فى خطوة جديدة على صعيد بناء المؤسسات الدستورية، والخروج من الأوضاع الاستثنائية التى فرضتها ضرورات الأمن القومى داخل ليبيا التى عانت على مدار سنوات من انتشار الإرهاب المدعوم من أطراف إقليمية بينها تركيا وقطر، أعرب القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر، عن تأييده لإجراء الانتخابات داخل بلاده فى عام 2018 ، مرحباً باستكمال العملية السياسية لبناء مؤسسات الدولة وفق الدستور والقانون.
المشير حفتر
وبعد أيام من نجاح العمليات الأمنية التى تشارك فيها قوات الجيش والأجهزة الأمنية الليبية المختلفة من تطهير مدينة بنغازى من كافة البؤر الإرهابية وتمركزات المسلحين، قال حفتر فى تصريحات تلفيزيونية إنه يرفض الدعاية المغرضة بأن القيادة العامة تقف ضد أى حل سياسى، أو تعرقل الجهود السلمية المحلية والدولية"، مشدداً على دعمه كل جهود التوافق بين الليبيين عبر الحوار.
وأضاف المشير حفتر فى كلمة موجهة لليبيين: "الحقيقة التى أود أن يعلمها الجميع، وباختصار شديد هى أننا نحن من دفع العالم إلى القبول على مضض بمسار الانتخابات كحل أساسى ومبدئى يتقدم كل المراحل للوصول إلى اتفاق سياسى فى ليبيا"، داعياً إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية "دون مماطلة ودون غش أو تزوير"، محذرا فى المقابل "كل من تسول له نفسه" من "التلاعب بالعملية الانتخابية".
نهاية الأسبوع الماضى، تمكنت القوات الخاصة الليبية من تطهير منطقة اخريبيش آخر معاقل الإرهاب فى مدينة بنغازى من الجماعات المسلحة بعد مواجهات استمرت لما يقرب من ساعتين تمكنت خلالها من تصفية القيادى الإرهابى أيمن الرملى وضبط 4 مسلحين آخرين.
جانب من المواجهات فى بنغازى
وبتحرير أخريبيش، تستقبل مدينة بنغازى الليبية العام 2018 خالية بشكل كامل من الإرهاب فى ظل الانتصارات التى تحققها القوات المسلحة الليبية وأجهزتها الأمنية بشكل متتالى ضد تنظيم داعش والمليشيات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات.
وعلى مدار ست سنوات، عانت الدولة الليبية من وباء الإرهاب المدعوم من تركيا وقطر، فى مؤامرة تهدف إلى تفتيت الدولة وضرب مؤسساتها والإضرار بدول الجوار الليبى وفى مقدمتها مصر.
وعقب إطلاق المشير حفتر للعملية العسكرية فى الشرق الليبى والإعلان عن البدء فى تشكيل جيش وطنى ليبى، بدأت القيادة القطرية ممثلة فى أمير قطر السابق ونجله تميم بن حمد فى تشكيل كيانات مسلحة موحدة تقاتل تحت راية واحدة، ووفرت الدوحة المال والسلاح ومعسكرات التدريب للكتائب المسلحة التى أطلقت عملية "البنيان المرصوص" بذريعة محاربة داعش فى سرت، وهى الحرب المزعومة التى كانت مدعومة بطيران أمريكى دمر المدينة الأهم فى ليبيا وسط صمت دولى.
تميم وأردوغان رعاة الإرهاب
التحركات الأمنية الناجحة فى شرق ليبيا والانتصارات المتتالية ضد التنظيمات الإرهابية دفعت وزارة الخارجية فى الحكومة الليبية المؤقتة للإشادة بـ"تحرير بنغازى"، مشيرة فى بيان لها مساء أمس إلى أنها "تشارك الشعب الليبى الأبى انتصاراته واجتثاث شأفة الإرهابيين بانتهاء العمليات العسكرية فى بنغازى بمنطقة إخريبيش ثأرا لأبناء الشعب الليبى من كافة المدن والقرى التى اكتوت بلعنة تلك الجماعات المارقة عن قيم ديننا الحنيف وأعراف وتقاليد مجتمعنا الليبى العريق".
وأشادت الخارجية بالتضحيات التى قدمها أبناء الشعب الليبى من مؤسسة الجيش الوطنى الليبى العظيم، وكل من سانده فى المعركة المقدسة من أشقاء عرب تعتملهم نخوة آباءهم وأجدادهم وعقيدة إسلامية نبراسها تعاليم الإسلام الحقيقى الذى لا يقبل لا الإرهاب ولا التطرّف.
وبالتزامن مع الانتصارات المتتالية ، تتأهب مدينة بنغازى لاستقبال مؤتمراً إقليميا لإعادة الاعمار فى مارس المقبل لإعادة تأهيل المبانى والمنشئات الحيوية فى ثانى أكبر المدن الليبية مساحة والتى تضررت بشكل بالغى من الموجهات الممتدة منذ ما يزيد على 6 سنوات كاملة.
أهالى بنغازى فى تظاهرة ضد الإرهاب
وقال منظمو المؤتمر إنه سيعقد تحت مسمى "المؤتمر والمعرض الدولى لإعادة إعمار مدينة بنغازى" فى الفترة من 19 إلى 21 مارس.