أنهت محافظة الأقصر إستعداداتها لإحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الكريسماس، عبر تجهيز الغرف والمطاعم وقاعات الحفلات بالفنادق المختلفة، ووضع صور وأشجار الكريسماس فى مداخل ومخارج الفنادق، كما أعلن محمد بدر محافظ الأقصر حالة الاستنفار القصوى استعدادا لاحتفالات رأس السنة بتجهيز جميع المرافق فى مختلف ميادين وشوارع المحافظة استعدادا للوفود الأجنبية والمصرية.
عروض التنورة خلال احتفالات السنة الجديدة بالاقصر
وفي هذا الصدد أكد محمد بدر محافظ الأقصر، أنه بحث مع قيادات أمن الأقصر والسياحة والآثار والفنادق المختلفة كافة سبل إنجاح أعياد الميلاد مع إنطلاق الموسم السياحي الشتوي، حيث وجه بضرورة تكثيف التواجد الأمني بمحيط الكنائس والمعابد والمقابر الفرعونية وكذلك الفنادق التي تحتفل بأعياد الكريسماس بحفلات ساهرة حتي الصباح، لضمان أكبر تأمين للجميع خلال الإحتفالات، مؤكداً علي رجال مديرية الصحة بخروج حملات مكثفة لقطاع الطب الوقائى على الفنادق والمطاعم لضمان جودة الأطعمة المقدمة للسياح.
عروض فنية فرعونية في الاقصر احتفالات بالعام الجديد
وأعدت مديرية أمن الأقصر خطة أمنية محكمة للسيطرة علي الأوضاع وضمان أكبر تأمين للكنائس خلال إحتفالات أعياد رأس السنة والكريسماس بمختلف مدن وقري المحافظة، حيث أعلن اللواء مصطفي صلاح الدين مدير أمن الأقصر رفع درجة الاستعداد القصوى لتأمين الإحتفالات فى جميع قطاعات الأجهزة الأمنية المختلفة لخدمة المواطنين قبيل وأثناء الأعياد، وأضاف اللواء مصطفي صلاح الدين مدير أمن الأقصر بأن الخطة التي تم إعدادها خلال لقاء موسع مع قيادات البحث الجنائي وقيادات الأقسام المختلفة والأمن المركزي والمرور والحماية المدنية للإنتشار في محيط كل كنيسة ودير بالمحافظة خلال الأعياد، وتواجد سيارة إطفاء أمام كل كنيسة للتدخل الفوري حال حدوث أي حرائق كما حدث الأسبوع الماضي بوسط مدينة الأقصر، ويشارك في الخطة رجال المباحث العامة، ومباحث التموين والمرور والمرافق والبحث الجنائى، حيث تم التشديد على إدارة البحث الجنائى بالمديرية ومأموري الأقسام بتشديد الأمن والحراسة والخدمات السرية على جميع دور المناطق الحيوية والكنائس.
الفراعنة وإحتفالات رأس السنة الميلادية
أما في جانب احتفالات القدماء المصريين برأس السنة فيقول الطيب غريب كبير مفتشي معابد الكرنك، أن الفراعنة اتخذوا السنة النجمية لقياس الزمن، واحتفلوا بعيد رأس السنة 11 سبتمبر من كل عام، حيث أنهم وجدوا الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجمة الشعرى اليمانية تظهر فى الأفق مع شروق الشمس فى نفس اليوم الذى يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر حين ذاك، حيث كان الفلكيون المصريون"المتطلعون إلى السماء" واعتبروا أن الفيضان هذا هو دموع ايزيس ببكائها على زوجها ازوريس كما هو معروف فى الأساطير المصرية القديمة، وعلى أساس هذا رتبوا العمليات والزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من 365 يوم وتقسيم السنة إلى إثنى عشر شهرا وكذلك الشهر إلى ثلاثين يوما مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع عشرة أيام وكذلك قسموا اليوم إلى ساعات .
الأقصر تنهي إستعداتها للإحتفال بأعياد "وبت ورنبت ونفرت" رأس السنة الجديدة
ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، أن الفراعنة كانوا يحتفلون برأس السنة الجديدة لمدة 5 أيام متتالية، حيث كانوا يحرصون خلال الإحتفالات علي إستقبال السنة الجديدة بالمحبة والمودة ونسيان الخلافات القديمة، فيتسابق المتخاصمون فى ليلة رأس السنة مع محبيهم، كل نحو خصمه، أو عدوه، فيقتسم الضيف مع مضيفه، أو الخصم مع عدوه، كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء والمحبين.
ومن مظاهر الإحتفالات برأس السنة لدي الفراعنة القيام بإعداد حفلات الزفاف والزواج لشباب المدينة، وكانوا ينظمون عروض فنية بالزهور ويتناول مأكولات الأسماك المجففة والبط والأوز من الصيد ويتم عمل حفلاء شواء في المزارع لديهم، وكذلك يخرجون للحدائق والمتنزهات والحقول للترفيه عن أنفسهم، ويتوجهون للمقابر للتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم ويقدمون القرابين للآلهة والمعبودات، ثم يتوجهون لقضاء باقي أيام الاحتفالات في حفلات الرقص والموسيقى والغناء والألعاب المميزة لديهم كسباقات الركض والرماية والرمح وغيرها.
الفنادق تضع تماثيل بابا نويل بمداخلها احتفالات بالكريسماس
فيما أكد الباحث فرانسيس أمين في دارسة صادرة عن "مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية"، أنه كان فى مصر القديمة لكل إقليم أعياده المحلية، إضافة إلى الأعياد القومية، وكان حلول العام الجديد العيد الأهم بين الاحتفالات لدى الفراعنة الذين أطلقوا اسم "وبت ورنبت ونفرت" بمعنى عيد افتتاح السنة الجميلة) على هذا الاحتفال، لاعتقادهم أنه يوم فأل ومصيرى فى حياة البشر كونه بداية سنة جديدة، آملين بأن يكون عاماً سعيداً على البشر، وكانوا يستقبلونه بممارسة طقوس دينية وصلوات يتعبّدون خلالها لـ"حابى العظيم" كونهم يربطون تحقيق السعادة فى مصر القديمة بفيضان النيل.
ويضيف الباحث فرانسيس أمين، أن الفراعنة كانوا يضعون تماثيل الآلهة فوق أسطح المعابد لتستقبل أشعة الشمس التى يعتقدون أنها مصدر القوة والحياة لهم، وفى معبد دندرة توثق النقوش نقل تمثال "حتحور" إلى المحراب المكشوف فوق سطح المعبد حيث كانوا يقيمون احتفال "الاتحاد بقرص الشمس" فى ليلة اليوم الأول للعام الجديد، وكانت تتمثل مظاهر الاحتفال بالعام الجديد لدى المصريين القدماء فى تزيين تمثال حتحور بملابس طقسية ومصوغات متنوعة وقلادة ذهب، لتدفن أسفل الممرات السرية المقدسة فى معبد دندرة فى اليوم التالي، ويحرص الفراعنة فى صباح اليوم الأول من السنة الجديدة على تبادل قارورات المياه المستديرة التى ترمز إلى الحياة.
جانب من حفلات العام الجديد بالاقصر
حفلات مميزة تنظمها الفنادق والمقاهي بالاقصر خلال رأس السنة
أشجار الكريسماس تنتشر في فنادق الاقصر المختلفة
جانب من احتفالات الاقصر بالسنة الجديدة
المحلات تكتسي بهدايا الكريسماس في الاقصر
اشجار الكريسماس تنتشر في جميع ارجاء الاقصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة