عذاب البشر بين الألم و"النار".. بالصور: "اليوم السابع" يفتح ملف العلاج بالكى.. الأنواع والطرق والمحاذير والمخاطر .. مرضى: مشهود بنتائجه.. أطباء: ما كانش حد غلب.. ودار الإفتاء: الرسول نهى عنه

الثلاثاء، 14 فبراير 2017 03:42 م
عذاب البشر بين الألم و"النار".. بالصور: "اليوم السابع" يفتح ملف العلاج بالكى.. الأنواع والطرق والمحاذير والمخاطر .. مرضى: مشهود بنتائجه.. أطباء: ما كانش حد غلب.. ودار الإفتاء: الرسول نهى عنه العلاج بالكى
كتب خالد نور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم كل التقدم فى شتى المجالات، لا سيما على الصعيد الصحى والطبى، إذ شهد القرن الحادى والعشرون ثورة هائلة فى علوم الطب بمختلف تخصصاتها، إلا أن تلك الثورة الواسعة فشلت فى إيجاد علاج فعال ونهائى لبعض الأمراض، لهذا يلجأ بعض المرضى الذين يعانون من أمراض "مستعصية"، إلى الطب الشعبى أو البديل.

أسطورة الطب البديل - العلاج بالكى

أسطورة الطب البديل - العلاج بالكى
 

العلاج بـ"الكى".. ملجأ مرضى آلام الظهر والرقبة

ما زالت أسطورة الطب البديل ملجأ يلوذ إليه بعض المرضى، بعد ظهور حالات علاج آلام الظهر والرقبة بالعصىّ، وبعد استخدام الوخز بالإبر، إذ يلجأ بعض المرضى للعلاج بـ"الكى"، وتُعد هذه الآلية العلاجية إحدى طرق العلاج القديمة، وما زالت منتشرة حتى يومنا هذا عند قبائل البدو فى "العريش"، ويرجع انتشار العلاج بـ"الكى" بين القبائل البدوية، لاعتقادهم أن هذا النوع من العلاج يحقق نجاحا كبيرا، مقارنة بأنواع أخرى من العلاجات البديلة، كالعلاج بالإبر الصينية، وفى هذا الإطار يزور "اليوم السابع" أشهر المناطق المشهورة بـ"العلاج بالكى"، عبر التواصل مع "ح. أ"، أحد وسطاء المعالجين بالعريش، للوقوف على تفاصيل هذه الطريقة ومدى فاعليتها.

أسطورة الطب البديل - العلاج بالكى
أسطورة الطب البديل - العلاج بالكى


 

أبرز أنواع العلاج بـ"الكى"

يقول "ح. أ" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، إن العلاج بالكى نوعان، أولهما "الكى المباشر"، وهو الأسلوب التقليدى للعلاج بالكى، ومن المعروف أن هناك مشكلات بهذه الطريقة، إذ يسبب حروقا فى الجلد، إضافة إلى التسبب فى ظهور بثور وتلف بالأنسجة، وقد تكون هذه الحروق خطيرة لمرضى السكرى، بسبب انخفاض الإحساس ومشكلات الإصابة اللاحقة.

النوع الثانى من العلاج، هو "الكى غير المباشر"، الذى أصبح الأكثر شعبية، لانخفاض نسبة الخطر فى استخدامه، وانخفاض الشعور بالألم أو الحروق المباشرة، وذلك لوجود مسافة لا تقل عن شبر واحد بين مصدر الحرارة والجلد، ما يصل بالجلد إلى اللون الأحمر بدرجة خفيفة، دون حدوث أية حروق.

علاج بعض الامراض بالكى

علاج بعض الأمراض بالكى
 

الإعلان عن العلاج بالكى

بدأ الإعلان عن العلاج بالكى بشكل عام وواسع فى العام 1927، من خلال جامعة كيوشو فى اليابان، إذ أوضح العلماء وقتها أن هذا النوع له تأثير إيجابى على وظائف المناعة، ولكن لم تنتشر هذه الطريقة على نطاق واسع، لتأثيرها السلبى على شكل جلد الإنسان، إض تُحدث تقرحات وحروقا وعلامات وندبات فى موضع الكى.

يذكر أن فى العام 2015، شهدت مقاطعة "هوبى" الصينية تجمع 500 من المعالجين بالكى، فى إحدى ساحات قرية "تشيتشيهار"، فى محاولة لكسر الرقم القياسى العالمى فى موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، فيما يخص عدد المعالجين بالكى فى جلسة علاج واحدة، وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن منظمى الحدث تقدموا بطلب لدخول الموسوعة العالمية بأكبر تجمع للمعالجين بالكى.

اكبر تجمع للعلاج بالكى في الصين
أكبر تجمع للعلاج بالكى فى الصين


فوائد الكى وقائمة الأمراض المعالجة بهذه الطريقة

أما على صعيد فوائد العلاج بالكى وقائمة الأمراض التى يعالجها، فقد أكد لنا بعض المرضى، أن العلاج بالكى معروف ومشهود بنتائجه الفعالة جدًّا فى التعامل مع كثير من الأمراض، منها "آلام الظهر- تصلب العضلات - الصداع النصفى - التهاب الأوتار والمفاصل -  مرض النكاف - أمراض الكبد - الجلوكوما - التهاب العين - ضيق النفس – الفتاق - عرق النسا – الدمل - الحصبة - الأورام الباسورية"، ويقول البعض إن هذه الطريقة فى العلاج تساعد فى حل بعض المشكلات الصحية النسائية، مثل تقلصات الطمث والعقم والقروح والجروح السامة وشلل عصب الوجه.

مريض خاضع للعلاج بالكى:

يقول أسامة سند، أحد المرضى المتجهين للعلاج بالكى بعد مرور 5 سنوات من متابعة حالته مع المتخصصين: "أعانى من مشكلة فى الأوردة، وبعد المتابعة مع أكثر من 5 أطباء، لم أجد حلا نهائيا، لهذا نصحنى البعض باللجوء للعلاج بالكى، وبالفعل خضعت لجلستين حتى الآن، ولا يمكننى فى هذه المرحلة التأكد من أن مشكلتى انتهت بلا رجعة، ولكن أعرف حالات شُفيت تمامًا من أمراض مثل الانزلاق الغضروفى وخشونة الركبة".

ووصف "سند" رحلته مع العلاج بالكى، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلا: "خضعت لجلسة علاج بها 5 كاويات، 3 منها فى الظهر، واحدة بجوار الركبة اليمنى، والخامسة أسفل المفصل الأسفل، أو ما يسمى بالعرقوب، والعدة المستخدمة فى الجلسة كانت عبارة عن 5 مسامير بعدد الكاويات، وموقد نار، ويتم تحريك المسامير حتى تصل لمرحلة الاحمرار"، موضّحًا أن هناك بعض المعالجين يضع "بنج" كمخدر موضعى قبل عملية الكى، لتقليل الشعور بالألم.

اداوت العلاج بالكى

من أدوات العلاج بالكى


 

رأى الطب فى علاج أمراض النساء بالكى

على صعيد الرأى الطبى والعلمى فى هذه الطريقة، ينفى الدكتور عادل ندا، أستاذ مساعد أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة، واستشارى العقم وأطفال الأنابيب وعضو الجمعية الأوروبية للتناسل البشرى وعلم الأجنة، إمكانية استعمال الكى بالنار فى حالات الطمث والعقم عند النساء، موضّحًا أن هناك بالفعل استخدامًا لفكرة "الكى"، ولكن بالطرق الحديثة، وبأجهزة متخصصة، سواء عن طريق الكهرباء أو الليزر أو الكى بالتبريد لعنق الرحم والمبايض، وفى حالات خاصة يطول شرحها.

وهذا ما أكده أيضًا الدكتور شبراوى عثمان، استشارى طب الأطفال، إذ أكد عدم صحة ما يثار حول علاج مرض شلل الأطفال باستخدام الكى، سواء المباشر أو غير المباشر، متابعًا: "ما كانش حد غلب، مصر فيها حالات كتيرة من غير علاج".


 

رأى الشرع فى العلاج بالكى بالنار

الرأى الفقهى والدينى فى العلاج بالكى قد يكون صادمًا لكثيرين، من العاملين فى هذا المجال أو المرضى الذين يعلقون عليه آمالا فى تجاوز محنهم الصحية، إذ كره النبى "صلى الله عليه وسلم" العلاج بالكى ونهى عنه أيضًا، قائلاً: "أنهى أمتى عن الكى، وما أحب أن أكتوى"، وقال أيضًا: "إن كان فى شىء من أدويتكم خير، ففى شرطة محجم، أو شربة من عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوى"، والحديث الأخير يشير إلى جواز العلاج بالكى، عكس النهى الواضح فى الحديث الأول، ولكن عند الحاجة إليه وعدم وجود بديل له.

فى السياق نفسه واتصالا باستطلاع الرأى الدينى بشكل شامل، أرسل "اليوم السابع" سؤالا لدار الإفتاء المصرية حول حقيقة نهى الشرع عن هذا النوع من العلاج، فردت دار الإفتاء فى فتوى برقم 134943 لسنة 2017، قائلة: "الكى أحد وسائل الطب، قديمًا وحديثًا، وقد ورد النهى من النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن الكى، فعن عمران بن الحصين، قال: (نهى رسول الله عن الكى، فاكتويت فما أفلحت) ولكن الكى يجوز للحاجة، وبعد استشارة أهل الخبرة كالأطباء.

فتوي دار الافتاء المصرية

صورة من الفتوى 


 

تحذيرات عند الخضوع لعملية الكى

إذا تجاوزنا الرأيين الطبى والفقهى، وسلّمنا بأن كثيرين من المرضى سيخضعون للعلاج بهذه الطريقة، تحت ضغط الألم والحاجة للشفاء وعدم توفر علاج نهائى لبعض الأمراض، فمن الضرورى أن نحتكم لآراء المتخصصين فى هذا المجال وتحذيراتهم حال الخضوع للعلاج بالكى، إذ يحذر متخصصون فى هذه التقنية، تحدثوا لـ"اليوم السابع"، من بعض الأمور التى قالوا إنها معروفة ويتعين أن يتفاداها المعالج، وأبرزها تجنّب بعض المناطق الحساسة فى الجسد، مثل الأوتار والأعصاب والأربطة ورؤوس العضلات وما فوق الشرايين، وتجنب كى الجائع أو ممتلئ المعدة بشكل كبير وتجنب كىّ المرأة الحامل.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة