لم يكن يتخيل الطفل محمد ذو الـ 10 سنوات أن يكون سبباً فى لفت نظر المسئولين بمحافظة كفر الشيخ وأصحاب القلوب الرحيمة التى أبدت استعدادها لمساعدته فى إعادة بناء المنزل الذى يقطنون به والذى لا يصلح للمعيشة نظرا للشروخ والتشققات التى تملأ جنباته، بالإضافة إلى أن سقفه بعروق خشبية، ويعانون من هطول الأمطار فى فصل الشتاء، يقطن به الطفل ووالدته وشقيقته وجدته، فكل ما يوجد بالمنزل يدل على الحياة البسيطة فهو مكون من 3 غرف وحمام غير آدمى، فالجدران متشققة وعروق الخشب بالسقف تكاد أن تسقط علينا ونعانى حال هطول الأمطار.
وفى أحد جنبات المنزل بقرية شالما البلد التابعة لمركز سيدى سالم التى تقطنها الأسرة، ترقد هانم أحمد عبد الخالق، جدة الطفل المريضة والتى تعانى من عدة أمراض، ولا تتقاضى معاشا يساعدها على المعيشة وعلى توفير علاجها، وتتقاضى فقط نجلتها معاشا للأرامل من التضامن الاجتماعى.
محمد يبحث عمن يشترى كليته لعلاج جدته
قال الطفل محمد، أن مرض جدته هو الذى حرك بداخله فكرة بيع كليته لأنها هى التى ربته وتكفلت برعايته هو ووالدته وشقيقته بعد والده، مؤكداً حاول توفير مايسد حاجتهم ولكنه صغير لا يجد العمل فترك المدرسة وجاءت الفكرة فى عرض كليته للبيع، وعندما علمت جدته ووالدته رفضا الفكرة.
وأضاف الطفل خرج دون علم جدته ووالدته وتنقل بين القرى القريبة، لعله يجد الحل لتبديل حالة أسرته، ولكنه لم يجد من يشترى كليته، لعلاج جدته وإعادة بناء منزلهم، ووجد تعاطفاً من الأهالى ولكنه عاد عندما علم أسرته تبحث عنه، وعمل بورشة ميكانيكا.
وأضافت هانم أحمد عبد الخالق، جدة الطفل، أنها رفضت فكرة حفيدها محمد عندما أخبرها بأنه سيبيع كليته وخرج للقرى المجاورة دون علمها وبحث عنه أهل الخير من أهالى القرية وأعادوه، مؤكدة أن المنزل الذى يقطنون به لا يقيهم برد الشتاء ولا الأمطار، ولا يوجد دخل للأسرة إلا معاش لنجلتها فقط، والذى لا يكفيهم، مؤكدة أنها تتمنى من المسئولين الموافقة على صرف معاش تكافل وكرامة لها لتساعد نجلتها وحفيدتها على الحياة، وتوفر لنفسها الأدوية التى لا تستطيع توفيرها.
وأكد الشيخ سامى مشعل، خطيب، أن أسرة محمد تقطن فى منزل متواضع جداً وهى أسرة تعيش تحت خط الفقر، فحالة أسرة محمد صعبة للغاية فهم ليسوا من القرية، وأقاموا فيها منذ حوالى 14 سنة، ومعرفته بالأسرة عندما طلبت منه البحث عن محمد الذى خرج لبيع كليته وبالفعل استطاع إعادة الطفل.
وأضاف مشعل، أن أحد فاعلى الخير أعلن تبرعه ببناء منزل الأسرة، جزاه الله خيراً، وأيام قليلة بإذن الله سيتم البدء فى الإنشاءات وإقامة المنزل، وأنه يتابع ما سيقرر اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ للأسرة، وهو مرافق لهم ولن يتخلى عنهم، وأنه يدعو الله أن يجازى أهل الخير الجزاء المناسب.
قال السيد مسلم مدير عام التضامن بكفر الشيخ، أنه تلقى تعليمات من اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ لصرف مساعدة فورية لأسرة محمد كما جارى إجراء الكشف الطبى على جدة الطفل هانم عبد الخالق وعمل الإشاعات اللازمة لصرف العلاج اللازم، مؤكداً أنه وجه مدير التضامن بسيدى سالم باتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل معاش كرامة، عقب تلقيه تقرير اللجنة الطبية الذى يثبت مرضها وعدم قدرتها على الكسب لان عمر الجدة 58 سنة، ومعاش كرامة يصرف للسيدات من سن 65 فأكثر ولكن فى حالة مرض السيدة وتقديم تقرير طبى يتم استثنائها من شرط السن، كما تم مخاطبة دار الإيمان لكفالة الأيتام لرعاية الطفلة شقيقة محمد، مؤكداً أن المحافظ يولى اهتماماً كبيرا بالأسرة.
وأضاف اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، أنه بمجرد علمه بما حدث لتلك الأسرة تأثر كثيراً وقرر مساعدة تلك الأسرة ورعايتها لأن واجب وحق أصيل لتلك الأسرة، مؤكداً أنه أمر مدير مستشفى كفر الشيخ العام باستقبال جدة الطفل وإجراء الفحوصات اللازمة وإجراء الإشاعات وعلاج الجدة، بالإضافة لتقديم كافة المساعدات، مؤكداً أنه سيستقبل الأسرة بالمحافظة ليتابعها، مؤكداً أن الطفل محمد من الأطفال ذوى الحس المرهف لذا يجب العمل على إسعاده، وتوفير ما تحتاجه أسرته.
منزل الأسرة البائسة
المنزل من الداخل
جانب من محتويات المنزل
الطفل الذى عرض كليته للبيع
الطفل يحتضن جدته
الطفل بجوار جدته
محمد تظهر عليه علامات الحيرة
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
اين الدولة ووزارة التضامن الاجتماعي من هذه الحالات
ام انهم فقط يهتمون بعلاج الفنانين والوزراء والمسئولين على نفقة الدولة - وليذهب الشعب كله الى الجحيم