حصل "اليوم السابع" على نص كلمة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المحكمة الدستورية خلال المؤتمر الذى تنظمه المحكمة بالتعاون مع وزارة الخارجية لمدة ثلاثة أيام بحضور 25 رئيس محكمة دستورية وعليا فى إفريقيا.
وقال رئيس المحكمة الدستورية المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إن مبنى المحكمة الدستورية وهو حصن لحماية الحقوق والحريات يطل على ضفاف نهر النيل الذى يوثق الروابط بين مصر وقارتها ويذكر شعوبها أن فى تواصلهم وعى وفى تعاونهم قوة.
وأضاف عبد الرازق، أن إفريقيا تستحق من أبنائها الكثير ولم نعد نملك رفاهية الوقت للتأخر عن ركب التطور، خاصة فيما يتعلق بتحقيق العدالة والمحاكمات المنصفة وإعادة الحقوق لأصحابها، فهذه القيم حوافز للتقدم، وأن الأمم باتت تقيم بقدر ما يتمتع أفرادها بمحاكمات عادلة ومنصفة.
واستطرد عبد الرازق: نهدف إلى تشارك الخبرات القضائية والانطلاق لتأخذ القارة مكانها تحت شمس العدالة المنصفة الناجزة.
والى نص الكلمة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
* ضيوفنا الأعزاء أصحاب المقام الرفيع رؤساء المحاكم الدستورية والعليا، وأعضاؤها ...
* معالى رئيس مجلس النواب لجمهورية مصر العربية
* دولة رئيس وزراء جمهورية مصر العربية
* أصحاب المعالى الوزراء
* السادة رؤساء الهيئات القضائية
* السيدات والسادة الحضور الكرام
تحية إعزاز وتقدير لتشريفكم هذا المحفل القضائى الإفريقى الرفيع، فى رحاب حصن من حصون حماية الحقوق والحريات، وعلى ضفاف نهر النيل العظيم، شريان الحيـــــــاة الذى يربـــط، ويوثـق الوشائج بين أبناء إفريقيا، وفى أحضــــــــان مصر التى تزهو وتفتخر عبر الزمــــــــان بانتمائهــــــــا الإفريقى، وترحب دائمًا بكل ما من شأنه تعميق التواصل بين أبناء إفريقيا فى كافة المجالات، إيمانًا بأن فى تواصلهم وعى، وفى تجمعهم قوة، وفى ترابطهم ضمان لقوة تأثيرهم فى مجريات الأحداث المتلاحقة.
الجمع الكريم
إن إفريقيا التى صدّرت للعالم أرقى الحضارات منذ فجر التاريخ، حاضنة الديانات السماوية، مهد الثقافة، تستحق من أبنائها الكثير، وإذا كانت العهود قد جرت بطيئة على انطلاق طاقات أبناءها، فمما لا جدال فيه أننا لم نعد نملك رفاهية الوقت لأى تأخير جديد عن ركب التطور، واللحاق بالزمن الصحيح فى كافة المجالات، ولعل جمعنا هذا يأتى فى شأن هام، ألا وهو شأن تحقيق العدالة والمحاكمات المنصفة وإعادة الحقوق المعتدى عليها إلى أصحابها، ورد كل خارج عن القانون إلى جادة الصواب، وهو أمر إذا ما تحقق لكان مبعث انطلاق وتفـــــــاؤل وحافز على التقدم وتحقيق الآمال المرجوّة لأوطاننا، فدور القضاء فى حماية الحقوق والحريات بات فى زمننا هذا من أهم ضرورات الحياة، فحضارة ورفعة الأمم تقاس اليوم بمدى ما ينعم به أفرادها من حماية قانونية وقضائية فعّالة ومنجزة، وها نحن نجتمع اليوم لنتبادل الرؤى والأفكار حول الكثير من المفاهيم الدستورية والقانونية، كما نطرح الموروث من تجاربنا القضائية على بساط البحث المتخصص، ساعين إلى إدراك المواطن الإيجابية فى مساراتنا فندعمها، ونعممها، والكشف عن سلبياتها فنصححها، عاملين بكل جهد وإخلاص على الانطلاق إلى آفاق أرحب نحو توثيق أواصر التعاون البنّاء بين كافة المحاكم الإفريقية.
الجمع الكريم
كونوا على ثقة أن الزمن القادم بمشيئة الله تعالى هو زمن إفريقيا الشابة الفتية الواعدة، وكما صدّرت إفريقيا الحضارة والقيم السامية للعالم أجمع قديمًا، سينبهر العالم بخطواتها المتسارعة، لتأخذ مكانها الذى تستحق تحت الشمس؛ شمس الحرية، شمس الكرامة، والأهم والأغلى شمس العدالة المنصفة الناجزة.
وفقكم الله لما فيه خير قارتنا الغالية، وتمنياتنا لكم بطيب الإقامة فى هذا البلد الذى يسعد باحتضان جمعكم الكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة