الحقيقة أن المعركة لم تبدأ اليوم، بل بدأت منذ 50 عاما، وبالتحديد مع بدء التوسعات الإسرائيلية فى مدينة القدس الشرقية، فى محاولة لتهويد القدس وإجبار العالم على الاعتراف بها على أنها عاصمة إسرائيل.
ظلت تل أبيب تضغط على العالم لقبول الأمر الواقع، إلا أن الأمم المتحدة ظلت تعتبر الوجود الاسرائيلى والتوسع فى بناء المستوطنات احتلال، ورفضت أمريكا أكثر من مرة الاعتراف بالوجود الإسرائيلى بمدينة القدس الشرقية.
فى عام 1995، أقر الكونجرس الأمريكى قانونا بنقل السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى القدس، لكنه مع ذلك منح الرئيس الأمريكى حق تأجيل التنفيذ استنادا إلى معايير حماية الأمن القومى الأمريكى، وكان أول الرؤساء الذىين أجلوا تطبيق ذلك القانون هو الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
تعاقبت بعد كلينتون قرارت التأجيل التى يتم تجديدها كل 6 أشهر، وفق اشتراط القانون، ورغم تلاعب بعض الساسة والمرشحين الأمريكيين فى الانتخابات بتلك الورقة إلا أنها ظلت حبيسة الأدراج حتى جاءت معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
فى هذه المعركة وعد المرشح –وقتها- دونالد ترامب بالموافقة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووعد المرشحين بتنفيذ ذلك القرار المؤجل منذ أكثر من 20 عام، لكن أحدا لم يتوقع أن يغامر ترامب بعلاقاته مع الدول العربية والإسلامية ويعاديهم باتخاذ ذلك القرار الذى يعد أول اعتراف بأن القدس إسرائيلية.
وأعلنت السلطات الأمريكية، أن الرئيس ترامب سيعلن اليوم فى خطابه فى الثامنة مساءا بتوقيت القاهرة، عن موافقته على نقل السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى مدينة القدس، ما سيعد صدمة قوية للعرب والمسلمين، وتهديدا لعمية السلام مع تل أبيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة