فى شارع متفرع من شارع المستشفى - أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة العمرانية الغربية - كان يقطن "فتحى" الذى يبلغ من العمر 22 عاما، بصحبة شقيقه "أحمد" 18 سنة وباقى أفراد أسرته، كانت الأمور بينهما تسير بشكل طبيعى ولا تخلو من بعض الخلافات التى تحدث فى كل البيوت، ومع صباح يوم 25 من يناير الماضى، اختفى "أحمد" فى ظروف غامضة.
الحقيبة التى تم نقل أجزاء جثة القتيل بها
أسرة المجنى عليه ظلت تبحث عنه 18 يوما حتى ظهرت جثته فى شقة تحت التشطيب
ظلت أسرته تبحث عنه لمدة 18 يوما دون جدوى، وفى إحدى الليالى صعد والده إلى الطابق الأخير من العقار الذى يملكونه بمنطقة العمرانية، ليتابع أعمال التشطيبات فى شقة نجله الكبير "فتحى"، ففوجئ برائحة كريهة تخرج من الشقة، فتتبع مصدر الرائحة فوجدها من شنطة سوداء ففتحها ووجد بداخلها قطع لحم مقطعة إلى أجزاء صغيرة، فصُدم من هول المشهد، وأخبر زوجته وشقيقه "سامى" فصعدا معه إلى الشقة، وباستطلاع الأمر تبين لهم أن تلك الأجزاء المقطعة هى لنجلهم المفقود أحمد منذ 18 يوما.
اتصل "سامى" برجال الشرطة وأخبرهم بالعثور على نجل شقيقه المتغيب منذ عدة أيام، فحضرت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وبالتحرى تبين لهم أن وراء الواقعة شقيقه "فتحى" الذى تخلص منه بعدما اعتدى على والديه بالضرب فى اليوم السابق ليوم اختفائه، وأنه فى سبيل التخلص من جثته قام باستئجار منشار كهربائى وقطعه إلى 7 أجزاء، ووضعها فى شنطة سوداء داخل شقته التى يجهزها للزوج فيها.
الشقة التى شهدت واقعة القتل
شاهدة: "المجنى عليه كان مثيرا للشغب وأصدقاؤه حرضوه على والديه وقالوا له: "أنت مش راجل"
تقول "أم محمد" 45 عاما ربة منزل تملك محلا تجاريا فى العقار المجاور للمنزل الذى شهد الواقعة: "أحمد (المجنى عليه) كان سيئ الخلق ودائم التشاجر مع والديه، ومعتاد الشرب وتعاطى المواد المخدرة، ومنذ عام تقريبا تشاجر مع مجموعة من الشباب المقيمين فى العقار المجاور لنا، وتلقى طعنة فى بطنه كادت أن تودى بحياته، ونتيجة لذلك تدخل عدد من العقلاء فى المنطقة لتصفية تلك الخلافات، واتفقوا على دفع عائلة الشباب فدية قدرها 10 آلاف جنيه وذبح جدى كفدية تعويضا عن الأذى الذى لحق به، وانتهت الخلافات على ذلك".
وأضافت "أم محمد": "هدأت الأمور نسبياً إلا أن أصدقاء أحمد ظلوا يحرضونه على ضرورة رد تلك الفدية، مؤكدين له أن من يقبل الفدية ليس رجلا وعليه أن يأخذ حقه بيده، فشجعه ذلك على الذهاب لوالديه وطلب منهما إعطاءه مبلغ الفدية الذى تسلماه نظير الصلح، فرفضا وطلبا منه إغلاق تلك الصفحة، إلا أنه تشاجر معهما واعتدى على والديه بالضرب فى الشارع أمام الجميع، حتى تدخل شقيقه الأكبر "فتحى" وهدأت الأمور نسبيا، بعدها اختفى أحمد ولم يظهر حتى ظهرت جثته.
دماء المجنى عليه بمسرح الجريمة
وقال أشرف شهدى، والد الشباب الذين تشاجروا مع أحمد: "كان بين أبنائى وأحمد مشاكل قديمة تعود إلى سنة أو أكثر، وانتهت تلك الخلافات بعدما تدخل العقلاء فى جلسة عرفية ودفعنا فدية مالية قدرها 11.500 جنيه، ووضعنا شرطا جزائيا قدره 22 ألف جنيه لمن يسىء إلى الآخر أو يترصد له، ومن حينها عادت العلاقات بيننا طبيعية، وكنا نذهب إليهم فى المناسبات لتهنئتهم ولم تعد هناك أى عدوات بيننا، وأنا أعمل فى مصنع شمعدان وراتبى لا يتخطى الـ30 جنيها يومياً، وحتى الآن وأنا أسدد مبلغ الفدية الذى أقرته الجلسة العرفية لكى أحمى أبنائى وأحفظهم".
مسكن المتهم وشقيقه
ربة منزل: "أسرة الضحية أودعته مصحة نفسية لعلاجه من الإدمان"
وتقول "غادة.ح" 31 عاما، تقطن فى العقار المجاور للمنزل الذى شهد الواقعة: "فتحى (المتهم) لم يكن مثيراً للمشاكل وكانت علاقته طيبة مع الجميع، ولم يكن أحد يتوقع أن يقتل أخيه، الجميع فوجئ بذلك، أما أحمد (المجنى عليه) فكان كثير المشاكل ودائما على خلافات مع والديه، وحاولت أسرته علاجه فأدخلوه إحدى المصحات النفسية وكانوا يدفعون له 650 جنيها يومياً نظير العلاج، إلا أنه نظرا لضيق حالهم لم يستطيعوا الوفاء بحاجات ابنهم العلاجية، فقرروا إخراجه مجددا من المصحة التى أودع فيها، وعادت الخلافات تدب بينهم من جديد، واعتدى أحمد على والديه أمام الجميع مرة أخرى، وتدخل شقيقه فتحى وبعدها اختفى أحمد، وظل الجميع يبحث عنه.
ملابس المجنى عليه
إحدى الجيران: "فتحى كان حسن الخلق ولم يتوقع أحد أن يقتل أخيه بتلك الطريقة البشعة"
فيما تقول "داليا.ح" 36 سنة ربة منزل تقطن فى العقار المجاور للمنزل الذى شهد الواقعة: "فتحى كان شابا على خلق لم يكن مثيرا للمشاكل ولم يكن لديه أصدقاء، وكان ملتزما فى عمله، من البيت إلى العمل ومن العمل إلى البيت، أما أحمد فكان يتعاطى المواد المخدرة ويثير المشاكل، وهو ما جعله فى خلاف دائم مع أسرته، الجميع تعجب مما فعله فتحى، وكيف تخلص من شقيقه بهذه الطريقة البشعة، ربما هو لم يكن فى حالته الطبيعية حينما ارتكب تلك الجريمة، وعلى أية حال أحمد رغم سوء سلوكه وخلقه لم يكن يستحق الموت بتلك الطريقة البشعة.