"بالرغم من إنها تسببت فى ارتفاع الأسعار، وبالتالى ارتفاع معدلات التضخم، إلا إنها قرارات شجاعة"، هذا ما قاله اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، واصفا القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الدولة مؤخرا، الخاصة بتعويم الجنيه ورفع أسعار المحروقات، والدولار الجمركى.
وأضاف الجندى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تعليقا على ارتفاع التضخم السنوى لشهر يناير ووصوله لأول مرة فى التاريخ إلى 29.6%، أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة مؤخرا، إجراءات حتمية وضرورية، خاصة بعد التضارب الكبير الذى شهده سعر الدولار فى الأشهر القليلة الماضية.
وتابع قائلا: "الدولار كان له سعران منهم واحد ضعف التانى، وكان من الصعب استمرار الوضع على هذا النحو، لذا كان من الضرورى أن تتخذ الدولة قرارات شجاعة مثل التى أقرتها مؤخرا، خاصة أن السعر السائد فى تعاملات المستثمرين وقتها كان السعر الأعلى وهو سعر السوق السوداء".
وأضاف الجندى: "بالرغم من أن معدل التضخم السنوى لشهر يناير لم يحدث من قبل بسبب الارتفاع الذى تشهده أسعار كل السلع حالياً، إلا أن هناك توقعات بكبح هذا الارتفاع خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة فى ظل انخفاض سعر الدولار حاليا، والذى سينعكس على أسعار المستهلكين".
الجدير بالذكر، انه لأول مرة فى التاريخ يسجل معدل التضخم السنوى نسبة 29.6%، حيث كانت أعلى نسبة للتضخم قبل ذلك فى شهر أغسطس 2008 "عام الأزمة المالية العالمية"، بـ25.2%، وذلك بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وقال اللواء أبو بكر الجندى إن معدل التضخم فى شهر أغسطس 2008 والذى كان يعد أعلى معدل للتضخم فى الفترة من 2008 حتى 2016، كان سببه الأزمة المالية العالمية والتى أثرت على أسعار السلع المستوردة.
وتابع: "كان طن القمح فى بداية عام 2008 يستورد بـ200 دولار، فى شهر أغسطس من نفس العام ارتفع لـ600 دولار، وهكذا، فى سلع أخرى، وهو ما انعكس على معدل التضخم وقتها وارتفع به لـ25.2%، ثم بدأ فى التراجع بعد عودة الأسعار العالمية للانخفاض مرة أخرى، ولكن تخطى معدل التضخم الحالى هذا الحاجز (25.2%)، أسبابه مختلفة تماما تعود لقرارات الحكومة الاقتصادية الأخيرة".
ومن جانبها قالت عواطف حسين، مستشار رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن أعلى معدل شهرى للتضخم السنوى فى الفترة من 2008 وحتى 2016، كان فى شهر أغسطس 2008 بنسبة 25.2%.
وأضافت أن معدلات التضخم لشهر يناير 2017 تخطت هذه النسبة بكثير، حيث سجلت 29.6%، لافتة إلى أن الزيادة خلال الشهر الماضى، جاءت بسبب ارتفاع الأسعار فى أسعار مجموعات من السلع الاستهلاكية الاساسية لدى المواطن.
وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أرجع فى البيان الصادر عنه أمس، حول معدل التضخم السنوى لشهر يناير 2017، أسباب التضخم إلى ارتفاع الأسعار فى مجموعات السلع الغذائية، ومنها مجموعة اللحوم والدواجن والتى ارتفعت بنسبة (6.4%)، ومجموعة الحبوب والخبز بنسبة (9.0%)، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (11.5%) ومجموعة الخضروات بنسبة (3.5%).
ويعنى التضخم "نسبة التغير فى أسعار السلع الاستهلاكية"، الارتفاع المتزايد فى أسعار السلع والخدمات، وهو المعروف عند العامة باسم "الغلاء"، ويظهر هذا المؤشر عندما يذهب المواطن إلى السوق ليجد أن قيمة ما يشتريه اليوم من سلعة ما ارتفعت عن الأمس.