حارة صغيرة بحى المطرية، حجرة ضيقة مكونة من سرير واحد وبعض الكراكيب على جانبيها، صندوق صغير للملابس، وبعض الأغطية البالية، أما أهم ما يتوسط الحجرة فهو الحقيبة السوداء الضخمة التى تحوى "السكسافون" ذهبى اللون، آخر ما يمكن لزائر غرفة "عم محمد ساكس" أن يراه وسط باقى أغراض الغرفة التى يستقر بها متخذًا من آلته الموسيقية رفيقًا أخيرًا بعد أن هجره الجميع.
التوحد مع الموسيقى والشعور بها
الغرفة الضيقة بالحى ليست هى المكان الوحيد الذى يمكنك أن تلقى به "عم محمد" عازف السكسافون الذى تستقر خلف آلته قصة إنسانية تستحق السرد، ولكنك قد تراه فى الإشارات، على مقاهى الحى، ووسط تجمعات المارة ممن استوقفهم موسيقى "محمد ساكس" بدون كلام، أما عن القصة التى يسردها يوميًا بنغمات آلته، فهى التى يحكى عنها لليوم السابع منذ بدايتها قائلاً: أنا بلعب ساكس من 45 سنة، كنت نجم ومشهور، وبعزف فى فرقة، بس الزمن حسبته مش على مزاج حد".
العزف فى الشارع
بالكثير من الحكمة التى تبدو واضحة فى نبرات صوته، ونغمات آلته، يكمل "محمد عبد الوهاب" الشهير بـ"محمد ساكس": ويقول احترفت العزف على "السكسافون" وعملت بالعشرات الفرق، وحضرت مئات الحفلات، أذكر بعض المشاهد من حياتى السابقة التى كانت حافلة بالسفر، والأضواء، والعزف خلف أعظم من غنى فى العالم العربى، ولكنى أعود مرة أخرى لأتذكر الأسباب التى آلت بى لهذه الغرفة، بعد وفاة ابنى "البكرى".
عازف الساكس فون فى منزله
صدمة الفراق لم تكن سهلة على عم "محمد" الذى رحل ابنه، ورحل معه طعم الأشياء جميعًا، لم يعد يشعر بنغمات الساكس تدغدغ أصابعه، لم تعد أزرار الآلة تستفزه للعب، ولم تعد أضواء المسارح تستهوى عينيه التى احتكرها البكاء على من رحل، ويقول عم محمد: بعد وفاة ابنى ما بقتش شايف حد ولا عايز حاجة، سيبت الدنيا باللى فيها، واتدروشت، كان فاضلى شوية واتجنن، لحد مالحقونى اصحابى وزمايلي، وقالولى لازم ترجع تلعب، واشترولى "سكسافون" صينى على أد حاله.
عودة أصابعه لأزرار "الساكس" لحظة يتذكرها عم محمد جيداً، يلعب المزيكا بدون مقابل للمارة، يتجول بآلته الموسيقية وسط الإشارات، يبيع المناديل ويلعب قليلاً كخدمة مضافة لم يطلبها منه أحد.
ويكمل حديثه قائلاً: ما بقتش عايز حاجة، أنا لوحدى بس بعمل اللى بحبه، عايش وبتنفس وبلعب مزيكا، نفسى فى ساكس ألمانى أعزف بيه لأنه هيغير حياتى كتير، ويتابع أنه لا يريد شقة ولا سيارة بل يريد أن يحيى بالموسيقى ولها وكفى.
عم محمد يستعد للعزف
عم محمد يستعد للعمل
عم محمد يعزف على آلته
عم محمد يعزف على الساكس فون
محمد أثناء العزف فى الشارع
محمد عازف الساكس فون
محمد متجه لعمله مع آلة الساكس فون
محمد يبيع المناديل بالموسيقى
محمد يعزف الموسيقى للمارة
هواية العزف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد
ربنا يصبرك
ربنا يصبرك يا عم محمد. لان الفراق صعب
عدد الردود 0
بواسطة:
قصور الثقافة
اا
مبان كثيرة مكتوب عليها " قصر ثقافة ...." ولا أدري لها اي مهمة وليس لها أنشطة تذكر .. لماذا لا يعمل هذا الرجل ولو باليوم كعازف يسعد الناس بفنه في هذه القصور أو مدرب لهذه الآلة الجميلة .. فهو بذلك يفيد ويستفيد لأن عم محمد في حاجة لناس يندمج معهم ويتحدث إليهم ويعرض عليهم فنه ولا مانع اذا كان هناك عائد مادي. عشت في كندا فترة من الزمن هناك نظام العمل التطوعي أي الفرد يعمل بدون مقابل في مجال يحبه وليس شرطا كل يوم أو حتى عدد محدد من الساعات أو مكان معين .. ولكن يمكن أن يعمل في مكانين أو أكثر ولو ساعتين أو ثلاثة . ياريت نطبق النظام ده في مصر .
عدد الردود 0
بواسطة:
bahaa
رقم التليفون
حد يعرف يوصلوا ازاي؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فاعل خير
صاحب التعليق رقم 3 . انا عارف مكانه بيعد فين
انا ساكن فحلميه الزيتون و كل يوم بعدي من قدامه . قو بيكون قاعد في منتصف الطريق امام نادي 6 أكتوبر بميدان ابن الحكم . لو حضرتك هتيجي من ناحيت مصر الجديده زز هتعدي محكمه مصر الجديده و تكمل طوالي و تعدي من تحت كوبري التجنيد بتاع حلميه الزيتون . كمل طوالي تاني هتلاقي ميدان ابن الحكم.. هو بيكون قاعد هناك علي الرصيف مابين ميدان ابن الحكم و ميدان حلميه الزيتون