وصلنا رد الدكتور عبد الهادى زارع، رئيس لجان الفتوى على التحقيق الذى نشر فى "اليوم السابع" عن آراء بعض مشايخ قوائم الفتوى، والتى جاء فيها هجوم حاد وتكفير للأقباط، وكذلك وجود بعض من دافعوا عن محمد مرسى ضمنهم ووصفوا معارضيه بالبلطجية الفاسدين، وكذلك حرموا بعض معاملات البنوك.
ومن بين ما نسب للدكتور زارع سخريته من المسيحية، إذ شارك فيديو لتمثال السيدة مريم العذراء يسقط فى كنيسة، قائلا: أرأيتم تلك العقول الضالة يحملون آلههم على أكتافهم بعد أن رشوه دوكو فسقط غير مأسوف عليه، كما هاجم الدكتور جابر نصار واصفا إياه بأنه من يضيق صدره ممن شرح الله صدره للإسلام.
ونحن بدورنا التزاما بالمهنية، ننشر الرد كاملا دون اقتطاع، وكذلك تعقيب منا على رد الدكتور زارع.
**
رد الدكتور عبد الهادى زارع:جعل الله تعالى العلماءَ ورثة للأنبياء، وأمرهم بتبليغ أحكام شريعته الغراء؛ فقال سبحانه:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] فنهَى عن كتمان العلم، كما أمرهم بالقيام بالأمر بالمعروف بمعروف، وبالنهي عن المنكر بغير منكر، وبضوابطه الشرعية؛ ومن هنا لم يكن للعالم أن يسكت عما يمكنه بيانه، ولو كان ذلك في نطاق محبِّيه ومتابعيه، ولو على صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، ولذا فقد اعتدتُ النشر على صفحتي الخاصة بعض الإيجابيات للحثِّ على التمسك بها، وإظهار بعض السلبيات لبيان حكمها وتحذير متابعيَّ من الوقوع فيها، فضلا عن نشر بعض الأحكام الفقهية التي ينجلي بها ما يُساء فهمه للنص الشريف من قِبل بعض الجماعات المتطرفة، وعدم إدراكهم لمناط هذه الأحكام وكيفية إنزالها على الواقع، مع نشر بعض الردود العلمية على مثيري الفتن.
ولذا فقد ساءني ما قامت بنشره صحيفتكم الموقرة من تقرير جانبه الصواب في العنوان، والخلط في المحتوى؛ ففي تعليقي على فيديو شاهده الملايين على اليوتيوب لصنم تعبده بعضُ الطوائف في آسيا، وبينما يحملونه إذ سقط على الأرض، فبيَّنتُ أن صناعتهم لهذه الأصنام ورشها داخل الفرن؛ لهو دليل على ضعفها وأنها لا تملك لنفسها ضرًا ولا نفعًا، ويصدِّق ذلك قوله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [الحج: 73].
فأنا أعلق على وصف هذه الحالة، ولم أذكر لفظ كنيسة ولا معبد ولا مريم العذراء، ولا إساءة لمسيحي لا من قريب ولا من بعيد، ولا علاقة لها بالواقع المصري، بل على العكس إن لدينا مقالات ترجمت إلى 12 لغة تحمي العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتؤصِّل للتعايش تأصيلًا فقهيًا رزينًا مدعومًا بالأدلة الشَّرعية.. فكيف يدَّعي التقرير الصحفي بأني أتحدث عن المسيحيين؟، والسؤال أين هذا في كلامي؟! وأين هي العبارات التي تثير الفتنة الطائفية في مصر؟! ثم هل يعبد المسيحيون صنمًا أصلًا؟!! بل كأنه اتهام – من الجريدة- للمسيحيين أنهم يعبدون أصنامًا، وهو غير موجود لا في القرآن الكريم ولا في الكتاب المقدس!
وأما فيديو الأستاذ الدكتور جابر نصار؛ فالذي نشره هو موقع اليوم السابع، فلو كانت المحاسبة على التعليق، فالأولى المحاسبة على نشر الخبر وكشفه!
وكان ردُّنا على استيائه واستحيائه من تجمُّع الطلاب لصلاة الظهر، ووصفه لذلك بأنه مظهر لا يليق..، فلم يكن تعليقي هجومًا عليه لشخصه، لكنني أعلِّق على حديثه، فإن كان قد قاله فقد كان، وإن لم يكن قد قاله وكان الكلام مجتزَئًا من سياقه فإنه لا أعني بهذا التعليق التجريح فيه؛ وتعليقي واجب شرعي بصفتي مشرفًا على لجنة الفتوى، وقد طلب مني البعض أن أعلق على هذا الأمر لما ذاع وانتشر؛ إذ الصلاة ركن من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره الظاهرة، وقوله يتنافى مع قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ " متفق عليه.
فلو قال إن الصلاة مكانها الأصلي في المسجد، وأن الأمر يتعلق بالناحية التنظيمية فحسب؛ لكان مقبولًا، أما ما كان من انتقاد عام لهذه الشعيرة، وخجله منه؛ فغير مقبول، ولذا كان الرد لزامًا على مثلي.
وكذا الحال فيما يتعلق برقص الطالبات في المدرجات؛ فهو غير مقبول، وهذا مما لا يُنازع فيه.
ومما يرد في ردنا على ما هو مثار في قوله تعالى (وَلَا الضَّالِّينَ)، فإننا نؤكد أن وصف الضلال يطلق على من لا يهتدي إلى الحق سواء كان مسلما أم غير مسلم، فلا يختص بطائفة معينة، خاصة وأن القرآن الكريم قد تلطف في الخطاب مع أهل الكتاب وأمر ببرهم ومودتهم، ولا يمكن تصور أن القرآن مع هذا التلطف والرقي في اللغة أن يقصد التشنيع على أهل الكتاب بأوصاف تستفزهم، قال تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]
ولأن التعايش السلمي بين الأفراد قضية دينية قبل أن تكون وطنية قال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» رواه البخاري في صحيحه.
فالمسلم مأمور بأن يجتهد في الوصول إلى الحق وأن يتجنب كل ما يغضب الله تعالى انسجامًا مع الدعاء الوارد في أم الكتاب في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7]
وهو دعاء يردده ملايين المسلمين في اليوم عشرات المرات، فهل أثمر هذا الدعاء عدوانا على الغير، أو انتقاصا من حقوق شركاء الوطن؟!.
فهذا هو منهجنا، وهذا هو الذي ننشره ونؤكد عليه في المرصد العالمي للأزهر الشريف.
ونشكر لجريدة اليوم السابع إتاحة الفرصة للرد والبيان، وهو ما يؤكد الالتزام بالمهنية والحرفية.
كتبه ا.د/ عبدالهادي محمد زارع
أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون
ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
ـ تعقيب اليوم السابع:
الدكتور عبد الهادى زارع رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، احتراما منا لمهنتنا وقارئنا قبل أى شىء، نشرنا رد سيادتكم كاملا غير مقتطع، كما كتبته دون أدنى تحرير منا، ولكن لنا تعقيب واستفسارات، نتمنى أن يتسع صدركم لها:
1- نستعجب من سيادتكم أن تنكر أن الفيديو كان لكنيسة، بينما قمت سيادتكم بالقول نصا لفريق التحرير حين راجعك فى المحتوى هاتفيا، ما نصه: " أنتم كمان هتدافعوا عن كنايس برة".
2- للأسف لن يتمكن القارئ للرجوع لصفحتك لمشاهدة الفيديو ليعرف إن كانت كنيسة أم لا لأنك ببساطة حذفته، وحذفت كل المنشورات التى تناولها التحقيق تلك تهاجم الدكتور جابر نصار وتعليقاتك المسيئة على مشاركة عميد كلية الآداب جامعة دمنهور لطلابه بالغناء، ولا نعرف لماذا حذفتها إذا كانت لا تدين سيادتكم بأى شيء، لا نرى معنى أن يحذف الشخص منشورا يراه صائبا ولا يدينه!.
3- حذفت "التعليق المسىء" لكننا لا نزال نحتفظ بنسخة منه فضلا عن الفيديو الأصلى مازال موجودا على الصفحة التى نشرته عبرها وحمل اسم "تمثال أم الإله"، ونحن آسفون مضطرون لأن نضع رابطا للفيديو المسىء هنا، ليعرف القارئ إن كانت "كنيسة" أم معبد لطائفة فى آسيا.
4 - من حقك كرجل دين أن تعترض على الغناء والرقص وخلافه، لكن أن تتشفى فى ضحايا حفلة سقطت عليهم المنصة، وتقول أن الله أرسل عليهم ريحا عاتية مشبها إياهم بقوم عاد وثمود، أو أن تصف عميد كلية الآداب بجامعة دمنهور، بأنه ضاعت هيبته، وأن تقول فى وصفه "وصبح على العميد ونقط شوبش"، فهذا أسلوب نربأ أن يصدر من رجل ذو منصب هام فى الأزهر الشريف، من المفترض أن يكون قدوة فى "الدعوة إلى الله بالمعروف والحسنى"!.
5- الفيديو المسىء للدكتور جابر نصار ليس من نشره "اليوم السابع"، الذى قمت بمشاركته علي صفحتك الخاصة كان منشورا عبر صفحة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية تسمى "بصمة بوست"، والتى اقتطعت الحديث من سياقه، فيما سارعت أنت باتهامه بالخجل من الإسلام، و "ضيق صدره وحرجه ممن شرح الله صدورهم للأسلام"، وبأنه هدم مساجد الكليات، أليس الأولى بسيادتكم أن تتبين، وأن تراجع الرجل، أن تستوضح منه عما قال، بدلا من أن تتسرع وتصفه بضيق الصدر ممن شرح الله صدورهم للإسلام، ثم تقول فى ردك هنا وبمنتهى البساطة: "إن كان لم يقل فلا أعنى التجريح"، تتهمه بتهمة خطيرة تشكك فى دين الرجل وإيمانه، ثم تعود فتقول بعدها "إن لم يقل فلا أعنى التجريح"!.
6- شكرتنا فى نهاية ردكم على إتاحة الفرصة للرد، وأكدت على التزامنا بالمهنية والحرفية، لكن لنجعل القارئ يرى كيف وصفتنا عبر صفحتك على موقع الفيس بوك؟.
عدد الردود 0
بواسطة:
برررم
يااااااحلاوة
وتقوللي الإرهاب جاي منين؟؟؟؟ الإرهاب الفكري و منابع الأفكار المتطرفة العفنة هم السبب الرئيسي.... ياسيسي شوفلك حل في خفافيش الظلام دي......