"ومن الحب ما قتل"، تلك المقولة الشائعة التى تؤدى بصاحبه إلى إزهاق الأرواح فى سبيل عشقه، فلم يكن يتخيل ذلك المتهم أن يزهق روحين من أجل غيرته الزائدة على زوجته، أو أن يزج به داخل غياهب السجن بسبب عشقه لزوجته.
الزوج العاشق كان فى أحد الأيام رفقة زوجته، وقام أحد الأشخاص بمعاكستها مما جعل الزوج فى حالة هياج وجنون مما فعله ذلك الشخص، وعلى
إثرها قام بالتوجه إليه لمعاتبته ونهره عما فعله وتطورت المشادة الكلامية إلى مشاجرة، تعدى خلالها الزوج على الرجل، وأرداه قتيلاً ، وقضى بالسجن عليه خمس سنوات.
ضرب أفضى إلى موت، هذه هى التهمة التى تم توجيهها للزوج جعلته حبيس يعانى الوحدة بعيداً عن الزوجة، وبعد خروجه من السجن عاد الزوج إلى حياته الطبيعية، ليكون بجوار زوجته ، لكن الزوجة لم تتحمل طباع زوجها، والذى تزداد عصبيته كثيراً، وهى لا تريد ذلك فتوجهت إلى منزل صديقتها لتغيب عن الزوج لفترة، وفى هذه الأثناء جن جنون الزوج من ذلك الغياب وهو ما جعله يتوجه إلى منزل والدتها، ولو كان يدرى ما سيحدث، لما كان قد ذهب، نفس الحوار الذى احتدى ليصبح مشاجرة، حاول خلالها الزوج معرفة مكان زوجته من الأم التى لم تخبره أو لم تكن تعرف المكان، جنون الزوج أزداد كثيراً،فنهر الأم بيده، ولم يكتف بذلك بل تعدى عليها بالضرب المبرح، الذى لم تتحمله، وفارقت الحياة، لتكون بذلك الضحية الثانية فى حياة ذلك المجنون.
بعد وفاة الأم نتيجة الضرب، فاق الزوج الذى أصبح متهماً للمرة الثانية التى يُزهق فيها روحاً، وكان أولاده بجواره، فأمرهم بأن لا يفشوا سره، وإن طلب سألهم أحد عن الوفاة يغيرون أقوالهم، ولكن الأم المسكينة تملئ الإصابات جسدها، والواضح أن شخصاً تعدى عليه وفارقت الحياة على يده.
تحقيقات النيابة كشفت حقيقة الواقعة بعد وصول الزوجة للشهادة، لتروى الحقيقة الكاملة أمام أحمد عاصى، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، وأنَّه عقب تلقي قسم شرطة المرج بلاغا من شرطة النجدة بوجود قتيلة داخل منزل، انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وعُثِر على جثة سيدة عجوز وبها آثار تعذيب شديدة، وبإجراء التحريات دلت أن وراء ارتكاب الواقعة زوج ابنتها بسبب هروب زوجته، وألقي القبض على المتهم، وتم ضبطه وإحالته للنيابة إلى المحاكمة بعد حبسه على ذمتها المدة القانونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة