رغم محاولات التهدئة التى يسعى المسئولون الفرنسيون إليها، إلا أن الشارع الفرنسى لا يزال يشهد حالة من الغليان من الممارسات العنيفة التى تنتهجها الشرطة الفرنسية، والتى كانت آخرها الاعتداء بشراسة وعنف على شاب لم يتجاوز من عمره 22 عاما، وحتى الآن لم يتم الحكم على الضباط بعقوبات سوى وقفهم عن العمل.
وأظهرت بوضوح قضية الشاب "ثيو"، مسألة علاقة الشرطة بالشباب فى الضواحى، ومدى الكره الموجود بين كل منهما، وقالت إحدى الصحف الفرنسية أن شخصيات من المجتمع المدنى وقعوا بيانا، يطالبون من خلاله باليقظة عند انتداب عناصر جديدة للشرطة، لأن الشرطيين العنصريين لم يصبحوا عنصريين بفعل صعوبة مهمتهم الأمنية، لكنه سلوك نشأوا عليه.
وخرج مساء أمس الأربعاء، مئات المتظاهرين فى مختلف شوارع شمال العاصمة الفرنسية باريس، لإدانة أعمال العنف التى مارستها الشرطة الفرنسية فى إطار قضية الشاب ثيو، والمطالبة بمحاكمة الضباط بحكم شديد القسوة.
جانب من التظاهرات
وخلال التظاهرات، وقعت صدامات بين المتظاهرين وعدد من فرق الشرطة المكلفة بتأمين الشوارع وفرق فض الشغب الذين حاولوا تفريقهم، مما أدى إلى وقوع إصابات لم تذكرها الشرطة أو وزارة الصحة بعد، وأشعل المحتجون النار فى حاويات القمامة، ورموا عناصر الشرطة التى طوقت المكان، بمقذوفات نارية، واعتدوا على المتاجر وحطموا السيارات بالشوارع.
الشرطة الفرنسية
ورفع المحتجون لافتات حملت عبارات معادية للشرطة الفرنسية مثل " الآن نهاية الإفلات من العقاب بشأن عنف الشرطة"، وكتب على لافتات أخرى "أمام عنف الشرطة لنكن غير محكومين"، كما هتف المتظاهرون بعبارة: الجميع يكره الشرطة، وتارة أخرى "الشرطة عنصرية "، وذلك قبل أن تنهال عليهم قنابل الشرطة المسيلة للدموع.
أما فى مدينتى رين وتولوز تظاهر أمس الأربعاء عشرات الأشخاص دون وقوع صدامات، وتعددت المظاهرات فى باريس الفترة الأخيرة، إضافة إلى مدن أخرى منذ إيقاف الشاب ثيو وهو من أصول إفريقية فى أولنى سو بوا، فى الثانى من الشهر الجارى، عندما عنفه عناصر شرطة وأدخل أحدهم عصاه فى مؤخرته، وقد أوقف عناصر الشرطة الأربعة ومن بينهم المشتبه به بالاغتصاب.
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، الأربعاء، أنه تم توقيف 245 شخصًا حتى الآن من المشاركين فى المظاهرات المنددة بتعرض شاب لاعتداء جنسى من قبل شرطيين فى إحدى ضواحى شمال باريس.
وقالت الداخلية الفرنسية فى بيان لها، "إن 236 شخصًا من أصل 245 يتم التحقيق معهم منذ 4 فبراير الجارى، تم توقيفهم من قبل الشرطة، بينهم 168 شخصًا أوقفوا فى باريس وعدد من الضواحى القريبة منها".
وأضاف البيان، أن 48 شخصًا من بين الموقوفين، أحيلوا إلى المحكمة التى قررت سجن 14منهم لفترات مختلفة تصل إلى عام".
أعمال العنف فى فرنسا
يشار إلى أن الضاحية الباريسية إليو سو بوا، تشهد منذ 4 فبراير الجارى، احتجاجات على خلفية اعتداء 4 شرطيين على شاب يدعى "ثيو" (22 عامًا)، أثناء التحقق من هويته.
وتعرض "ثيو"، وهو لاعب كرة قدم، فى 2 فبراير الجارى،لاعتداء جنسى، خلال ما وصفته الشرطة الفرنسية بـ"الحملة للتدقيق فى الهوية"، ما استوجب نقله إلى المستشفى لإصابته بـ"جرح طولى فى القناة الشرجية" و"تمزّق فى العضلة العاصرة"، بحسب التقارير الطبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة