تقع الأسرة فى العديد من الظروف الصعبة التى يكن من الصعوبة أن يتقبلها أفرادها خاصة الأطفال، ومن بين تلك الأشياء موت أحد الوالدين، فهو الأمر الذى يعجز العقل البشرى عن تقبله، فما بالك بالطفل الصغير الذى يرى الحياة بنظرة وردية وليس له عهد سابق بفكرة الموت، ويقع البعض فى حيرة من كيفية شرح الأمر للطفل، بحيث لا يتسبب فى إصابته بصدمة نفسية، ويوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، أهم ما يجب اتباعه فى مثل تلك الحالة.
طفل حزين
ويقول استشارى الطب النفسى، لـ "اليوم السابع"، إن الطرق المتبعة لإخبار الطفل بفقدان أحد الوالدين تختلف وفقاً لدرجة ارتباط الطفل بالشخص المتوفى، فكلما كان بين الطفل والشخص المتوفى ارتباطاً وثيقاً، تطلب الأمر من الشخص المسئول عن إبلاغ الطفل بالأمر التروى والحذر الشديد، فلا يعلمه بالأمر دفعة واحدة، يومكن أن يتم الأمر بالتدريج كأن يخبره بأن والده فى المستشفى، ثم يقول أنه سيخرج بعد بضعة أيام، ويتوالى بالحجج إلى أن يخبر الطفل ويصبح مهيئاً لمثل هذا الموقف.
أما إذا كان الأب مسافر ولا تربطه بأبنائه علاقة قوية أو قاسى فى التعامل معهم ووجوده مثل عدمه، فيمكن أن تبلغ الأم مثلاً طفلها بأنه لن يرى والده مرة ثانية، ورغم أنه سيشعر بالحزن، إلا أن الأمر لن يؤثر عليه أو يتسبب فى حدوث صدمة عصبية ونفسية له.
وفى كل الأحوال يجب أن يكون هناك أب بديل للأب المتوفى، وقد يلعب دوره الخال أو العم أو الجد، لأن بعض المواقف تتطلب وجود رجل حتى لا يشعر الطفل بأنه غير سوى، أو ينقصه شئ عن زملاءه مثلما يحدث فى التجمعات بحفلات المدرسة والنادى وغيرها من الأمور، حيث كلما زادت درجة قرب الأب من أبناءه، كلما قامت الذكريات بدورها فى زيادة الأسى، وعلى من يلعب دور البديل أن يدرك ذلك.