في الكنيسة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من ترك الحياة الدنيا وترهب في الدير، ومنهم من اختار أن يخدم العالم بعمله والكنيسة بنذوره فكان له ما أراد، ومن هؤلاء ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي للأقباط الذي وافته المنية فجر اليوم بشيكاغو بعد صراع مع المرض
باسيلى الذى ولد فى 14 سبتمبر عام 1940، يعتبر من رواد صناعة الأدوية فى مصر فهو صاحب شركة آمون الرائدة فى هذا المجال ويرأس غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات.
ثروة باسيلى التى اقتربت من الثلاث مليارات لم تكن وليدة الصدفة أو الإرث بل جاءت نتاج رحلة عمل طويلة لرجل عصامي بدأ حياته صيدليًا بمدينة أسوان بعدما حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة القاهرة عام 1967 وافتتح صيدليته الأولى في صعيد مصر
عبر مكتب صغير لتوزيع الأدوية الأجنبية أسسه صيادلة أخرين، تمكن باسيلي من تأسيس عدة شركات حنى أسس شركته الكبرى آمون رائدة صناعة الدواء فى مصر.
طوال تلك الرحلة من العمل في مجال البيزنس والاستثمارات لم ينس باسيلي كنيسته بل كان قريبًا يلبي مطالبها وينفق عليها بسخاء حتى لقبه الناس بإبراهيم الجوهري العصر الحديث، والجوهري هو الرجل الذي عمر عشرات الكنائس والأديرة زمن الحملة الفرنسية
كان باسيلي يشغل منصب وكيل المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس ولكنه في الوقت نفسه يرفض الشطحات الطائفية ويؤمن إيمانًا عميقًا بقضية المواطنة ، وأسس لجنة تحمل اسم لجنة المواطنة كانت تتدخل لحل الكثير من المشاكل التي تقع بين المسلمين والأقباط
إلى جوار ذلك، شغل باسيلي منصب عضو مجلس الشورى بالتعيين وكان يرى عدم وجود ضرورة لإصدار قانون لدور العبادة وإنما تبنى دور العبادة في إطار قانون المباني الحالي لنتجنب أي استثناءات قد تضع عراقيلًا أمام بناء المساجد والكنائس
لم تتوقف خدمة باسيلي للكنيسة عند هذا الحد، بل رأى بعقليته الثاقبة، ضرورة تأسيس قنوات ناطقة باسم الكنيسة فأهدى كنيسته مجموعة قنوات ctv التي ترأس مجلس إدارتها.
عطاء باسيلي دفع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية إلى نعيه رغم ما يعانيه الأخير من آلام ناتجة عن عملية جراحية في الظهر ولكنه كان حريصًا على تقديم التعازي لأسرته معتبرًا رحيله عن عالمنا خسارة كبيرة للوطن والكنيسة
البابا قال إن خدمة باسيلي كانت كبيرة سواء في كنيسته أو أثناء رئاسته لغرفة صناعة الدواء، وكان الجميع يكن له كل احترام وتقدير، وأنه أحد الشخصيات البارزة في الكنيسة، وكان له دور مهم على مدى سنوات، وخدم مع الراحل البابا شنودة الثالث على مدى سنوات طويلة في قطاعات عديدة بالكنيسة، وأنه كان يخدم في مجال الرعاية الاجتماعية للجميع مسلمين ومسيحيين
فيما امتعنت أسرة باسيلي الذي توفي في أحد مستشفيات شيكاغو، عن الرد على أسئلة الصحفيين حول موعد ومكان دفنه ولم يٌعرف حتى الساعة هل سيعود جثمانه للقاهرة أم لا، وسواء حدث أو لم يحدث فإن الكنيسة ترى في وفاته خسارة لا تعوض