افتتح اليوم الأربعاء سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبى للطيران المدنى، والرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذى لمجموعة طيران الإمارات، الدورة السابعة لقمة العرب للطيران والتى أقيمت اليوم بفندق روضة البستان فى دبي، تحت شعار "وقت التحول" لمناقشة الفرص والتحديات المستدامة لقطاع الطيران على مستوى المنطقة، وذلك بحضور أكثر من 200 مشارك يمثلون 15 دولة.
وعلى الرغم من التحديات المختلفة التى يواجهها قطاعى الطيران والسياحة فى الوطن العربي، فقد سلطت العديد من تقارير الجهات والمؤسسات الرائدة فى صناعة الطيران على إمكانات النمو القوية لهذين القطاعين فى المنطقة. حيث يشير تقرير الاتحاد النقل الجوى الدولى (IATA) إلى أنه من المتوقع أن تنمو سوقالطيران فى الشرق الأوسط بنسبة 5 فى المئة سنوياً حتى عام 2036، كما تشير التوقعات إلى أن القطاع سيشهد 322 مليون راكب إضافى سنوياً على خطوط السفر عبر المطارات الكبرى فى المنطقة وكذلك بين وجهاتها، كما تتنبأ بتوسع حجم السوق الكلى إلى 517 مليون راكب خلال هذه الفترة. يشار إلى أن المنطقةقد حصدت حصة قدرها 5 فى المئة من سوق الطيران العالمى فى العام الماضى، ونقلت 206.1 مليون مسافر - بزيادة قدرها 9.1 فى المئة عن عام 2015.
وقد رحب عادل العلى، رئيس قمة العرب للطيران، والرئيس التنفيذى للمجموعة العربية للطيران، بضيوف القمة قائلاً: "نجتمع كل عام لمناقشة الحالة المتغيرة باستمرار لصناعة الطيران وتعقيداتها. وما لاشك فيه أن الطيران العربى يتأثر بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية فى المنطقة، وتحولات الاقتصاد العالمى، والتطورات التكنولوجية وغيرها من العوامل، ويعكس شعار القمة هذا العام "حان وقت التحول" هذا التطور المستمر فى المنطقة. واليوم نتناول قضايا الاستدامة فى صناعة الطيران والتحديات والفرص التى تواجهها على المدى القصير والمدى البعيد".
وقد شهد هذا العام العديد من التغييرات التى أثرت بشكل كبير على قطاعى الطيران والسياحة بما فى ذلك إدارة الحركة الجوية، وارتفاع الضرائب والبنية التحتية للمطارات، الأمر الذى أدى إلى تحولات رئيسية فى نماذج الأعمال مدفوعة بالتغيرات الاقتصادية ومتطلبات العملاء وضغوط التكاليف. وتسلط القمة الضوء علىالدور الذى تقوم به القوى الرئيسية فى تطوير مجال الطيران العربى، وكيف يمكن بالمزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص فى المنطقة من تحقيق الاستغلال الأمثل للإمكانات الموجودة فى المنطقة والوصول إلى نتائج متقدمة.
وفى كلمته أمام القمة أوضح سمير الدرابيع مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج قائلاً: "عند الحديث عن المنطقة العربية والطيران المدنى فنحن نتحدث عن منطقة تحقق منذ عام 2011 أسرع معدلات نمو فى عدد الركاب وحركة البضائع مقارنة بباقى المناطق وتمتلك حالياً 10 فى المئة من حركة المسافرينعلى الصعيد العالمي. كما يعد الطيران المدنى محرك رئيسى للنمو الاقتصادى فى الدول ومحرك كبير لزيادة النمو السياحى والتجارى. حيث تعتمد أكثر من نصف السياحة الدولية وحوالى ثلث التجارة العالمية على النقل الجوى، ويدعم الطيران حاليا أكثر من 2.4 مليون وظيفة و157 مليار دولار فى الناتج المحلى الإجمالى لمنطقة الشرق الأوسط."
وتشير توقعات شركة إيرباص للسوق العالمية، التى تم إصدارها هذا العام، أنه من المتوقع أن يزيد حجم أسطول المشغلين فى الشرق الأوسط أكثر من الضعف ليصل من 1250 إلى 3320 طائرة خلال العقدين القادمين، وبحلول عام 2036، سيكون هناك 95 مدينة كبرى، تغطى 98 فى المئة من الخدمات لرحلات المسافات الطويلة فى العالم. كما يشير التقرير إلى أن المدن الخمس الكبرى فى الشرق الأوسط ستتضاعف إلى 11 مدينة على مدى العشرين سنة المقبلة.
كما يعتبر التقرير قطاع صيانة وإصلاح وعَمرة الطائرات فى الشرق الأوسط نقطة مضيئة أخرى تنمو بوتيرة متسارعة مقارنة بالمتوسط العالمى، كما أنها تعمل على إيجاد آلاف الوظائف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا القطاع بحلول عام 2025، مرتفعاً بنسبة 7.4 فى المئة سنوياً ليصل إلى 10.2 مليار دولار أمريكى على مدى العقد المقبل.
وتعليقاً على دور قوى السوق فى تطوير قطاع الطيران العربى، عقب السيد عبدالوهاب تفاحة الأمين العام للاتحاد العربى للنقل الجوى قائلاً: "إن تطوير صناعة الطيران أمر غاية فى الأهمية، حيث يسهم بشكل مباشر فى النمو الاقتصادى، ويساعد فى خلق فرص العمل وزيادة الفرص التجارية فى جميع القطاعات تقريباً.ولكن هذا لن يحدث من خلال سياسات الحماية المتشددة أو عن طريق منع اللاعبين الرئيسيين من الأسواق العالمية أو الإقليمية. وفى الوقت الذى نواجه فيه تحديات كثيرة فى الوقت الحالي، بما فى ذلك إدارة الحركة الجوية، وتحرير المجالات الجوية، والضرائب والرسوم المتزايدة، والمطارات الثانوية وغيرها، علينا أننعمل معاً لجلب المزيد من المنافع الاجتماعية والاقتصادية لمنطقتنا العربية".
وأضاف تفاحة قائلاً: "نحن بحاجة إلى التعلم من نموذج دبى لأنها نجحت فى تشكيل ثقافتها الخاصة، والتى اشتركت فيها الحكومة ليس فقط فى وضع سياسة السماء المفتوحة ولكن ايضاً فى تطبيق سياسة الانفتاح. لقد قمنا بخوض تجربة سياسات الحماية المتشددة وأثبتت فشلها لأنها تضعف الاقتصاد دون أن تقويه كمايعتقد البعض. ولنا فى دبى قدوة حسنة فى نجاحها فى تجربة الانفتاح والتخلص من السياسات الحمائية".
وقد تضمنت القمة مجموعة من الكلمات وحلقات النقاش وورش العمل التفاعلية لتقديم رؤى هامة حول ديناميكية السوق التى تشكل مستقبل صناعة الطيران والسياحة فى العالم العربي. كما سيتم رصد النتائج والمخرجات التى توصلت إليها القمة من خلال تقرير يتم تقديمه إلى الهيئات التنظيمية وصناع القرار. ويعدالتقرير السنوى الصادر عن قمة العرب للطيران مرجعاً رئيسياً لقطاع الطيران.
وتضمنت القمة العديد من المتحدثين من بينهم غيث الغيث، الرئيس التنفيذى لشركة فلاى دبي، ستيفان بتشلر، الرئيس التنفيذى للخطوط الجوية الملكية الأردنية، جيف ويلكنسون، الرئيس التنفيذى لشركة الأردنية لصيانة الطائرات "جورامكو"، أوغان أودريكسول، كبير الموظفين الفنيين، دبى لصناعة الطيران، احمدالقناوي، المدير العام MSI لصيانة الطائرات، وبيكرام باتانيك، كبير مستشارى المنتجات والحلول العالمية، ماستركارد.
جدير بالذكر أن قمة العرب للطيران هى مبادرة لقطاع الطيران بدعم من القطاعين العام والخاص، وتعد القمة واحدة من أبرز الفعاليات على أجندة قطاعى الطيران والسياحة فى المنطقة، حيث تستقطب القمة مجموعة كبيرة من صناع القرار والنخب والخبراء للمشاركة فى حوار مهنى وهادف حول أحدث الاتجاهات، كماتلعب القمة دوراً فى تطوير قطاعى السفر والسياحة فى العالم العربى من خلال تسهيل الحوار البناء للتعاون بين القطاعين العام والخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة