محمود سليمان يكتب : طرق الريف مصائد للموت والخطر

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 06:00 م
محمود سليمان يكتب : طرق الريف مصائد للموت والخطر طرق الريف مصائد للموت والخطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقود طويلة من الزمن والريف المصرى يعانى من تدنى وتردى واضح فى كم ومستوى الخدمات رغم أن سكان الأقاليم يمثلون اكثر من ثمانين بالمائة من عدد سكان مصر . لكن نصيبهم كان دائما الإهمال خاصة القرى والتقسيمات الجغرافية التى تصغرها حتى باتت حركة السير فى الطرق الريفية تمثل نوعا من الخطر الشديد الذى يواجهه المواطنين وابنائهم بشكل يومى بعد أن شهدت هذه الطرق حاله غير مسبوقة من الاعتداء عليها حتى تناقصت مساحتها العرضية بشكل لافت للنظر فى ظل غياب وتجاهل واضح من الجهات الإدارية المسئولة .
 
حتى أصبحت ظاهرة يعانى منها سكان الريف فى معظم قرى مصر وفى معظم المحافظات ايضا وهنا يبرز السؤال لماذا اعتدى الناس على الطرق التى تعد منفعة عامة للجميع ؟ اعتقد أن نقص الوعى كان السبب الاول فى تلك الظاهرة ففى الوقت الذى يقبل فيه مواطنو دول العالم بنزع الملكية لصالح المنافع العامة يأبى مواطنو الريف المصرى أن يتركوا الطرق والمنافع العامة على حالها بل تسابقوا فى الاعتداء عليها حتى تناقصت إلى النصف تقريبا بعد أن اعتدوا ايضاعلى الترع والمصارف المحيطة ولم يجدوا رادعا من الجهات الإدارية المسئولة التى تقاعست عن القيام بدورها فى هذا الصدد والتى نخر الفساد فى جسدها ردحا من الزمن فكانوا هم انفسهم سببا رئيسيا فى هذه الظاهرة بعد أن أمن الناس العقاب وغابت الجهات الإدارية ويئس بعض الناس من الداعين إلى الحفاظ على المنفعة العامة وانصرفوا إلى شؤون حياتهم بعدما لم تنصفهم جهات الادارة ولم تردعهم القوانين فمن يحصلون على احكام يعانون الامرين لتنفيذها حتى تسقط بمضى المدة المعتبرة قانونا 
 
ان كانت القوانين وجهات الادارة لم تنجح فى الحفاظ على المنافع العامة مثل الطرق والترع والمصارف فأين ضمير المعتدين ولماذا غاب امام هذه الممارسات ؟ ولماذا هناك حالة من الفصل بين التدين والاخلاق وبين الاعتداء على المنافع وكأنها حق مكتسب رغم أن حرمة الاعتداء على المال العام اكثر خطرا وحرمانية من الاعتداء على المال الخاص فالبعض من هؤلاء المعتدين ممن يعتلون المنابر ويتبنون الفضيلة فى اكثر من محفل ومكان ويحافظون على الصلوات ويحجون ويعتمرون ويعظون ويرشدون 
 
ما هذا الخلط فى الفهم الانسانى المليء بالممارسات المتناقضة والمغلوطة ومن المسئول عن غياب الوعى وتغييب الضمير وكيف السبيل إلى تعظيم حرمة المال العام وفى مقدمتها الطرق التى يسلكها الناس وتعرض حياتهم واموالهم للخطر خاصة أن معظمها يعانى من التصدع الذى يصل إلى حد التهالك الذى لا تلتفت اليه الجهات المسئولة الا بعد عدة كوارث. 
 
مطلوب من الإعلام الذى يلهث فى بعض الأحيان خلف ملفات تافهة ويعظم صغائر الأمور أن يلعب دورا إيجابيا تجاه تلك الملفات الهامة التى تمس حياة المواطنين بشكل مباشر عليه استعراض تلك القضايا عبر البرامج والندوات والتحقيقات وان يطرح تلك الظاهرة ويناقش تداعياتها المستقبلية ويقترح الحلول من خلال المختصين عليه ايضا أن يواجه المسئولين ويدعوا لتفعيل القوانين . وهو معنى ايضا بإبراز أوجه الفساد والتراخى الذى تتسبب فى الظاهرة وما يماثلها من ظواهر اخرى كما يجب عليه أن يتبنى برامج توعوية تضع الناس امام مسئوليتهم وتوقظ الضمير الغائب والمفاهيم المغلوطة التى توارثتها الأجيال حتى باتت معظم طرق الريف مصائد للموت والخطر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة