من الوهلة الأولى عندما تقع عيناك على سوق "القيصرية " الواقع فى مدينة "أربيل" العراقية بأقليم كردستان تظن أنك فى القاهرة وبالتحديد بشارع خان الخليلى أو شارع المعز بالله الفاطمى، ويبلغ عمر السوق الحيوى الواقع بوسط أربيل ذات الـ2 مليون نسمة حوالى 9 قرون بل هو أقدم أسواق العراق بأكملها.
جانب من السوق
ساعة بيج بين أربيل
وتتألف السوق من قاعة فسيحة مرتفعة وبابين رئيسيين هما الباب الجنوبى والباب وآخر غربى موزعين على عدة جهات ما يجعل الزائر أمام تفرعات ومداخل أخرى تصل فى نهاية المطاف إلى عدة محلات تجارية لبيع مصنوعات يدوية من الجلد والخشب والمنسوجات وغيرها، بالإضافة إلى محال لبيع الذهب والمجوهرات والعطارة والمكسرات الفاخرة والحلويات والملابس الجاهزة والمفروشات.
ساعة بيج بين بوسط اربيل
ساعة بيج بين فى العاصمة أربيل
ويعد السوق مزارا سياحيا للعرب والأجانب اللذين يزورون "أربيل" عاصمة إقليم "كردستان"، ومن المثير أن السوق متأثرا بالثقافة المصرية، من حيث الزحام، كما تجد أيضا "قهوة" يجلس فيها الشعراء والفنانيين والكتاب والأدباء على غرار "ريش كافية" والتى كان يجلس فيها الأديب الكبير نجيب محفوظ، بالإضافة إلى ذلك عندما تسير فى هذا السوق كاد لا يكون أصوات غناء أم كلثوم لا ينقطع أبدا من محل إلى محل ومن مكان إلى مكان بالسوق.
وقال أحد أصحاب المحلات فى السوق وهو بائع" مكسرات"، إن أغانى كوكب الشرق أم كلثوم لا تفارق أذانه طول اليوم، حتى أنه يلاحظ أن العديد من متجولى السوق يقفون أمام المحال لاستكمال مقطوعة تنشدها "أم كلثوم"، مضيفا أن للفن المصرى لها عراقة وأوصول على مر الزمان ولا يمكن لأحد أن ينسى أغانى "أم كلثوم".
ساعة بيج بين
سوق قيصرية
وبالقرب من السوق تقع ساعة كبيرة تلفت نظرك حتما إليها،تتشابه بشكل كبير مع ساعة "بيج بين" الشهيرة الواقعة فى العاصمة البريطانية لندن، وقصة هذه الساعة الشهرة ترجع إلى عام 2002 عندما قررت الحكومة الكردية إعادة بناء "أربيل" فوجدوا أن هناك ساعة كبيرة بالسوق مهملة إذ أنها قائمة على عمود أسمنتى كاد أن يقع على رؤؤس المارة فتقرر إعادة ترميمها وتم اختيار شكل ساعة "بيج بين" بلندن.
وقرر محافظ"أربيل" فى تلك الفترة أن يتم الاهتمام بها حتى تضبط كل محافظة أربيل ساعتهم الشخصية على هذه الساعة الضخمة التى تقع فى وسط العاصمة الكردية.
قلعة بابل التاريخية
وتقع قلعة "أربيل" بالقرب أيضًا من السوق، والتى يعود تاريخها إلى عصر الأشوريين أى إلى الألف الأول قبل الميلاد، وقد بنيت لأغراض دفاعية، حيث كانت تعد حصنا منيعًا للمدينة فى تلك الحقبة الزمنية.
ويبلغ ارتفاع القلعة 415 مترًا عن مستوى البحر، وتبلغ مساحتها 102.190 متر مربع، وقد استخدمت القلعة للصد هجوما من القبل المغول للعراق، وقد سميت أربيل بهذا الاسم نسبة إلى القلعة التى كان يطلق عليها اسم ""أربأيول".