تستعد محافظة الأقصر للإعلان عن كشف آثرى عالمى جديد بمنطقة دراع أبو النجا بالبر الغربى، وذلك بحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ومحمد بدر محافظ الأقصر، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من قيادات السفارات العالمية، ووسائل الإعلام الأجنبية من مختلف دول العالم، للإعلان عن اكتشاف مقبرتين جديدتين تعودان لاثنين من كبار رجال الدولة الفرعونية فى العصور القديمة.
غداً الأقصر تشهد الكشف عن مقبرتين جديدتين لإثنين من كبار رجال العصور الفرعونية
وتأتى تلك المقبرتين الجديدتين كنتاج لعمل البعثة الآثرية المصرية فى الأقصر بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى رئيس البعثة المصرية، حيث نجحت البعثة فى الكشف عن مقبرة لـ"أوسرحات" مستشار أو قاضى المدينة فى الأسرة 18 بعصر الدولة الحديثة، ومقبرة "أمنمحات" صائغ الذهب للإله آمون بالأسرة 18 أيضًا، وقيل وقتها أنه يجرى البحث عن شواهد وأختام جنائزية لمقابر جديدة فى نفس المنطقة بعد العثور على أختام لعدد من الأسماء المتوقع وجود مقابر لها، وهم (الكاتب "ماعتى" - شخص يدعى "بنجى" - شخص يدعى "رورو" - الوزير "بتاح سس").
وكشفت مصادر لـ"اليوم السابع"، أن المقبرتين الجديدتين تقعان فى محيط مقبرتى أوسرحات وأمنمحات وبالأخص فى المنطقة التى تم استكمال البحث والتنقيب فيها، حيث أعلن أحد الآثريين التوصل لمدخل مقبرة جديدة فى الأسابيع الماضية، وتضم المقبرتين اللتين تعودان لاثنين من كبار رجال الدولة بالأسر من 18 حتى 21 بالعصور الحديثة، عدد من المومياوات والأقنعة الجنائزية والتماثيل الأوشابتى الصغيرة، وكذلك أدوات وأوانى متروكة مع المومياوات، بجانب نقوش ملونة على جدران وأروقة المقبرتين وجدار مطلى بالذهب بصورة ستبهر العالم أجمع.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى وزيرى رئيس البعثة الآثرية المصرية بالأقصر، أن التصميم الطبيعى لأى مقبرة فرعونية يتكون من صالة أو فناء فى مدخل المقبرة يكون عبارة عن فناء مربع الشكل توجد داخله لوحة تحمل اسم صاحب المقبرة ومعلومات عنه فى نبذة بسيطة، بجانب تمثال مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته وأبناؤه وغيرها من تلك الأمور المعتادة فى المقابر الفرعونية بتلك المنطقة، مؤكدًا أن تلك المنطقة تعتبر واحدة من أكثر المناطق التى يوجد بها مقابر فرعونية لم تكتشف حتى الآن ويجرى العمل فيها لإظهارها للعالم أجمع.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أن هذه الاكتشافات التاريخية والمقابر التاريخية تساعد بصورة كبيرة على دعم الصورة الذهنية لمصر والأقصر، وتقوم بعمل ترويج عظيم لمصر، ويساعد على تدفق السياح من مختلف دول العالم لمتابعة ومشاهدة تلك الاكتشافات الجديدة، وهو ما تقوم بها البعثة الآثرية المصرية بصورة كبيرة مؤخرًا فى منطقة جبانة دراع أبو النجا، مؤكدًا أن كل مقبرة جديدة تخرج تساعد فى الاستدلال لمقابر جديدة بمحيطها، حيث ستشهد الأسابيع المقبلة استمرار العمل بكل قوة فى نفس المنطقة لإخراج المزيد والمزيد من المقابر التاريخية.
وأوضح رئيس البعثة الآثرية المصرية بالأقصر، أن فريق البعثة يضم 78 من رجال الآثار والمرممين والعمال، انطلقوا منذ شهر نوفمبر العام الماضى بدعم وقرار من الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والذى وافق على عودة عمل رجال البعثة المصرية فى المعابد والمقابر بالأقصر من جديد، بعد توقفها فى 14 فبراير عام 2012، أى ما لا يقل عن 5 سنوات ونصف من التوقف، ونجحت بالفعل البعثة المصرية فى اكتشاف مقبرتين هامتين بمنطقة دراع أبو النجا وهى مقبرة "أوسرحات" مستشار المدينة فى أبريل الماضى، ومقبرة "أمنمحات" صائغ الذهب الخاص بالإله آمون التى تم الإعلان عنها فى مؤتمر عالمى منذ أيام.
وقال الدكتور مصطفى وزير أنه فى مقبرة "أوسرحات" بالأسرة 18، تم اكتشاف مجموعة من "الفازات" وحوالى 1050 تمثال أوشابتى صغير، و 6 توابيت مختلفة الأحجام، وفى المقبرة الثانية الخاصة بـ"أمنمحات" صانع الذهب للإله آمون، عثر بداخلها على غرفة تضم تمثال مزدوج له ولزوجته، وهى "أمونحتب" وابنهما "نب نفر"، حيث إنه تم العثور داخل المقبرة على أكثر من 100 تمثال أوشابتى، وتوابيت خشبية ملونة ومومياوات وماسكات خشبية وتمثال أوشابتى صغير عليه رقائق ذهب، واكسسوارات ذهبية لزوجة صاحب المقبرة، كما تم العثور على "أختام جنائزية" لأربعة أشخاص لم يتم الكشف عن مقابرهم حتى الآن وهم كل من (رورو – ماعتى – منجى – بتاح مس)، و"تابوت" لسيدة فى العقد الخامس من عمرها تعود للعصور الوسطى، وهى أقدم من المقبرة بحوالى 500 سنة، و"نيش" به تمثال مزدوج لصاحبها وزوجته، ولوحة قرابين مكتوب عليها اسم شخص آخر أغلب الظن أن أحد أقارب "أمنمحات"، كما يوجد داخلها بثر بعمق حوالى 8 أمتار، يوجد داخله كميات من المومياوات والعظام داخل المقبرة مما يدل على أنها تمت إعادة استخدامها فى الأسرات 21 و22، والتى كانت فترة ضعيفة فى العصور الفرعونية، ولم يكن لها القوة لحفر مقبرة كباقى العصور، وذلك أمر متعارف عليه فى العصور التى يطلق عليها "عصور الانتقال" الضعيفة فى التعامل.
أما الدكتور خالد العنانى وزير الآثار فقد أعلن فى تصريحات صحفية، أن المقبرتين الجديدتين ستكونان مفاجأة كبيرة للعالم أجمع، حيث أن إحدى المقبرتين يوجد بها جدران عليها نقوش ملونة ستكون مفاجأة، وهذه الاكتشافات ليست الأخيرة، ولايزال هناك العديد من الاكتشافات المصرية القديمة الموجودة تحت الأرض، ونعمل بكل جهد وعلى قدم وساق لعمل حفائر بشكل مستمر لاستخراج الكنوز القديمة وعرضها فى متاحفنا، بما سيساعد بشكل كبير على ارتفاع معدل زيارات السياح لمصر.
جانب من العمل بالمقابر الجديدة بمنطقة دراع ابو النجا
الأقنعة والتماثيل والمومياوات المكتشفة بالمقابر في دراع ابو النجا