أشعل قرار ترامب الغضب ليس فى العالم العربى فقط بل مختلف الدول التى ترى أنه قرا يفتح بوابة العنف على مصرعيها، فمنذ أن أطلق قراره الأهوج خرجت العديد من المسيرات التى تحولت فى معظمها إلى مظاهرات حب للقدس ، بلغت ذروتها اليوم حيث احتشد آلاف المحتجين فى عدة بلدان فى مسيرات الجمعة لإدانة قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فيما شددت السلطات الأمن حول سفارتى الولايات المتحدة فى البلدين.
لكن كيف خطط ترامب لمواجهة الغضب العالمى؟ فى هذا الإطار قال مسؤولون أمريكيون، لرويترز، إن الرئيس دونالد ترمب يعكف مع مسئوليه بالبيت الأبيض على الإعداد لخطة سلام قيد الإعداد لاسترضاء الفلسطينيين ووصف المسؤولان الخطة بأنها شاملة، وستتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأمريكية السابقة. وستتناول كل القضايا الكبرى بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وستتضمن طلب دعم مالي كبير للفلسطينيين من السعودية وغيرها من دول الخليج العربية.
خطة ترامب
وأكد المسئولون، حسب رويترز، أن ترامب أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوجود خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن ترضي الفلسطينيين" خلال إبلاغه بقرار الاعتراف بـ القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، حيث إنه سعى -في اتصاله مع عباس الثلاثاء الماضي- إلى تخفيف أثر إعلان القدس بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات.
وخلال المكالمة، كشف ترمب عن جهود خلف الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض -وبينهم صهره جاريد كوشنر- لوضع خطة سلام من المتوقع طرحها بالنصف الأول من 2018، والتي صارت محل شك الآن سبب الغضب الذي يسود المنطقة حاليا جراء قرار ترمب.
وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز إن ترمب أبلغ عباس بأنه يريد بحث القضايا شخصيا، ووجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض، بيد أن توقيت الزيارة لم يتضح بعد. من جهة أخرى، ذكر مسؤول فلسطيني لرويترز أن عباس أكد لترمب أن أي عملية سلام لا بد وأن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقد أثار قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها غضبا فلسطينيا وعربيا ورفضا دوليا ودعوات لانتفاضة جديدة. وزاد الغموض بشأن ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستظل في جهود السلام. وقال مسؤول أميركي إنه "إذا كان الفلسطينيون لا يزالون يقولون إنهم لن يتحدثوا فلن نطرح الخطة حينئذ".
مسيرات أمريكا
لم تقتصر المظاهرات الداعمة للقدس والفلسطينيين على الدول العربية بل وصلت لأمريكا حيث نظم عدد من المنظمات الدولية الإسلامية منها أسلمك أمريكان فلسطنيا ومركز أكشن الدولى وأكرا الأقصى ؛ وبمشاركة الجاليات المصرية والعربية عصر الجمعة بالولايات المتحدة الأمريكية مسيرة كبيرة تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين" للتنديد بقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها.
وأكدت الدكتورة إيمان وهمان من أبناء الجالية المصرية وأحد المنظمين للمسيرة، لـ"اليوم السابع"، على أن هناك جاليات أجنبية من عدة دول ستشارك فى المسيرة من دول أوروبية وباكستان والهند، مشيرة إلى حرص أبناء الجاليات المصرية والعربية على المشاركة ومنهم يسرية سالم وأمانى عبدالمنعم.
أضافت وهمان، أن المسيرة تنطلق بشوارع منهاتن والتايم سكوير بنيويورك الرابعة عصر الجمعة بتوقيت أمريكا؛ لترديد هتافات أن القدس عربية عربية ولن تكون إسرائيلية ؛ والأقصى لنا ولن يستطيع أحد اغتصاب القدس ؛ سنصمد ما حيينا من أجل القدس أرض المقدسات، وسنستمر فى دعم الفلسطينيين والوقوف معهم فى محنتهم التى هى محنة العرب جميعا.
ووقفة أمام الأمم المتحدة
أشارت أيضا وهمان لتنظيم وقفة احتجاجية من ابناء الجالية المصرية والعربية غدا امام مقر الامم المتحدة فى نيويورك ، للتنديد بقرار ترامب والتأكيد على ان القدس عربية وستظل ليوم الدين عربية ، لا لاغتصاب المقدسات وارض الفلسطينيين، وسيشارك بالوقفة اعداد كبيرة من مختلف الديانات .
يأتى هذا فى الوقت الذى قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن 11 من سفراء الولايات المتحدة السابقين لدى إسرائيل، رأوا جميعا فيما عدا اثنان، أن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خاطىء وخطير ومعيب بشدة.
وقال الصحيفة، إن المبعوثين السابقين الذين اتصلت بهم تابعوا عن كثب إعلان ترامب يوم الأربعاء الذى بدا معه أيضا نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وحتى من اتفقا على أن ترامب يعترف بالواقع على الأرض، اختلفا مع نهجه الذى يقدم تنازل دبلوماسى كبير بدون أى مكاسب واضحة فى المقابل
الغضب العالمى
ومن جهة اخرى خرج آلاف المحتجين فى إندونيسيا وماليزيا فى مسيرات الجمعة لإدانة قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فيما شددت السلطات الأمن حول سفارتى الولايات المتحدة فى البلدين، وانضم زعماء الدولتين الآسيويتين إلى الأصوات التى أدانت قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى أنحاء العالم.
وتجمع عدة آلاف من المحتجين وأخذ بعضهم يردد هتافات معادية للولايات المتحدة وأحرقوا دمية على شكل ترامب، أمام السفارة الأمريكية فى العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وفى إندونيسيا، وصل مئات المحتجين إلى السفارة الأمريكية فى جاكرتا عاصمة أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، وارتدى بعضهم الكوفية الفلسطينية الشهيرة ولوحوا بالعلم الفلسطينى فيما كبر آخرون.