حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من مغبة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية للقدس وعزمها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدًا أن هذا القرار يعزز من تصاعد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وأن هذه الخطوة ستكون ذريعة للجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة في تكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وأضاف مرصد الإفتاء أن واشنطن بهذا القرار غير المدروس تصنع مناخًا للعنف مؤيدًا ومشجعًا للتنظيمات المتطرفة التي تلعب على عواطف المسلمين، فتتخذ من مثل هذه القرارات العشوائية مبررًا لعملياتها العسكرية بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين والعرب.
وأوضح المرصد أن القرار الأمريكي يخاطر بإثارة الغضب الشعبي والعنف في العالمين العربي والإسلامي المعارض لنقل السفارة، وربما يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك من خلال الكراهية المتصاعدة ضدها في العالم العربي والإسلامي، بسبب دعمها الكامل والمباشر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المرصد أن هذا القرار يساعد التنظيمات الإرهابية على ترويج أيديولوجيتها المتطرفة، ما يؤدي بدوره لتجنيد مزيد من المتطرفين والإرهابيين مما يعني موجة عنف لا يمكن توقعها. حيث ستنتهز التنظيمات الإرهابية هذه الفرصة لتصوِّر القرار على أنه إعلان حرب على الإسلام والمسلمين، مما يفجر حالة من الغليان لدى الشعوب الإسلامية والعربية، وتأليبها على أنظمتها والمصالح الغربية في الشرق الأوسط.
وأضاف أن هذه السياسات تؤجج لهيب الصراع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من التنافس المحتدم بين التنظيمات الإرهابية الناشطة فيها والتي تسعى إلى الاستفادة من أي أحداث لتكون في صدارة ما تزعم أنه "حركة الجهاد العالمية"،
ودعا مرصد الإفتاء واشنطن إلى العدول عن مثل هذه الإجراءات التي تقوض ما تبذله الإدارة الأمريكية من جهود لاستئناف العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن جهة أخرى دعا إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد أي تغيير سلبي في السياسة الأمريكية، إضافة إلى التعاون مع حركات التضامن ومنظمات المجتمع المدني في العالم لضمان ممارسة الضغوط على حكوماتها لإثناء الإدارة الأمريكية الجديدة عن توجهاتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة