شدد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، على مركزية القضية الفلسطينية وتصدرها كافة القضايا رغم توالى الأزمات على المنطقة، مؤكدا أن استمرارها دون حل يؤثر على مُجمل الاستقرار الإقليمى، ويفتح الباب أمام تصاعد نزعات التطرف.
وقال الأمين العام للجامعة العربية فى كلمته الافتتاحية بمنتدى التعاون العربى الروسى المنعقد اليوم،الأربعاء، بأبو ظبى، "إننا نثمن دور روسيا كعضو دائم فى مجلس الأمن تجاه القضية الفلسطينية العادلة.. ونشكرها على تأييدها للقرار 2334 الصادر قبل نهاية العام الماضى".
وأشار الأمين العام إلى أن المجتمعون فى مؤتمر باريس فى 15 يناير الماضى أقروا ضرورة الإنهاء السريع للاحتلال الإسرائيلى لجميع الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وهو ما يشكل المسار الوحيد لاستقرار المنطقة وفق الرؤية التى تبنتها المبادرة العربية للسلام من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت الأمين العام للجامعة العربية إلى أن تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين الجانبين (العربى والروسى) يتطلب منا تفعيل مجلس الأعمال العربى الروسى، ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس، بما يسهم فى تطوير التعاون لتحقيق شراكة بناءة تخدم مصالح الطرفين.
وأكد الأمين العام أن الاقتصاد يظل المدخل السليم لمعالجة التحديات الخطيرة التى تواجه المنطقة العربية، قائلا تظل العلاقات الاقتصادية العربية الروسية أقل بكثير مما نطمح إليه، حيث كان التبادل التجارى بين الجانبين منذ إطلاق الدورة الأولى للمنتدى عام 2013 حوالى 14 مليار دولار، ثم انخفض للأسف بفعل الأحداث التى عصفت بالمنطقة العربية إلى حوالى 13 مليار دولار عام 2015، وهذه المعدلات لا ترقى لعمق العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية بين العرب والاتحاد الروسى والطريق أمامنا طويل لكى نصل إلى المستوى المأمول الذى يليق بعلاقة تاريخية وسياسية بهذا القدر من الأهمية والعمق.
وأوضح أن التعاون الثقافى والعلمى مع الجانب الروسى يتطلب منا مزيدا من الجهود المشتركة بهدف تعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا، وعلى رأسها العمل على إقامة المركز الثقافى العربى فى موسكو، وهو ما اعتمد فى اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى، وقد اقترحنا فى هذا الصدد تشكيل لجنة مشتركة من الجانب العربى والروسى تقوم بدراسة كافة الجوانب المتعلقة بهذا المشروع الهام.
كما أكد الأمين العام للجامعة العربية على الالتزام الصارم بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وقال من هذا المنطلق فإننا ندعم الحكومة الشرعية موقنين بأن المفاوضات هى السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية وفقا لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطنى، والقرار رقم 2216، فضلا عن مقترحات مبادرة السلام الراهنة بقيادة الأمم المتحدة ممثلة فى مبعوثها لليمن.
وبخصوص الأزمة السورية، قال أبو الغيط إن العالم بأسره يتابع بكل ألم الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وما تنطوى عليه من مآسٍ إنسانية قاسية على سوريا وشعبها، مضيفا: و"ليس مفيدا ولا سليما أن يتم ترحيل الأزمة السورية برمتها لأطراف دولية وإقليمية مع استبعاد كامل للدول العربية والمنظمة الإقليمية التى تمثلهم.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن الجميع يعلم أنه لا حل عسكرى لهذه الأزمة، ولا بديل عن عملية تفاوضية بين الحكم والمعارضة تستند إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالأخص القرار رقم 2254، وبيان جنيف (1).
وأوضح أبوالغيط أن المواقف والمساعى التى اتخذها الاتحاد الروسى فى الآونة الأخيرة، تكشف عن اهتمام لديه بالقيام بدور فاعل فى منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها المنطقة العربية.
وأكد أبو الغيط أن الدور الروسى مرحب به من حيث المبدأ، وجميع الدول العربية تسعى لعلاقات أوثق وصلات أكثر متانة مع روسيا، غير أن هذا لا يعنى استبعاد الدول العربية والجامعة العربية من الاضطلاع بأى دور مؤثر فى قضية مركزية وحيوية مثل الأزمة السورية.
وبخصوص الأوضاع فى ليبيا، قال أبوالغيط إن جامعة الدول العربية ملتزمة بوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، وتساند الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية.
وأكد الأمين العام أن الجامعة العربية تقف إلى جوار أى جهود مبذولة للعملية السياسية الجارية. مؤكدا ان المنظمة تعمل بجد على دعم أى جهود للاتفاق على الخطوات التوافقية المطلوبة من أجل تنفيذ اتفاق الصخيرات حول الحل السياسى للأزمة فى ليبيا.
وتوجه أبوالغيط بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها لأعمال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربى-الروسى، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وذلك فى مستهل كلمته الافتتاحية لأعمال المنتدى الذى انطلق بالعاصمة الإماراتية اليوم، معتبرا أن تركيبة النظام الدولى الحالية تحتم على العالم العربى وروسيا مد جسور التعاون والتضامن.
وأعرب أبو الغيط عن تطلعه من خلال هذا الاجتماع الهام إلى العمل لتطوير ودفع التعاون القائم بين الدول العربية وروسيا الاتحادية، الشريك الدولى الفاعل، الذى يربطنا به تاريخ طويل من العلاقات السياسية والمواقف المساندة للقضايا العربية.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن المقومات التاريخية والثقافية بين العالم العربى والاتحاد الروسى تمثل أرضية صلبة للبناء عليها لمواجهة الأزمات والتحديات المشتركة على كافة الأصعدة.