادث.
المستشار عبد المعز ربيع مدير نيابة الصف بجنوب الجيزة باشر التحقيقات فى القضية، واستمع فى بداية التحقيقات لأقوال جدة الطفلة الضحية، والتى قالت حينها إنها فوجئت بالفتاة متوفية أثناء نومها، نتيجة التفاف "إيشارب" حول عنقها، ما أسفر عن اختناقها، وبمناظرة جثمان الطفلة، تبين وجود حز على شكل رقم "7" حول عنقها، وعليه أصدرت النيابة قراراً بتشريح الطفلة ودفنها بعد ذلك.
ورد تقرير الطب الشرعى ليحدد أسباب الوفاة بشكل دقيق، حيث أكد أن الطفلة توفت نتيجة "إسفكسيا" الاختناق، وأنها تعرضت لحالة خنق بمنطقة العنق (أسفل الرقبة)، تسبب فى وفاتها، نتيجة منع الهواء من الوصول للرئتين، وأنه بمناظرة الجثمان وتوقيع الكشف عليها تبين أن الواقعة غير متصورة الحدوث على النحو الوارد بأقوال الجدة والأب، وأنها لا يمكن أن تتوفى الفتاة بـالـ"إيشارب"_المتحفظ عليه بقرار النيابة_والذى ادعت الجدة أنه سبب وفاتها.
وتابع تقرير الطب الشرعى الذى تسلمته النيابة العامة بجنوب الجيزة، تحت إشراف المستشار حاتم فضل المحام العام للنيابات، أن الطفلة توفيت نتيجة خنقها بواسطة أداة صلبة أو خنقها بقبضة يد، ونتيجة لما جاء بتقرير الطب الشرعى، طلبت النيابة تحريات تكميلية حول الواقعة، والتى كشفت تورط الأب والعم فى مقتل الطفلة وعليه صدر قراراً بضبطهما واحضارهما وأحيلا للنيابة التى أصدرت قراراً بحبسهم 4 أيام، جددها قاضى المعارضات لـ15 يوماً.
واتهمت فاطمة أبو طماعة خالة الطفلة، والدها (زوج شقيقتها)، بأنه قتل ابنته بمساعدة شقيقه ووالدته، وذلك أثناء إدلائها بأقوالها فى التحقيقات؛ مؤكدةً أنه فعل ذلك؛ لتقديمها كقربان بناء على أوامر من أحد الدجالين، لفتح مقبرة أثرية داخل المنزل، مستندةً فى اتهامها إلى أن الجيران أكدوا لها أنه قبل الواقعة بما يقرب من 20 يوماً، كان هناك أعمال حفر تتم داخل المنزل.
وتواصلت "اليوم السابع" مع خالة الطفلة التى قالت إنها رأت جثة الطفلة، بعدما توجهت إلى منزل والدها بعد علمهم بوفاتها، بصحبة شقيقتها (والدة الطفلة)، وكانت عيناها مفتوحة والدماء تخرج من فمها وأنفها، ودرجة حرارة جسدها كانت مرتفعة، ويوجد بها آثار كدمات فى الرأس وتورم بمنطقة القدم، مشيرةً إلى أن "منى" دائماً ما تزورها فى المنام.
وتابعت، أنها سألت الطفلة عن أعمال الحفر التى تتم داخل منزل والدها، حينما كانت فى زيارة خاطفة لوالدتها_المنفصلة عن زوجها_ يوم الاثنين قبل الواقعة بيومين، إلا أنها ارتبكت حينها، وطلبت أن تعود إلى منزل والدها، الذى لا يبعد كثيراً عن منزلهم، وأخبرتهم بأنه إذا عرف والدها بتلك الزيارة سيقتلها.