"فى الخيل عزّة لا يستطيع الإنسان أن يفهمها، إنها تحزن ولا تبوح"، بتلك العبارات يتحدث أبناء القبائل فى محافظة قنا، عن الخيوال، والتى يستخدمها أبناء الصعيد فى المرماح والمرماح هو سباق للخيول يتجمع فيه الشباب الصغار والكبار وغالباً يكون فى الأفراح ومولد سيدى عبد الرحيم القنائى وغيره من أولياء الله الصالحين فى المحافظة.
المرماح تراث صعيدى ورسائل فى التنافس والسباق
يبدأ السباق عادة بعد صلاة العصر، يخرج الشباب وقد امتطوا صهوة خيولهم للذهاب إلى ساحة المرماح تعلو وجوههم علياء التفاخر والعزة، يأتون من جميع القرى والنجوع بالمحافظة لحضور السباق يرتدون الزى الصعيد "الجلباب والشال الكشمير" ينتظرون مولد سيدى "السنجق فى مركز دشنا شمال محافظة قنا، للتسابق فيما بينهم يحصل الفائز على نوط الشجاعة والفروسية والتفاخر بين قبيلته وبين القبائل الأخرى التى تتجمع فى منطقة صحراوية بجوار منطقة الصعايدة شمال المحافظة.
ويقف المزمار البلدى يشجو بأغانى ذئاب الجبل والضوء الشارد وبعدها يبدأ السباق ويتجمع محبو وعشاق المرماح، وبعد أن يبدأ السباق يحاول كل خيال أن يظهر براعته فى التحكم بالعصا وجواده الذى يزينه بالسرج واللجام وزينة الخيول، التى كان العرب يزينون بها خيولهم فى حروبهم ضد الفرس والتى ظهرت فى فيلم الناصر صلاح الدين، عناصر تقييم الفارس والخيل التقطيع عند دخول الخيل إلى حلقة المرماح بعد سماعة المزمار البلدى، وإجادته الرقص على نغمات المزمار البلدي، وهناك خيول تملك العديد من المهارات وأخرى لاتمتلكها.
أنواع الخيوال مابين جلب الخير "والتعاسة"
يقول النوبى مصطفى: "أنا ليا سنين بركب الخيول، ولا أترك مرماح فى الصعيد، وغالباً بيتم عملها فى مولد سيدى عبد الرحيم القنائى ومولد السنجق بمركز دشنا، والخيل عند الصعيد فيه اعتقاد بالتفاؤل والتشاؤم، وأحنا دايما بنردد عبارة الخيل معقودة دايما بنواصيها"، بمعنى أن الحصان إلى بيكسب بنشعر بنوع من التفاؤل على صاحبه، وإلى بيخسر بيجلب الشر والتعاسة على أهله وده معتقد عند الصعايدة.
وأضاف: "المرماح عادة صعيدية موجودة من زمان، والسباق بيكون عبارة عن السرعة من الجانبين يقف كل شخص ومعه الجواد فى نقطة تحرك ومعه عصا بيده، يبدأن التحرك ويحاول كلا المتنافسان أن يصل إلى المكان الذى تحرك منه منافسه، والفائز هو الذى يصل أولا، وقبل التحرك عليهما وضع نقطة التحية للمزمار الذى يحييهما، والذى يصل أولا يكون الفائز وتتم تحية حصانه قبل الفارس للرقص على الأغانى الصعيدى.
أسماء الخيول فى ذاكرة القنائيين
يقول الحاج على حسين أحد المتسابقين: "يختار كل فارس اسما للحصان الذى يركبة أثناء السابق فى المرماح، وتختلف المسميات فيما بينهم حسب القوة التى عليها الحصان فهناك من يطلق مسميات لاعبى كرة القدم مثل أبو تريكة، الحضرى، الفرعون، البطل، الهوارى الشبح، القصبجى، الطائر، الصخرة وتلك المسميات تختلف وفق إجادة كل حصان فى السباق والمنافسة.
وأضاف أن اختيار مسميات لاعبى الكرة بدأت تظهر مؤخرا، فالحصان أبو تريكة حريف فى التلاعب بخصومة من المنافسين، ويستطيع أن يقوم بهزيمتهم فى أى لحظة، والذى اختار اسم الحضرى لأنه حصان عالى ويمتاز بالقوة، وأن منافسيه يجدون صعوبة فى هزيمته، ويهتم صاحب الخيل بالطعام ويقدم لها أجود الأغلال من القمح والشعير، والفول ويسعى للاهتمام بالنظافة الشخصية لها حتى يظهر بالشكل الأمثل عن الذهاب إلى المرماح والتنافس.
الفائز من المرماح يحصل على راية خضراء وتهتف له عائلته
الفائز فى المرماح يتم تكريمه براية خضراء وتهتف له عائلته وأنصاره بين القبائل وهو نوع من التفاخر بين العائلات وتغمره السعادة، ويقوم بتكريم الحصان بإعطائه أفضل الأطعمة نظير مجهوده فى السباق وحصوله على المركز الأول، وتظل العائلة التى ينتمى لها الفائز تتفاخر به لحين عودة المرماح مرة أخرى ويستطيع جواد آخر أن يخطف منه الراية الخضراء.
طفل يقود حصانا فى المرماح بقنا
طفل يركب حصانا بقنا
فارس يركب حصانا بقنا
أحد المتسابقين يركب حصانا فى المرماح
طفل يركب حصانا فى المرماح بقنا
ساحة التنافس فى مرماح قنا
شاب يركب حصانا فى مرماح قنا
ساحة المنافسة فى مرماح مولد السنجق بقنا
متسابقون فى المرماح القنائى بقنا
المرماح القنائى بمركز دشنا
شباب يتنافسون فى المرماح القنائى
شاب يركب حصانا أثناء المرماح
المنافسة داخل المرماح فى محافظة قنا
المرماح القنائى فى مركز دشنا
الحصان الصعيدى فى المرماح
المرماح القنائى بمركز دشنا
المرماح القنائى فى المولد